إسرائيل تعرض على حماس ممرا بحريا مقابل وقف العمليات
رابطة علماء أهل السنة
نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا، تحدث فيه عن وجود محادثات متقدمة بين إسرائيل وحماس، قد تفضي إلى توفير ممر مائي يمثل متنفسا لسكان قطاع غزة المحاصر، في مقابل وقف العمليات العسكرية ضد الإسرائيلين، وذلك في إطار صفقة يتم التحضير لها بوساطة مصرية، وسط امتعاض في صفوف حركة فتح.
ونقل الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، عن قيادي في حركة حماس تأكيده أن "إسرائيل قدمت عرضا يتمثل في فتح كل المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، وتوفير ممر بحري يربط بين هذا القطاع وجزيرة قبرص، وذلك في مقابل وقف كل الهجمات التي تنطلق من غزة."
واعتبر التقرير أن هذه الجهود، إذا كللت بالنجاح، فإنها سوف تقدم متنفسا كبيرا لقطاع غزة المحاصر وحركة حماس التي تشرف على إدارته. إلا أن هذه التطورات التي تجري بوساطة مصرية خلفت ردود أفعال سلبية في رام الله، حيث اعتبر عزام الأحمد، القيادي في حركة فتح، أن حماس تشارك في مخطط عدائي سوف يضرب الوحدة الفلسطينية.
ونقل التقرير عن عزام الأحمد، المسؤول في حركة فتح عن ملف المصالحة الفلسطينية، قوله "لميدل إيست آي" يوم الخميس، "إن المفاوضات مع إسرائيل حول وقف إطلاق النار والهدنة في غزة، وإجراء ترتيبات منفصلة خاصة بهذا القطاع، تعني أن حماس تشارك في مخطط عدائي يهدف لفصل غزة عن دولة فلسطين، كما هو معترف بها دوليا على حدود 1967".
وأشار التقرير إلى أن تفاصيل هذا الاتفاق، تأتي في وقت ذكر فيه مصدر من داخل حماس أن الحركة حققت تقدما مهما في محادثاتها مع إسرائيل، نحو إبرام هدنة طويلة المدى، بينما تؤدي مصر دور الوساطة في هذه المفاوضات، التي يعتقد بأنها جزء من مخطط "صفقة القرن" الذي وضعته الولايات المتحدة للسلام في الشرق الأوسط.
وأضاف التقرير، نقلا عن المصدر نفسه في حماس، إن إسرائيل تخلت عن مطالبها التاريخية، ومن بينها نزع سلاح الحركة، ووقف حفر الأنفاق، والإفراج عن الإسرائيليين المختطفين والمفقودين في داخل القطاع. وفي الأثناء تحاول حركة حماس التركيز على منح الأولوية للمشاريع الإنسانية، مثل توفير المياه والكهرباء والصرف الصحي.
وأضاف المصدر نقسه، أن العائق الأكبر لحد الآن في هذه المفاوضات تمثل في تحديد التوقيت، الذي سوف تحصل فيه حماس على الممر البحري الذي يفترض أن يمتد من غزة إلى قبرص. فيما تم حل بعض المسائل اللوجستية الأخرى المتعلقة بهذا الممر.
كما نقل التقرير عن هذا المصدر في حماس تأكيده أنهم اتفقوا على وضع هذا الممر البحري تحت إشراف السلطة الفلسطينية، تماما مثل معبر رفح، كما سيخضع أيضا للمراقبة الدولية.
وكشف هذا المصدر أن إسرائيل تريد الانتظار إلى أن يقوم الجانبان بتبادل الأسرى قبل فتح الممر، ولكن حماس تصر على القيام بالعكس، وذلك من أجل المسارعة للاستجابة للحاجيات الإنسانية العاجلة لسكان القطاع، الذين يعيشون تحت الحصار منذ 11 سنة.
وذكر التقرير أن مسؤولا إسرائيليا تحدث عن هذه المسألة مع صحيفة هآرتس، وأكد وجود محادثات حول فتح ممر بحري، رغم عدم وجود توافق داخلي حول هذا الأمر في إسرائيل.
وأضاف هذا المسؤول أن إسرائيل لن توافق على مناقشة المشاريع الإنسانية إلا في صورة الحفاظ على التهدئة بين الجانبين لفترة مطولة، وتسليم جثث الجنود الإسرائيليين الموجودة في غزة، إلى جانب اثنين من الأسرى.
وأكد التقرير أن التخمينات كثرت خلال الأيام الأخيرة، حول قرب موعد الإعلان عن اتفاق نهائي، وتم تسريب تفاصيل خطة من ست نقاط في أعمدة الصحف، وفي الأثناء كثف رئيس جهاز المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، من تنقلاته بين تل أبيب ورام الله، دون مقابلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يقال إنه كان منشغلا بمسائل أخرى.
وأضاف التقرير أن قياديين من حركة حماس، والجهاد الإسلامي وفصائل أخرى من قطاع غزة، دخلوا إلى مصر في وقت متأخر من يوم الخميس، متجهين نحو القاهرة، ولكن مصادر عديدة أكدت أن الإعلان النهائي عن الاتفاق، لن يتم إلا بعد عطلة عيد الفطر التي تنتهي يوم الجمعة.
وأشار التقرير إلى أنه في خضم هذه التطورات، لوحظ غياب قيادة حركة فتح، التي ينتظر أن تلتحق بالمحادثات في القاهرة في وقت لاحق. فيما اعتبر عزام الأحمد أن "مواصلة حماس الانخراط في المحادثات دون حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، لا يخدم إلا مصالح إسرائيل والولايات المتحدة، اللتين تعملان على خلق دويلة في قطاع غزة".
ونقل التقرير عن الصحفي الإسرائيلي ميرون رابوبورت قوله، "إن حماس نجحت بفضل تكتيكاتها العسكرية في تشكيل قوة ردع، أجبرت إسرائيل على تقديم تنازلات، والجميع يتذكر الشلل الذي أصاب مطار تل أبيب في حرب سنة 2014، وهو أمر لا يريده بنيامين نتنياهو أن يتكرر".