قمة العلا ... هل ستكون جامعة للكلمة موحدة للصف لدول مجلس التعاون الخليجي؟
رابطة علماء أهل السنةتنعقد اليوم، الثلاثاء، القمة الخليجية الـ41، بعد الإعلان مساء أمس عن نجاح الجهود الكويتية في المصالحة الخليجية ورفع الحصار المفروض على دولة قطر منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وتلا تلك الخطوة، وهي الأولى منذ أزمة الخليج في 5 يونيو/ حزيران 2017، إعلان قطر حضور أميرها، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، للقمة الخليجية في مدينة العلا شمال غربي السعودية، بعد غياب أكثر من مرة عن نظيراتها.
ولم يكن الموقف السعودي بعيدا عن مشهد افتتاح ذلك الطريق، بتأكيد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن "القمة ستكون جامعة للكلمة موحدة للصف"، وإعلان الموافقة على فتح الحدود.
ومنذ 5 يونيو/حزيران 2017، تفرض كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارا بريا وجويا وبحريا على قطر، بزعم دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتعتبره "محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل"
مستوى التمثيل
بدأ يوم الإثنين بإعلان غياب سلطان عمان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، وتلاه ملك البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة.
وذكرت وكالة الأنباء العمانية الرسمية أن فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء سيغادر البلاد، الثلاثاء، متوجها للسعودية نيابة عن السلطان هيثم بن طارق، لتمثيل وفد بلاده بالقمة.
وبعد ساعات، أفادت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية أن "ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة رئيس مجلس الوزراء يتوجه، الثلاثاء، إلى السعودية نيابة عن (والده) الملك، مترأسا وفد المملكة في القمة".
ووفق وكالة الأنباء الإماراتية، "توجه محمد بن راشد نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي إلى السعودية، على رأس وفد بلاده .
وأعلنت وكالة الأنباء الكويتية، أن أميرها الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، سيغادر البلاد لترأس وفد بلاده بالقمة، بعدها أعلن الديوان الأميري القطري، مساء الإثنين، أن الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، سيترأس وفد بلاده في القمة، وفق بيان.
وكانت آخر قمة خليجية شارك فيها أمير قطر تلك التي استضافتها الكويت في 5 ديسمبر/كانون الأول 2017.
إعلان فتح الأجواء والحدود
وعشية القمة، وبعد ترقب جاءت الانفراجة حينما أعلنت الكويت عن فتح الحدود والأجواء بين قطر والسعودية وسط ترحيب لافت من الإمارات ومجلس التعاون.
وفي بيان متلفز نقله تلفزيون الكويت، أعلن وزير الخارجية أحمد ناصر الصباح أنه تم الاتفاق على إعادة فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين السعودية وقطر، اعتبارا من "مساء الإثنين".
وشدد الصباح على أنه تم الاتفاق أيضا على معالجة كافة المواضيع ذات الصلة، في إشارة إلى تداعيات الأزمة الخليجية، دون تفاصيل أكثر.
وبالتزامن مع هذا الإعلان، أفادت وسائل إعلام أمريكية بأنه من المرتقب أن توقع السعودية وقطر ودول خليجية أخرى اتفاقا، غدا الثلاثاء، ينهي الأزمة.
وفيما لم يصدر على الفور إعلان رسمي من الدوحة، أعلنت الرياض موافقتها على فتح الأجواء والحدود مع الدوحة، حسب الإخبارية السعودية.
وقال ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في بيان إن القمة الخليجية ستكون موحدة للصف وتترجم تطلعات لم الشمل، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية.
وفي أول رد إماراتي بعد اتفاق فتح الحدود والأجواء بين الدوحة والرياض، قال وزير الشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، مساء الإثنين، في تغريدة إننا "أمام قمة تاريخية نعيد من خلالها اللحمة الخليجية".
مجلس التعاون الخليجي
بدوره، رحب نايف الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، بفتح الأجواء الجوية و الحدود البرية والبحرية بين السعودية وقطر، عشية انعقاد القمة الخليجية في مدينة العلا شمال غربي السعودية.
