بغض النظر عن الشعوب ... الإمارات والبحرين توقعان اتفاقي التطبيع مع إسرائيل
رابطة علماء أهل السنةرغم رفض الشعوب العربية عامة، والبحرينية والإماراتية بصفة خاصة، قامت الإمارات والبحرين بتوقيع اتفاقي التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل، في البيت الأبيض، الثلاثاء، رغم الرفض والإدانة الواسعة من الجانب الفلسطيني.
وعقب التوقيع الاتفاقين بثلاث لغات، الإنجليزية والعربية والعبرية، انتهت مراسم الفعالية.
وقال الرئيس الأمريكي، في كلمة أمام الحضور عند بدء مراسم التوقيع، إن "اتفاق التطبيع سيكون أساسا لسلام شامل في المنطقة، والدول الموقعة على الاتفاق ستتبادل السفراء مع إسرائيل وستفتح سفارات، وستبدأ العمل معا كشركاء.. هم أصدقاء".
وأضاف: نحن اليوم هنا لنغير مسار التاريخ، فبعد عقود من الانقسام والصراع نحتفل ببزوغ فجر شرق أوسط جديد.
وتابع: "ستعمل هذه الاتفاقيات معًا كأساس لسلام شامل في جميع أنحاء المنطقة، وهو أمر لم يعتقد أحد أنه ممكن".
ومضى قائلا: "يثبت التوقيع التاريخي اليوم أن دول الشرق الأوسط تتحرر من النهج الفاشل للماضي".
وفي كلمته، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاتفاقان مع الإمارات والبحرين بأنهما "منعطف تاريخي".
وزعم أن "هذا ليس سلاما بين الزعماء بل بين الشعوب أيضا".
وتابع قائلاً: السلام سيتوسع ليضم دولا عربية أخرى، ليصبح من الممكن بعد ذلك إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي إلى الأبد".
وأشار إلى أن "المنافع الاقتصادية العظيمة لشراكتنا يمكن الإحساس بها في كل المنطقة، وستصل لكل مواطنينا".
فيما اعتبر وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، ونظيره البحريني عبد اللطيف الزياني، الثلاثاء، أن تطبيع بلادهما مع إسرائيل فرصة لـ"استقرار المنطقة".
جاء ذلك في كلمتيهما بالبيت الأبيض قبيل توقيع اتفاقي التطبيع.
وزعم بن زايد أن اتفاقية بلاده مع إسرائيل ستكون "منارة مضيئة لكل محبي السلام".
وتحدث عن أن "هذه المعاهدة ستمكنا في الوقوف أكثر إلى جانب الشعب الفلسطيني وتحقيق أمله في تحقيق دولة مستقلة ضمن منطقة مستقرة ومزدهرة".
وأشار أن "المعاهدات العربية التي وقعت مع إسرائيل لبنة للمستقبل وللعمل نحو الاستقرار والتنمية".
فيما تحدث الزياني، ممثل دولة البحرين، أن اتفاق اليوم "حدث تاريخي وفرصة لتحقيق السلام والازدهار والاستقرار للمنطقة".
وقال: "علينا أن نعمل بسرعة ونشاط لتحقيق حل الدولتين للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، ولقد أظهرنا اليوم بأن مثل هذا الطريق ممكن وواقع، وما كان يعد حلما قبل سنوات الآن يمكن أن يتحقق".
وقبيل بدء مراسم التوقيع، التقى ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، ووزيري الخارجية الإماراتي والبحريني، كلا على حده.
كما كتب البيت الأبيض في تغريدة: "اليوم يوم تاريخي في البيت الأبيض! الرئيس دونالد ترامب يستقبل رئيس وزراء إسرائيل ووزيري خارجية البحرين والإمارات لتوقيع الاتفاقات الإبراهيمية".
في المقابل، وصفت منظمة التحرير الفلسطينية، يوم توقيع كل من البحرين والإمارات على اتفاقي التطبيع مع إسرائيل بأنه "يوم أسود" في تاريخ النظام الرسمي العربي.
