مصر .. الاحتلال الإماراتي يصل إلى حديقتي الحيوان والأورمان بالجيزة
رابطة علماء أهل السنة«عاوزين تعرفوا مصر عاملة إزاي روحوا حديقة الحيوان، شوفوا حجم التردي والمنشآت والسلبيات والتعب».
«حد بيقول ما تأخذ الحديقة تعملها، قلت لا أنا أعمل 10 حدائق ومعملش حديقة بالطريقة دي، والناس تقول الحديقة والخضرة والأسود الجميلة، زي ما حصل في أنطونيادس، طب روح شوفها بس، ولما نقول خش على المتنزه، يردوا بقي لنا 25 سنة ميصحش كده».
بتلك الكلمات التي رددها السيسي في أكتوبر الماضي، خلال فعاليات المؤتمر الاقتصادي مصر 2022 ، مهد السيسي لبيع حديقة الحيوان وإهدائها مع حديقة الأورمان للإمارات الكفيل الأساسي للسيسي ونظامه العسكري ، قامت خطة السيسي الجهنمية على ترك الحديقة تغرق في الفساد والإهمال والتردي دون إصلاح أو تطوير من قبل وزارة الزراعة أو محافظة الجيزة أو أية جهات حكومية، بالمقارنة مع أية مشاريع يهتم بها السيسي ونظامه العسكري، وصولا لكراهية الزوار لها وتـأففهم من المشاهد ومستوى الخدمة الأسوأ في المتنزه الرئيس لعموم المصريين،
حتى جاء موعد البيع بالإعلان عن طرح حديقة الحيوان ومعها حديقة الأورمان للإمارات بالشراكة مع إحدى شركات الإنتاج الحربي، لمدة 25 عاما.
وفور الإعلان عن إغلاقها مع حديقة الأورمان لمدة عام بهدف التطوير، تصاعدت موجة الشكوك لدى المصريين.
وتحولت الشكوك إلى موجة من الغضب، عندما تم الإعلان بشكل رسمي من وزارتي الإنتاج الحربي والزراعة، عن الحصول على حق الانتفاع بالحديقة لمدة 25 عاما، بصحبة شريك إماراتي، بموازاة التخبط الرسمي لتوضيح وتبرير الخبر.
ويمثل الإعلان عن تطوير الحديقة عبر الإمارات، بمثابة صفقة بيع للحديقة لدولة الإمارات، كما حدث لمعالم كثيرة في العاصمة القاهرة، وغيرها من المدن المصرية.
وقال الحقوقي حسام سامي “في احتلال بيّن لتاريخ وتراث مصرنا الحبيبة، وفي غفلة من شعب مغيّب مقيد بلقمة العيش، ومفتقد لكرامته، الإمارات تستمر في شراء مصر من أعوانها غير الوطنيين المحسوبين على هذا الوطن الجريح، وتشتري حديقة الحيوان التاريخية ، الإمارات تشتري مصر“.
وعبر الفنان التشكيلي أحمد عز العرب، عن غضبه قائلا “اللي جرى على حدائق الإسكندرية ومدينة نصر والمنصورة، هو نفسه جرى على حديقة الأندلس في طنطا، وتحولت كما ترى والصورة تغني عن الكلام ، والآن جاء الدور على حديقتي الحيوان والأورمان لتطويرهما على طريقة سيادة اللواء مخترع كفتة الفيروس“.
ومع استحواذ الإمارات على حديقة الحيوانات وحديقة الأورمان ، ستتحول تكلفة دخول الحديقة لأرقام مهولة ، قد يعجز عنها ملايين المصريين، الذين تعد زيارة حديقة الحيوان المتنفس الوحيد المناسب لهم ولأطفالهم.
وكانت الحكومة قد رفعت أسعار تذاكر الحديقة إلى نحو 65 جنيها، وهو ما أثار غضب الجمهور.
سلسال الاستحواذات الإماراتية
ويأتي استحواذ الإمارات على حديقة الحيوان، ضمن مسلسل واسع وممتد من الاستحواذات التي يشبهها اقتصاديون بأنها احتلال اقتصادي من الإمارات لمصر.
ومنذ الانقلاب العسكري توسعت الإمارات في شراء المؤسسات وموانئ وشركات ناجحة في مصر.
وفي سبتمبر الماضي، قالت دراسة لمؤسسة «عشرة طوبة» للدراسات والتطبيقات العمرانية في مصر، والتي تحمل عنوان “من يملك القاهرة؟” “الحكومة الإماراتية، هي ثاني أكبر مالك للأراضي في محافظة القاهرة بعد الحكومة المصرية“.
وأكدت الدراسة أن استثمارات الإمارات ارتفعت في القاهرة بصورة كبيرة، واستحوذت على عدد كبير من الأراضي، مشيرة إلى أن استثماراتها ستصل بحلول عام 2027، إلى نحو 35 مليار .
فالحكومة المصرية تمتلك أراض بنسبة 16% تليها الحكومة الإماراتية بنسبة 6.1% ثم تأتي حكومات الكويت والنرويج في مراتب متتالية، حيث تتضمن الأراضي الخاضعة لملكية شركات مملوكة للحكومة الإماراتية، أصول شركة «سوديك» المصرية التي استحوذ عليها تحالف الدار العقارية والقابضة ADQ في ديسمبر الماضي.
واعتبرت الدراسة أن التغول الإماراتي في تملك أراضي القاهرة جزءا من تدفق المال الخليجي في شراء أصول صندوق مصر السيادي، حيث بلغت استثمارات صندوقي الإمارات والسعودية السياديين 3.3 مليارات دولار خلال العام 2022.
وتوسعت الإمارات في تملك حصص مسيطرة في الشركات العقارية المصرية.
وخلال العام 2022 رصد باحثون أن استحواذات الإمارات على الأصول المصرية خلال العام وصلت إلى
– حصة من البنك التجاري الدولي، أكبر بنك خاص في مصر.
– حصة بشركة التكنولوجيا العملاقة فوري.
– حصة بالإسكندرية لتداول الحاويات.
– حصة بشركة موبكو للأسمدة.
– حصة بشركة أبوقير للأسمدة.
– شراء أصول بنك “عودة” اللبناني بمصر في 2021.
– شركة “آمون للصناعات الدوائية” من شركة “باوش للصحة” الكندية.
– الاستحواذ على شركة سوديك ٦ أكتوبر للاستثمار و البناء.
– شراء نصف محطات توتال بمصر.
– شراء مستثمرين لحصة بشركة المتحدة للتبغ.
– 5 بنوك إماراتية في مصر “أبوظبي الأول” و”أبوظبي التجاري” و”الإمارات دبي الوطني” و”أبوظبي الإسلامي” و”بنك المشرق”
كما أن الإمارات ترغب في الاستيلاء على:
– مدينة نصر للإسكان.
– وطنية للبترول.
– القابضة هيرمس.
– الوطنية صافي للمياه.
ووفق خبراء، فقد تحولت مصر بالنسبة للإمارات إلى فريسة جريحة ليس الغرض هو مداواة جرحها ، ولكن هذا هو الوقت المناسب لافتراسها وهي تترنح.