وأوضح الحجرف، في بيان أن هذا الفتح الذي أعلنته الكويت عشية انعقاد القمة الخليجية "يعكس الحرص الكبير و الجهود الصادقة التي تبذل لضمان نجاحها".
وأضاف: "أبناء مجلس التعاون إذ يستبشرون بهذه الخطوة يتطلعون إلى تعزيز وتقوية البيت الخليجي و النظر للمستقبل بكل ما يحمله من فرص نحو كيان خليجي مترابط".
وترجح أوساط سياسية عربية ودولية أن تشهد القمة توقيعا بالأحرف الأولى على وثيقة مبادئ لإرساء أسس جديدة لمصالحة قطرية مع دول المقاطعة، أو مع السعودية بمفردها كخطوة أولى.
ترحيب تركي وليبي
ورحبت وزارة الخارجية التركية، في بيان، بقرار إعادة فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين قطر والسعودية.
وثمنت "جهود اللاعبين الدوليين الذين ساهموا عبر أنشطة الوساطة التي قاموا بها في التوصل إلى هذا القرار، وفي مقدمتهم دولة الكويت".
وأعربت عن تمنياتها بالتوصل إلى "حل دائم وشامل لهذا النزاع يقوم على الاحترام المتبادل لسيادة الدول، ورفع بقية الإجراءات العقابية عن الشعب القطري بأسرع وقت".
وشددت على أن تركيا شريكة استراتيجية لمجلس التعاون الخليجي، وتولي أهمية كبيرة لأمن واستقرار منطقة الخليج، و"ستواصل دعم كافة الجهود التي تصب في هذا الإطار".
وأشاد خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي (نيابي-استشاري)، مساء الإثنين، بـ"عودة العلاقات" بين قطر والسعودية، وأعرب عن أمله أن تساهم تلك الخطوة في تحقيق مزيد من الاستقرار في المنطقة.
وقال المشري، في بيان عبر صفحته بـ"فيسبوك": "نبارك لإخواننا في قطر والسعودية فتح الأجواء وعودة العلاقات، بجهد موفق من دولة الكويت، تطور مهم في اتجاه المصالحة الشاملة".
وتمنى المشري أن تساهم عودة العلاقات بين الدوحة والرياض "في تحقيق مزيد من الاستقرار بالمنطقة، وأن يسود التوافق والتصالح بلادنا وكل الدول العربية والإسلامية".
حماس والإخوان
وهنأت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الإثنين، مجلس التعاون الخليجي بتقدم جهود المصالحة.
وقالت الحركة في بيان وصل الأناضول نسخة منه: "إننا نأمل أن تنتهي الأزمة الخليجية بالكامل، واستعادة الوحدة والتضامن الخليجي والذي يصب في وحدة الموقف العربي المأمول".
ودعت إلى "إطلاق أوسع حوار إقليمي لإنهاء مختلف عوامل وعناصر الخلاف بين جميع الدول العربية والإسلامية في المنطقة".
وأعربت حماس، عن آمالها "أن يكون 2021 عام تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، ووحدة مكونات الأمة ودولها الرئيسة، في ظل هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها".
وقال المتحدث باسم جماعة الإخوان، طلعت فهمي في بيان مساء الإثنين: "ترحب جماعة الإخوان بالخطوات والإجراءات التي تم إعلانها الإثنين، لإتمام المصالحة بين دول مجلس التعاون الخليجي".
وأضاف: "تؤكد الجماعة دعمها لكل ما يُنهي أي خلافات بينها ويزيل أية رواسب بين شعوبها ويُسهم في وحدة أبنائها ووحدة شعوب الأمة العربية والإسلامية جمعاء".
ومنذ سنوات، تتوسط الكويت من أجل إنهاء أسوأ أزمة خليجية منذ تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981، والذي يضم السعودية، قطر، الإمارات، الكويت، البحرين وسلطنة عمان.