الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 07:29 صـ 24 جمادى أول 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    بحوث ودراسات التزكية

    كيف نقرأ القرآن

    رابطة علماء أهل السنة

    كيف نقرأ القرآن

     

       بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم .

                            أما بعد

       عندما نتأمل قول الله عز وجل : إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد ، و يتحسس كل واحد منا صدره ، أوَ فعلا من الممكن أن يكون قلبى غائبا ، أو حتى مات ؟؟؟؟

    إذا أردت أن تعرف أين هو فضعه على المقياس الرباني ( و الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم )  ، فاقرأ كتاب الله و انظر أيفعل في قلبك فعله فى قلوب الصحب الكرام ، أم أنه غائبا ، أم أنه بين المنزلتين.

       عندما سئل الصحابة عن الرجاء فى القرآن  ،

    قال سيدنا أبو بكر t : أرجى آية فى القرآن :  (قل كل يعمل على شاكلته) الإسراء84 ، فلما سألوه عن الرجاء فيها ، قال : نحن نعمل على شاكلتنا أننا نخطئ و الله عز وجل يعمل على شاكلته أنه الغفور الرحيم.

    و قال سيدنا عمرt : أرجى آية فى القرآن ( غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ) غافر2 .  فلما سألوه عن الرجاء فيها قال : الله عز و جل قال غافر الذنب قبل أن يقول قابل التوب ، و كأن الله عز وجل يغفر الذنب حتى قبل أن يتوب العبد.

    و قال سيدنا عثمان t: أرجى آية فى القرآن ( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) الزمر53  ،  فلما سألوه عن الرجاء فيها قال: مع أنهم أسرفوا على أنفسهم إلا أن الله لم يحرمهم من أن يقول لهم يا عبادى.

    و قال سيدنا علي t : أرجى آية فى القرآن ( و لسوف يعطيك ربك فترضى ) الضحى  ، فلما سألوه عن الرجاء فيها قال : أن الله سيعطي الرسول صلى الله عليه و سلم يوم القيامة حتى يرضى ، و لن يرضى الرسولr و واحد من أمته فى النار.

    أنظروا كيف كانت عيونهم على مفاتيح النجاة ، و كيف كان القرآن دائما له عندهم معنى غير الذى يتبادر الى أذهاننا ، لقد كان همهم عرض الكلام على قلوبهم ليعرفوا ماذا يريد الله عز وجل أن يقول لهم ، و لم يكن همهم أن يصلوا الى نهاية الربع و يحصّلوا الختام مرة تلو المرة.

    لذلك وجب على الواحد منا أن يتفقد قلبه ليعلم أين هو من الدرجات الثلاثة ، وليقرأ القرآن مرة بتدبر و كأن الله يكلمه ، و كيف لا والقرآن هو كلام الله.

    إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ .صدق الله العظيم.

     

    كيف نقرأ القرآن الرجاء إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ

    بحوث ودراسات