الاحتلال يزيد من معاناة غزة بإغراق المنازل والأراضي الزراعية
رابطة علماء أهل السنةتواصل سلطات الاحتلال الصهيوني منذ يومين إغراق منازل الفلسطينيين في عدة مناطق في غزة، وذلك جرّاء فتحها "عبّارات" مياه الأمطار المقامة خلف الشريط الحدودي شرق القطاع.
وأفادت "وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية" (وفا) بأن الاحتلال قام بإغراق عشرات المنازل ومئات الدونمات الزراعية شرق خان يونس ودير البلح، بعد فتحه "عبّارات" مياه الأمطار صوب الأراضي الزراعية والمناطق المنخفضة.
وفي وقتٍ سابق، فاضت شوارع وأزقة عدد من مُخيّمات اللاجئين في قطاع غزّة بمياه الأمطار التي تساقطت في أوّل منخفضٍ جوي يضرب قطاع غزّة المحاصر منذ 16 عاماً.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي غرق عشرات المنازل في مخيّم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزّة، وفي مُخيّم الشاطئ غرب مدينة غزة، وذلك جرّاء الأمطار الغزيرة التي شهدتها مناطق القطاع.
وأظهرت صور من داخل المخيّمات تحوّل مجاري الصرف الصحّي إلى منبع للمياه بدل تصريفها، لعدم استيعابها كميّات المياه التي هطلت، ما يُشير إلى استفحال الأزمة في حال ازدادت معدّلات الهطل.
وكانت قوات الاحتلال قد فتحت قبل يومين "عبّارات" مياه الأمطار شرق مدينة دير البلح، ما أدى إلى غرق عشرات المنازل والأراضي الزراعية، وتفاقم معاناة المواطنين، خصوصاً في ظل المنخفض الجوي الماطر الذي يشهده القطاع، منذ السبت الماضي.
مسؤولية الاحتلال
وأشار الناطق باسم جهاز "الدفاع المدني" في غزة محمود بصل، في تصريح لوكالة "الأناضول"، إلى أن الطواقم المختصة تعاملت، منذ السبت الماضي حتى صباح أمس الأحد، مع 70 مهمة عمل شملت إنقاذ مواطنين وسحب مياه وفتح طرق وغيرها.
وأرجع بصل السبب الرئيس للأزمة وحالات الغرق فتح سلطات الاحتلال لعدد من السدود على الحدود الشرقية للقطاع، إضافة لاستمرار هطل الأمطار لساعات متواصلة.
وذكر أن قطاع غزة يعاني من تهالك بالبنية التحتية وضعف الأجهزة والمعدات اللازمة، ولا يمتلك القدرة الكافية لإدارة الأوضاع بالحالة الطبيعية، فكيف الأمر خلال الأزمات.
ودعا مسؤول الدفاع المدني الجهات الدولية المختصة بالتدخل العاجل لتوفير المعدات اللازمة لقطاع غزة، ولا سيما المضخات الكبيرة التي ستمكن الجهات المسؤولة من توفير مصارف أسرع وأفضل لمياه الأمطار.
خسائر كبيرة للقطاع الزراعي
ونقلت وكالة "معا" الإخبارية الفلسطينية عن مصدر محلي أن مياه الأمطار التي تدفقت بعد فتح الممرات الواقعة خلف السياج الحدودي غمرت منازل في أحياء بمدينة غزة ومدينة دير البلح ومنطقة الزوايدة والبريج والنصيرات وسط القطاع ومناطق شرق خان يونس.
وأضاف المصدر أن العديد من المزارعين تكبدوا خسائر مادية كبيرة جراء غرق مئات الدونمات بالمياه.
واستنكر القطاع الزراعي في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية بشدة جريمة الاحتلال بفتح سدوده بشكل مفاجئ على عدة مناطق في قطاع غزة وإغراق عدد كبير من المنازل ومئات الدونمات الزراعية وسط وجنوب غزة بالمياه الفائضة.
وأشار القطاع الزراعي في الشبكة، في بيان، إلى قيام الاحتلال بفتح سدوده شرق دير البلح وخانيونس عدة مرات بشكل متعمد وإغراق عشرات المنازل ومئات الدونمات الزراعية وإلحاق الضرر بالمحاصيل الزراعية والبنى التحتية والمعدات بتلك المنطقة.
وحمل القطاع الزراعي في الشبكة سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الخسائر المباشرة وغير المباشرة نتيجة هذه الاعتداءات.
وطالب المجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية والحقوقية بالتدخل الفوري لوقف هذه الاعتداءات "الإسرائيلية" على المزارعين وأراضيهم وتوفير الحماية لهم وضمان عدم تكرار هذه الاعتداءات.
كما طالب بتوفير آليات لتعويض المزارعين عن الخسائر التي يتعرضون لها، وتعزيز صمودهم في تلك المناطق التي تعتبر ذات أهمية كبرى، وبخاصة أنها تمثل سلة الغذاء الرئيسة لقطاع غزة.
يذكر أن البنية التحتية لقطاع غزة، التي دمرها العدوان الصهيوني الأخير، لم يتم إعادة إعمارها بعد، إنما تم إجراء إصلاحات مؤقتة لها، الأمر الذي ينذر بفيضانات وانهيارات للطرقات.