مصر... الانقلاب يتجه لرفع سعر الرغيف ويحرم 50 مليون مواطن من التموين
رابطة علماء أهل السنةمع ارتفاع الأسعار العالمية للقمح ، حكومة الانقلاب تدرس زيادة سعر رغيف العيش المدعم أو إلغاء الدعم العيني وتحويله إلى دعم نقدي ، مع تقليص أعداد المستحقين من 71 مليون مواطن إلى أقل من 25 مليون مواطن ، وذلك خضوعا لإملاءات صندوق النقد الدولي.
وتزعم حكومة الانقلاب أن ارتفاع أسعار القمح يكلف دولة العسكر أعباء إضافية في الموازنة العامة ، مشيرة إلى أن منظومة دعم إنتاج رغيف الخبز تستحوذ على حوالي 50% من إجمالي مخصصات منظومة الدعم والتي تقدر بحوالي 84.5 مليار جنيه سنويا وفق تعبيرها.
رفع سعر الرغيف أصبح حقيقة مؤكدة ، حيث اعترف مصطفى مدبولي رئيس وزراء الانقلاب بأن حكومة الانقلاب تدرس جميع السيناريوهات المتعلقة بسعر رغيف الخبز.
وقال مدبولي في تصريحات صحفية "نضع السيناريوهات والاحتمالات لرغيف الخبز، وهنتحرك هنتحرك، وهنشوف الفئات المهمشة ونشوف التأثير عليهم، زاعما أنه عند اتخاذ خطوة رفع أسعار الخبز سنضمن عدم تضرر الفئات الأكثر فقرا".
وتابع ، لازم يبقى فيه تحركا طفيفا بشكل منتظم، عشان منجيش بعد 30 سنة نلاقي الدنيا خربت، نتحرك بهذا الشكل ونضع السيناريوهات ونجلس مع خبراء كتير، وبندقق البيانات وفق تعبيره.
أسعار القمح
في هذا السياق زعم محمد معيط وزير مالية الانقلاب، أنه يتم دعم رغيف الخبز بنحو 50 مليار جنيه قد تزيد إلى 58 مليار جنيه بسبب ارتفاع أسعار القمح المستورد، وزيادة سعر توريد القمح المحلي.
وقال معيط في تصريحات صحفية: "من المتوقع استمرار ارتفاع أسعار القمح المستورد حتى 30 يونيو المقبل، مشيرا إلى أنه تمت زيادة أسعار توريد القمح من المزارعين خلال الموسم القادم لتشجيع الفلاح على التوريد وفق تعبيره".
وأضاف إن تكلفة رغيف العيش قبل زيادة سعر القمح كانت 65 قرشا ويباع للمواطن بـ 5 قروش فقط ، وحاليا ارتفعت تكلفة رغيف الخبز إلى 80 قرشا، والمواطن يدفع 5 قروش فقط وتتحمل دولة العسكر 75 قرشا بحسب تصريحاته .
كما زعم معيط أن دعم بطاقات التموين وصل إلى 42 مليار جنيه سنويا، قائلا "إحنا مقولناش الدعم هيتشال إحنا بنقول إزاي نضمن وصول الدعم لمستحقيه ، ومينفعش المواطن يركب عربيات ويجي يطلب دعم وفق تعبيره".
رفع تدريجي
وزعم علي المصيلحي وزير تموين الانقلاب أن ارتفاع أسعار القمح منذ بداية العام كلف دولة العسكر 8.8 مليار جنيه، منها 4 مليارات جنيه تأثير مباشر في فاتورة استيراد القمح لدعم الخبز، و4 مليارات جنيه في زيادة سعر أردب القمح المحلي إلى 810 جنيهات للأردب بزيادة 1000 جنيه في الطن بإجمالي تكلفة 4 مليارات جنيه.
وكشف وزير تموين الانقلاب في تصريحات صحفية أنه يجري الآن دراسة رفع سعر الخبز المدعم تدريجيا، زاعما أنه لن يتم المساس بالفئات الأكثر احتياجا والأسر الأولى بالرعاية في تطبيق تحريك سعر الرغيف والذي يبلغ عددهم حوالي 25 مليون مواطن.
وأشار إلى أن تموين الانقلاب لن تتجه لتقليل حجم الخبز عن 90 جراما، ولكن يتم دراسة الرفع التدريجي لسعر الخبز بالتوازي مع تحديد الفئات الأكثر احتياجا بحسب زعمه.
دعم نقدي
وكشفت مصادر رفضت ذكر اسمها، أن حكومة الانقلاب وصلت لآخر كروتها في الحفاظ على سعر رغيف الخبز بـ5 قروش، قائلة "جاء الوقت لكي يرتفع سعره، بعد استقرار دام أكثر من 34 عاما".
وزعمت المصادر، أن أسعار القمح ارتفعت بنسبة تصل إلى أكثر من 50%، وهو الأمر الذي يكلف حكومة الانقلاب أعباء استيرادية وأعباء في توفير قيمة الدعم خلال موازنة العام المالي القادم 20222023 خاصة مع ارتفاع التكلفة الإنتاجية.
وتوقعت أن يكون ارتفاع سعر رغيف الخبر من 5 قروش إلى 10 قروش ، وتطبيق تلك الزيادة قبل يوليو المقبل أي مع الموازنة الجديدة.
وأكدت المصادر، أن هناك أكثر من مقترح أمام حكومة الانقلاب يتم دراسته، بخلاف رفع سعر رغيف العيش، من بينها تحويل دعم الخبز العيني إلى نقدي، وإنشاء كروت «ميزة» للمواطنين بجانب بطاقة التموين، وتوزيع ماكينات صرف ميزة لأصحاب المخابز.
وتابعت، سيتم توزيع قيمة دعم الخبز بشكل مادي شهريا للمواطنين من خلال كروت (ميزة) ويصرف رغيف الخبز بسعر نقدي من خلال الماكينات التي توجد بالمخابز حتى لا يترك الأمر لأهواء المخابز أو المواطنين .
ضرورة مُلحة
وقال خالد صبري، سكرتير عام شعبة أصحاب المخابز بغرفة القاهرة إن "الخبز المدعم يشهد حاليا ارتفاعا كبيرا في التكلفة الإنتاجية ، بعد زيادة أسعار المحروقات والكهرباء والمياه والقمح عالميا".
وأضاف صبري في تصريحات صحفية أن عدد المخابز على مستوى الجمهورية 28 ألف مخبز، تنتج ما يقرب من 270 مليون رغيف يوميا ، مؤكدا أن الـ 28 ألف مخبز يعانون من ارتفاع تكلفة إنتاج الخبز التي تصل فعليا إلى 80 قرشا ، ولكن على أرض الواقع لم يتم تجديدها لأصحاب المخابز منذ 3 سنوات .
وتابع، يقدر سعر تكلفة إنتاج جوال الدقيق المدعم بقيمة 265 جنيها للمخابز العاملة بالسولار، و283 جنيها للمخابز العاملة بالغاز الطبيعي، مع تخفيض وزن رغيف العيش المدعم إلى 90 جراما، وزيادة عدد الأرغفة للجوال زنة 100 كيلو ليصل إلى 1450 رغيفا.
وأكد صبري أن زيادة التكلفة تأتي في ظل اضطرار أصحاب المخابز لرفع مرتبات العمالة مع التضخم، وسعر الخميرة ارتفع من 7 جنيهات إلى 18 جنيها، موضحا أن كل تلك التكلفة يتحملها صاحب المخبز من هامش ربحه.