كيف نقرأ القرآن
رابطة علماء أهل السنةكيف نقرأ القرآن
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم .
أما بعد
عندما نتأمل قول الله عز وجل : إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد ، و يتحسس كل واحد منا صدره ، أوَ فعلا من الممكن أن يكون قلبى غائبا ، أو حتى مات ؟؟؟؟
إذا أردت أن تعرف أين هو فضعه على المقياس الرباني ( و الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) ، فاقرأ كتاب الله و انظر أيفعل في قلبك فعله فى قلوب الصحب الكرام ، أم أنه غائبا ، أم أنه بين المنزلتين.
عندما سئل الصحابة عن الرجاء فى القرآن ،
قال سيدنا أبو بكر t : أرجى آية فى القرآن : (قل كل يعمل على شاكلته) الإسراء84 ، فلما سألوه عن الرجاء فيها ، قال : نحن نعمل على شاكلتنا أننا نخطئ و الله عز وجل يعمل على شاكلته أنه الغفور الرحيم.
و قال سيدنا عمرt : أرجى آية فى القرآن ( غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ) غافر2 . فلما سألوه عن الرجاء فيها قال : الله عز و جل قال غافر الذنب قبل أن يقول قابل التوب ، و كأن الله عز وجل يغفر الذنب حتى قبل أن يتوب العبد.
و قال سيدنا عثمان t: أرجى آية فى القرآن ( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) الزمر53 ، فلما سألوه عن الرجاء فيها قال: مع أنهم أسرفوا على أنفسهم إلا أن الله لم يحرمهم من أن يقول لهم يا عبادى.
و قال سيدنا علي t : أرجى آية فى القرآن ( و لسوف يعطيك ربك فترضى ) الضحى ، فلما سألوه عن الرجاء فيها قال : أن الله سيعطي الرسول صلى الله عليه و سلم يوم القيامة حتى يرضى ، و لن يرضى الرسولr و واحد من أمته فى النار.
أنظروا كيف كانت عيونهم على مفاتيح النجاة ، و كيف كان القرآن دائما له عندهم معنى غير الذى يتبادر الى أذهاننا ، لقد كان همهم عرض الكلام على قلوبهم ليعرفوا ماذا يريد الله عز وجل أن يقول لهم ، و لم يكن همهم أن يصلوا الى نهاية الربع و يحصّلوا الختام مرة تلو المرة.
لذلك وجب على الواحد منا أن يتفقد قلبه ليعلم أين هو من الدرجات الثلاثة ، وليقرأ القرآن مرة بتدبر و كأن الله يكلمه ، و كيف لا والقرآن هو كلام الله.
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ .صدق الله العظيم.