فيما قالت حركة التحرير الوطني الفلسطينية "فتح"، إن البحرين والإمارات "توقعان اليوم اتفاقية الإذعان لدولة الاحتلال".
حركة "حماس"، اعتبرت توقيع الاتفاقين، "كأن لم يكن، ولا يساوي الحبر الذي كُتب به".
وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم، عبر صفحته على فيسبوك، إن "الشعب الفلسطيني سيتعامل مع هذه الاتفاقات وكأنها لم تكن، من خلال إصراره على النضال حتى استرداد كامل حقوقه".
من جهتها، اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن الإعلان بمثابة "يوم أسود" في تاريخ الشعب الفلسطيني والأمة العربية، و"يوم سقوط لنظامَي الإمارات والبحرين في وحل الخيانة".
وقالت الجبهة، في تصريح صحفي، إن "الاتفاق لم يجرِ تنفيذه بين ليلةٍ وضحاها، بل تم الإعداد والتهيئة والتخطيط له عبر سنوات".
بدوره، قال محمد الهندي، رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي، للأناضول، إن "غزة المحاصرة ترد على اتفاق التطبيع الإماراتي البحريني مع إسرائيل، عبر إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة".
ومساء الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أن صافرات الإنذار دوت في مدينتي عسقلان وأشدود (جنوب)، بعد إطلاق صاروخين من قطاع غزة، تسبب أحدهما بحسب إعلام عبري في إصابة شخصين.
ميدانيا، شارك مئات الفلسطينيين، الثلاثاء، في وقفات احتجاجية في الضفة الغربية وقطاع غزة وإسرائيل استجابة لدعوة من "القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية" لاعتبار الثلاثاء، يوما للغضب "الشعبي"، ضد اتفاقيتي التطبيع.
وعلى أنغام الأناشيد الوطنية والهتافات الرافضة لمشاريع التآمر والتطبيع مع إسرائيل، شهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، الثلاثاء، فعاليات يوم "الغضب"، احتجاجا على التطبيع.
وفي البحرين، ندد محتجون، مساء الثلاثاء، بتوقيع بلادهم اتفاق تطبيع مع إسرائيل، وفق مصدرين معارضين.
ونشرت جمعية "الوفاق الوطني الإسلامية"، أكبر جهة معارضة في البحرين (منحلة)، صورا تظهر خروج ليلي لمحتجين على توقيع اتفاقية التطبيع.
وتظهر الصور التي نشرت عبر حساب الجمعية الموثق بـ"تويتر"، رفع عشرات في أحد الأزقة لافتات تدين التطبيع مع إسرائيل.
وكتبت الجمعية المناهضة للتطبيع تغريدة أعلى الصور: "شعب البحرين يصرخ رغم القمع والفتك والسجون: التطبيع خيانة- 15 سبتمبر(أيلول)"، في إشارة لخروج ليلة التوقيع.
وأعلنت البحرين، الجمعة، التوصل إلى اتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، برعاية أمريكية، لتلحق بالإمارات التي اتخذت خطوة مماثلة في 13 أغسطس/ آب الماضي.
وتعد البحرين رابع دولة عربية وثاني دولة خليجية تقيم علاقات طبيعية مع إسرائيلي، بعد مصر 1979، والأردن 1994، ثم الإمارات في 2020.
وأعلنت قوى سياسية ومنظمات عربية، رفضها بشكل واسع لهذا الاتفاق، وسط اتهامات بأنه "طعنة" في ظهر قضية الأمة بعد ضربة مماثلة من الإمارات
ومنذ بداية العام الجاري، يواجه الفلسطينيون تحديات متعددة، تمثلت في "صفقة القرن"، وهي خطة سياسية أمريكية مجحفة بحق الفلسطينيين، ثم مخطط إسرائيلي لضم نحو ثلث أراضي الضفة الغربية المحتلة، وبعده تطبيع الإمارات والبحرين علاقاتهما مع إسرائيل.