الصّدِيق.. البرنامج السياسي والتأسيس الدستوري
الدكتور علي محمد الصلابي رابطة علماء أهل السنةكانت بيعة الخلفاء الراشدين على كتاب الله وسنة رسوله متضمنة أهم أسس العدالة والحرية والكرامة والمساواة ومبادئ الحكم الرشيد، ولم يكن الصحابة ليعترضوا ببيعة الخلفاء الراشدين لو لم تكن وفق أصول النظام الإسلامي كما هي مقررة في الشريعة الإسلامية، وتضع لسلطة الحاكم قيوداً وحدوداً شرعية.
وقد تعرض عدد كبير من الباحثين المعاصرين لأسس العدالة في النظام الإسلامي ومنهم من سماها ضمانات الحكم الإسلامي، مثل محمد أحمد مفتي في كتابه "أركان وضمانات الحكم الإسلامي"، ومنهم عبد الغني بسيوني في كتابه "نظرية الدولة في الإسلام" وقد جعلها في ست ضمانات وهي : (وجود دستور إلهي - تقرير المبادئ الدستورية الإلهية - الحقوق والحريات العامة - تقرير مسؤولية الحاكم - الفصل بين السلطات - خضوع السلطة الحاكمة لرقابة القضاء).
وقد جاء في خطبة الصّدِّيق حينما وُلّي الخلافة ما يوضح الحدود والقيود على سلطة الحكام التي تضمن سير العدالة. فقد نص برنامج أبو بكر الصّدِيق رضي الله عنه على النقاط الآتية:
أيها الناس، فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم؛ فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني. الصدق أمانة والكذب خيانة. والضعيف فيكم قوي عندي حتى أُرجع عليه حقه إن شاء الله. لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل. ولا يشيع في قوم قط الفاحشة إلا عمهم الله بالبلاء. أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم. فنص الخطاب التاريخي يتضمن أهم شروط قيام الدولة الصالحة التي يلتزم بها إمام المسلمين.
وفي خطاب أبي بكر لنا وقفات منها: