الأحد 29 ديسمبر 2024 05:35 مـ 27 جمادى آخر 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    بحوث ودراسات الدعوة

    أثر الكلمة في بناء المكتبة الإسلامية

    رابطة علماء أهل السنة

     

     

    الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى اللهُ وسلَّم على رسوله الأمين، وآله وصحبه أجمعين.

     

    أما بعد:

    فإنَّ الكلمة كانتْ وما زالتْ كبيرة الشأن، ضخمة الموقع، رفيعة المنزلة، ينتقلُ بها الإنسانُ مِنْ حالٍ إلى حالٍ، ومِنْ واقعٍ إلى واقعٍ، ومِنْ شأنٍ إلى شأنٍ، فهي تبني وتهدم، وتسعد وتشقي، وترفع وتخفض، وإذا تأملها متأملٌ رأى لها من التأثير والتدبير أحوالاً مدهشة، ووقائعَ معجبة، فكم أثارتْ مِنْ همم، ونبَّهتْ على خيرات، وكم حجزتْ عن أهوال، وبنتْ مِنْ حضارات، لذلك كان حقيقاً على كل عاقلٍ معرفةُ قدرها، وإدراكُ دورها، وحُسْنُ استخدامها، وجديراً به الاهتمامُ بها، والحفاظُ عليها، وحمايتها مِنْ كل ما لا يليقُ بها، وتجنيبُها كل ما لا يصلح لمكانتها.

     

    بكلمةٍ تدخلُ الإسلام، وبكلمةٍ تستحلُّ ما كنتَ ممنوعاً منه، محالاً بينك وبينه، وبكلمةٍ تصنعُ مجداً، وتشيدُ عزاً، وتدلُّ على مواقع خيرٍ، وتحفظُ مِنْ مهاوي شر.

    ***

     

    وأحبُّ هنا أنْ أستعرضَ جانباً من تاريخ الكلمة - وهو تاريخٌ لم يُكْتَبْ بعد - وما فعلتْ في النفوس والقلوب، وما حقَّقتْ مِنْ تحولاتٍ وإنجازاتٍ.

     

    ولنبدأ من القرآن الكريم، مِنْ كلمة الله عز وجل: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1]، وكلمته سبحانه: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]، وكلمته عزَّ شأنه: ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾ [القلم: 1].

     

    إنَّ هذه الكلمات صنعتْ أمة لا تغربُ الشمس عن امتدادها، أمة كان العلمُ غذاءها وكساءها، نوَّرت العالمَ، وأسعدت الإنسانَ، وأقامتْ حضارة ما زال الناسُ يتفيؤون ظلالها حتى اليوم.

     

    لقد سطعتْ شمسُ الله على الشرق والغرب، ورفعتْ كلماتُه المقدسةُ المنيرةُ الأغلالَ والآصارَ عن قلب الإنسان وفكره، ويده وصدره، وما برحتْ ساطعة وهاجة تنيرُ وتثيرُ، وتحيي وتبني، وتبدِّل وتحوِّل، تنتظر أنْ نقبل عليها، ونعود إليها، ونستقي منها، لتعود بنا إلى ما كنّا عليه، وذلك كائنٌ كينونةَ ظهور الإسلام على الدين كله.

     

    هذه الكلمات علَّمتنا أنْ نقولَ الخير ونأمرَ به، وندلَّ عليه ونقترحَه، ونشيدَ به ونحضَّ على فعله.

    ***

     

    وتعال معي - أخي القارئ - لنرحلَ معاً إلى بعض عوالم الكلمة لنرى ماذا فعلتْه، ولعلّي ولعلّك بل لعلّنا نتعلم أن نقولها، وأن لا نضن بها، فإنك إنْ فعلتَ خيراً غبطكَ الغابطون، واستبشرتْ بك السماوات والأرضون، وإذا اقترحتَ خيراً كنتَ شريكاً لفاعله في الأجر، ولا تدري ماذا يُحدث الله.

     

    ولا تيأسْ إذا لم ترَ لما قلتَ أثراً سريعاً، ووجوداً متحققاً، وكياناً قائماً، فقد يتحققُ هذا بعد حين، أو بعد سنين - وما السنين في عُمرِ الزمن بكثير -.

     

    فاعرفْ للكلمة قيمتها، وحاولْ أن تكونَ من أنصارها.

     

    ابذرْها - حيثما كنتَ - فلا بدَّ أنْ تسعدَ بثمارها أجراً، أو أجرين، أو أضعافاً مضاعفة، وقد تأتي يومَ القيامة فترى ثواباً كالجبال، مِنْ جرّاء كلمةٍ قلتَها فحفظها اللهُ ونمّاها وذخرها لك عنده.

     

    وانظرْ هذه الإلماعات:

    ***

     

    - في لقاءٍ في المدينة المنورة بين الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور (ت: 158هـ) والإمام مالك بن أنس (ت: 179هـ) اقترحَ عليه أنْ يضعَ للناس كتاباً ينفعُهم.

     

    يقول مالكٌ:

    دخلتُ على أبي جعفر بالغداة حين وقعت الشمسُ بالأرض، وقد نزل عن سريره إلى بساطه، فقال لي: حقيقٌ أنتَ بكل خيرٍ، وحقيقٌ بكل إكرامٍ، فلم يزلْ يسألني حتى أتاه المؤذِّنُ بالظهر فقال لي: أنتَ أعلمُ الناس.

     

    فقلتُ: لا والله يا أميرَ المؤمنين.

    قال: بلى، ولكنك تكتمُ ذلك، فما أحد أعلم منك اليوم بعد أمير المؤمنين.

     

    يا أبا عبدالله:

    - ضعْ للناس كتاباً.

    - وجنّبْ فيه شدائدَ ابن عمر، ورخصَ ابن عباس، وشواذَّ ابن مسعود.

    - ووطئه للناس توطئة.

    - واقصدْ أوسطَ الأمور.

    - وما اجتمع عليه الأمةُ والصحابة.

     

    ولئن بقيتُ لأكتبنَّ كتبكَ بماء الذهب، فأحمل الناسَ عليها.

    فقلتُ له: يا أميرَ المؤمنين، لا تفعلْ، فإنَّ الناسَ قد سبقتْ لهم أقاويل، وسمعوا أحاديثَ، ورووا روايات، وأخذ كلُّ قومٍ بما سبقَ إليهم، وعملوا به، ودانوا به، مِنْ اختلاف أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغيرِهم، وإنَّ ردَّهُم عمّا اعتقدوه شديدٌ، فدع الناسَ وما هُمْ عليه، وما اختارَ أهلُ كل بلدٍ لأنفسهم.

     

    فقال: لعمري لو طاوعتني على ذلك لأمرتُ به.

    وقال مالكٌ عن اقتراحِ المنصور وخطَّتِهِ: فو اللهِ لقد علَّمني التصنيفَ يومئذ.

     

    أقولُ:

    هذا خبرٌ حافلٌ بالمشاهد التي يَعذبُ الوقوفُ عندها.

    منها: هذا التقديرُ الكبيرُ من «الحاكم» لـ «العالم»، وهذه العلاقة القائمة على وعيِ كلٍ منهما بدوره، فلا اصطدام ولا اتهام، بل انسجامٌ ووئامٌ على ما يُرضي الله، من أجل رفعة كلمة الله.

     

    ومنها: هذا الفهمُ العالي من الإمام في ترسيخ مبادئ التشريع، وتركِ الأمة على السَّعة دون تضييقٍ أو إحراجٍ أو إعناتٍ، ممّا أثمرَ فقهاً زاخراً يخدم الزمان والمكان.

     

    ومنها: هذا الموقفُ النبيلُ في التجرُّد، والإخلاص، والبُعد عن الأثرةِ وحبِّ الذات، وعدم الطمع في التفرُّد بالاتباع، وهذا درسٌ للأمة بليغ.

     

    ولا أريد أنْ أطيلَ فلهذا مجالٌ آخر، وإنما أريد أنْ ألفت النظرَ إلى ما سقتُ الخبر من أجله، إلى ثمرة هذا اللقاء، ونتيجة هذه الكلمة.

     

    لقد أثمرَ هذا اللقاءُ وأنتجتْ هذه الكلمةُ «الموطأ»، وما أدراكَ ما الموطأ؟!، كتابٌ تغذَّت الأمةُ بعلومه وفهومه منذ ظهرَ حتى اليوم، فتأمَّلْ!

    ***

     

    - وبعد سنين ليستْ طويلة مِنْ هذا القرن كتبَ الإمامُ الحافظُ عبد الرحمن بن مهدي البصري (ت: 198هـ) إلى الإمام محمد بن إدريس الشافعي (ت: 204هـ) وهو شابٌّ، أنْ يضعَ له كتاباً فيه معاني القرآن، ويجمعُ قبول الأخبار فيه، وحجة الإجماع، وبيان الناسخ من القرآن والسُّنة. فوضح له كتاب «الرسالة».

     

    و"الرسالة" - كما نعلمُ - فتحٌ في العلم، تعهَّدها صاحبُها بالرعاية حتى وصلتْ إلينا مصدراً مشعاً تعتزُّ الإنسانيةُ بوجوده.

     

    وكان الإمام أحمد بن حنبل (ت: 241هـ) يرى أنَّ فيها عوامَّ أصول العلم، فحين كتبَ إليه حافظُ المَشرق إسحاقُ بن راهويه أنْ ينفذَ إليه مِنْ كتبِ الشافعي ما يَعلمُه محتاجاً إليه منها، كتبَ إليه أحمدُ: لم أعلمْ ما تحتاجُ إليه منها فأنفذه، لكنْ قد أنفذتُ إليك مِنْ كتبه كتاباً يدلُّك على عوام أصول العلم.

    ***

     

    - وبعد سنين أخرى وفي مجلس الإمام الكبير إسحاق بن راهويه المروزي النيسابوري (166-238هـ) انبثقتْ فكرةُ تأليفِ أصح كتابٍ بعد كتاب الله، بسبب كلمةٍ أيضاً:

    يقول الإمامُ محمد بن إسماعيل البخاري (194-256هـ):

    «كنتُ عند إسحاق بن راهويه فقالَ لنا بعضُ أصحابنا: لو جمعتم كتاباً مختصَراً لسُنن النبي صلى الله عليه وسلم. فوقعَ ذلك في قلبي، فأخذتُ في جمعِ هذا الكتاب».

     

    كلمة صادقة مخلصة كانت السببَ في ظهور هذا الكتاب العظيم، وكان لها الأثرُ في منهجهِ، واسمهِ إذ سمّاه مؤلُّفه -رحمه الله-:

    «كتاب الجامع الصحيح المسند المختصر مِنْ أمور سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه».

    فرحمَ اللهُ المقترحَ، ورحم المنفِّذَ، ونفعهما - وإيّانا - بهذا العلم، وهذا العمل.

    ***

     

    - ومن اللطائف أنّ الكلمة كان لها مع صحيح البخاري أثرٌ خالدٌ جميلٌ آخر:

    فقد كان في هذا الكتاب ما يُعْرفُ بالمُعلَّق - أي الخبر الذي لم يُذْكَرْ سندُه - فاقترح عالمٌ من المغرب تأليفَ كتابٍ يصل هذه المعلقات، ودوَّنَ هذا المقترحَ في كتابٍ له سار في الناس، فتحقَّق ما أراد بعد (82) عاماً من وفاته، ذلك هو الإمام الحافظ الرحّال أبو عبد الله بن رُشيد الفهري السبتي (657-721هـ)، وقد قال في كتابه «ترجمان التراجم» عن المعلَّق:

    «وأكثر ما وقع للبخاري من ذلك في صدور الأبواب، وهو مفتقرٌ إلى أنْ يُصنَّف فيه كتابٌ يخصه، تُسند فيه تلك المعلقات، وتبين درجتها من الصحة أو الحسن، أو غير ذلك من الدرجات، وما علمتُ أحداً تعرَّض لتصنيف ذلك، وإنه لمهمٌّ لا سيما لمَنْ له عنايةٌ بكتاب البخاري».

     

    وقد أثارتْ هذه الكلمةُ همةَ الإمام ابن حجر العسقلاني المصري (ت: 852هـ) فملأ هذا الفراغ، وغلّقَ هذا المعلق بكتابه القيّم «تغليق التعليق»، وفرغ من مسودته سنة (803هـ)، ومن مبيضته سنة (807هـ)، ونعمنا به مطبوعاً في خمسة مجلدات بعد ستة قرون (ظهر سنة 1405هـ).

    ***

     

    - وفي بغداد - مدينة العلم والحضارة - كان للكلمة أثرُها النافعُ في خدمة العلم وطلابه، وخدمة الكتاب وعشاقه، ولندع الإمامَ الحافظَ الجوالَ الرحّال محمد بن طاهر المقدسي (448-507هـ) يحدِّثنا عن ذلك، يقول - رحمه الله -:

    «ولما دخلتُ بغداد في أول رحلتي إليها، وذلك في سنة تسع وستين وأربع مئة، كنتُ مع جماعةٍ مِنْ طلاب الحديث في بعض المساجد ننتظرُ شيخاً، فوقفَ علينا أبو الحسن أحمد بن المحسن المقري وكيل القضاة ببغداد فقال: يا أصحابَ الحديث اسمعوا لي ما أقولُ لكم، فأنصتنا إليه، فقال:

    كتابُ الدارقطني في [الأحاديث] «الأفراد» غير مُرتَّب، فمَنْ قدرَ منكم على ترتيبه أفادَ واستفادَ.

     

    فوقع إذ ذاك في نفسي ترتيبُهُ، إلى أنْ سهلَ اللهُ عزَّ وجلَّ ذاك في سنة خمس مئة...». أي بعد (31) سنة من الاقتراح.

     

    وقد وصلَ إلينا كتابُه المُرتَّبُ هذا، وعنوانُه "أطراف الغرائب والأفراد"، ووقفتُ على نسخةٍ كُتبتْ سنة (581هـ) وكانتْ للشيخ عبد السلام حفيد الشيخ عبد القادر الجيلي البغدادي، ثم آلتْ إلى الإمام محمد مرتضى الزَّبيدي في القاهرة، ومنها نقلتُ هذا النص.

