مصر ... فتاوى حسب الطلب تُفقد المصريين ثقتهم بدار الإفتاء
رابطة علماء أهل السنةاعتاد المصريون أن تخرج عليهم دار الإفتاء، بالفتاوى التفصيل وفقا لطلب العسكر، سواء كان بتوضيح حكم حقيقي، او بتحليل حرام أوتحريم حلال.
فبعد الحادث المروري الذي تعرض له، عمرو أديب، أحد إعلاميي العسكر، والذي يتلقى تعليماته مباشرة من المخابرات المصرية، نشرت دار الإفتاء -عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"- فتوى تنهى عن الشماتة بابتلاءات الغير مثل الموت والحوادث، والذي شهدت مواقع التواصل الاجتماعي بعده تعبير البعض عن شماتتهم بعمرو أديب وما تعرض له.
وإن كانت الدار لم تذكر "أديب" بالاسم، فإن معظم الصحف والمواقع الإخبارية المصرية رأت أن الفتوى تخص حادث المذيع الشهير، ومنها صحيفة الأخبار الحكومية ومواقع مستقلة معروفة بقربها من السلطة مثل الوطن والدستور فضلا عن موقع مصراوي الذي نشر خبره عن الفتوى تحت عنوان يقول "أول تعليق من الإفتاء على الشماتة بعمرو أديب بعد تعرضه لحادث سير".
دار الإفتاء قالت في فتواها إن "الشماتة بالمصائب والابتلاءات التي تقع للغير -ومنها الحوادث والموت- ليس خُلُقًا إنسانيًا ولا دينيًا، والشامت بالموت سيموت كما مات غيره"، وبعد الاستشهاد بآية قرآنية وحديث شريف أضافت الدار أن "الشماتة والتشفّي بالمُصاب الذي يصيب الإنسان أيًّا كان، مخالف للأخلاق النبوية الشريفة والفطرة الإنسانية السليمة، فعند المصائب يجب الاعتبار والاتعاظ لا الفرح والسرور".
والغريب في الأمر أن الصحف " الحكومية " الموالية للعسكر، مثل صحيفة أخبار اليوم، أقرّت بذلك عبر عنوان نشرته " بعد حادث عمرو أديب ... الإفتاء تحذر من الشماتة في المصائب "
رغم أن دار الإفتاء لم تعلق على الكثير من الأحداث السابقة، مثل موت مبارك أو مرسي أو الذين يتم قتلهم في سجون العسكرأو غيرها من الأحداث الأكثر أهمية من حادث مروري عادي، ولم يمت صاحب الحادث.
وكذلك تساءل الكثير على مواقع التواصل " وهل التصديق على إعدام مئات الشباب المعارض لانقلاب العسكر يعتبر من الأخلاق النبوية الشريفة" ؟
وتساءل آخرون " عمرو أديب بعد تنحي مبارك يظهر اقصى درجات الشماته فية وفي جمال مبارك ياريت حد يبلغ دار الإفتاء المحترمة ويبلغ كل من يتكلم عن "الشماتة".
جدير بالذكر أن دار الإفتاء المصرية أصدرت في الآونة الأخيرة عددا من الفتاوى التي أثارت جدلا كبيرا، وخصوصا ما بدا منها نوعا من التماهي مع السلطة مثل إطلاق وصف "الاستعمار العثماني" على فتح القسطنطينية، الذي تراجعت عنه لاحقا، وكذلك فتوى تحريم مشاهدة المسلسلات التركية مثل مسلسل "قيامة أرطغرل"، التي عدّتها أسلحة يستخدمها الرئيس التركي أردوغان للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، في حين أشادت بالأعمال الدرامية المصرية التي تمجّد الجيش المصري مثل مسلسل الاختيار الذي عرض في رمضان الماضي.
هذه الفتاوى تسببت في تراجع ثقة عدد كبير من المصريين بدار الإفتاء وهو ما كشفه الاستبيان الذي نظمته دار الإفتاء نفسها عبر صفحتها على موقع "فيس بوك" العام الماضي عن رأي المصريين في الجهة التي يلجؤون إليها بحثا عن الفتوى، وخيّرتهم بين محرك البحث غوغل وموقع دار الإفتاء. وجاءت الإجابة صادمة إذ كشف الاستطلاع عن أن نحو 70% من المشاركين يتجهون إلى غوغل للإجابة عن أسئلتهم الدينية وطلبا للفتوى قبل أن تقوم دار الإفتاء بحذف الاستفتاء من الصفحة.
وجاء ذلك وسط حالة من الانقسام سادت المجتمع المصري في السنوات الأخيرة بين مؤيدين للسيسي ومعارضين للانقلاب الذي قاده عام 2013 ضد الرئيس الراحل محمد مرسي، ولم تعد تمر مناسبة وفاة أي شخصية مصرية دون أن تشهد مواقع التواصل نوعا من الشماتة بمصاب من ينتمون إلى الفريق الآخر.