     

    وكتابُ الدارقطني «الأفراد» ذَكَرَ ابنُ حجر أنه في مئة جزء، ووصلَ إلينا منه عدة أجزاء فقط، فقد ضاع الأصلُ، وبقيَ كتاب المقدسي، فرحمه الله، وجزى الذي دلَّ على هذا الخير خيراً.

    ***

     

    - وننتقلُ إلى دمشق الفيحاء لنسمع كلمةً مِنْ إمامها ومحدِّثها ومؤرِّخها شمس الدين الذهبي (673-748هـ) فقد قال في ترجمته للإمام أحمد بن حنبل وهو يتحدَّثُ عن كتابه «المسند»:

    «وأمّا ابنُ الجوزي فطالع الكتابَ [المسند] مرّات عدة، وملأ تآليفَه منه، ثم صنَّفَ «جامع المسانيد»، وأودعَ فيه أكثرَ متونِ «المسند» ورتَّبَ وهذّبَ، ولكنْ ما استوعب.

     

    فلعلَّ الله يُقيِّضُ لهذا الديوان العظيم مَنْ:

    -يرتِّبُه ويهذِّبُه.

    -ويَحذفُ ما كرِّر فيه.

    -ويُصْلِحُ ما تصحَّف.

    -ويوضِّح حالَ كثيرٍ من رجاله.

    -وينبِّهُ على مُرْسله.

    -ويوهنُ ما ينبغي مِنْ مناكير.

    -ويرتِّب الصحابة على المعجم.

    -وكذلك أصحابَهم على المعجم.

    -ويرمزُ على رؤوس الحديث بأسماء الكتب الستة.

    -وإنْ رتَّبه على الأبواب فحسنٌ جميلٌ.

     

    ولولا أني قد عجزتُ عن ذلك لضعفِ البصر، وعدمِ النيّة، وقُرْبِ الرحيل، لعملتُ في ذلك».

     

    وقد قام الحافظُ ابنُ حجر - وسبقه وعاصره آخرون،َ كابن المُحبِّ، وابن زُكنون، وابن زُريق - قام بوضع كتابٍ سمّاه: «إطراف المسنِد المُعتلي بأطراف المُسند الحنبلي»، ورتَّب فيه أسماءَ الصحابة الذين فيه على حروف المعجم... فإنْ كان الصحابي مكثراً رتَّب الرواةَ عنه على حروف المعجم... ثم وضعَ رموزاً لمعرفة مَنْ شارك أحمدَ في تخريج ذلك الحديث من الأئمة... وحفظ اللهُ هذا الكتابَ حتى ظهر بتحقيقٍ دقيقٍ.

     

    وما فعلهُ ابنُ حجر، وما فعلهُ الآخرون هو مِنْ تخطيط الذهبي واقتراحه، ولا بدَّ أنّهم اطلعوا على ما قاله.

     

    وفي العهد القريب حظيَ "مسندُ" أحمد بأكثر مِنْ خدمة، فمِنْ ذلك:

    - ترتيبُه على الأبواب، قام بذلك الشيخُ أحمد بن عبد الرحمن البنا الشهير بالساعاتي وسمّى كتابَه: «الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني».

     

    - ومن ذلك خدمة الشيخ أحمد محمد شاكر له، وقد أخرجَ منه خمسة عشر جزءاً محققاً مُخرَّجاً، وتوفي دون إكمالهِ، واشتغلَ بإكمال عمله أكثرُ مِنْ واحد.

     

    - ومن ذلك خدمة "مؤسسة الرسالة" له بتحقيق العلامة الشيخ شعيب الأرناؤوط وفريقٍ معه، وقد قال في تقديمهِ له:

    «ونرجو من الله العلي القدير أنْ نكونَ أهلاً لتحقيق أمنية الإمام الذهبي في هذا المُسند، لتُتاح الإفادة منه لكل طالبِ علمٍ بأيسر طريقٍ، وأهون سبيلٍ».

     

    وهكذا أثمرتْ كلمةُ الذهبي في أكثر مِنْ مصرٍ وعصرٍ.

    ***

     

    إنّ هذا - وغيره كثير - ينادينا، ويعلِّمنا، ويحفِّزنا أنْ نقولَ كلمتنا، إلقاءً وتدويناً، أنْ نبذرَ كلمة الخير صغيرة كانتْ أم كبيرة، وأنْ لا ننظرَ إلى المعوِّقات، ولا ننتظر، فمع مرور الزمن تسهلُ أمورٌ صعبة، وتدنو حاجاتٌ تخيّلها الإنسانُ نائية قاصية، وتتحقق آمالٌ كانتْ في يومٍ من الأيام أحلاماً.

     

    في البدء كانت الكلمة، وهي في الختام كذلك. واللهُ المَوعِد.

    بحوث ودراسات