الأربعاء 19 مارس 2025 12:15 صـ 18 رمضان 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    هكذا تُشارك في جهاد الصهاينة (2)

    رابطة علماء أهل السنة

    المقاطعة: سلاح فعال لنصرة فلسطين والمسجد الأقصى

    المقاطعة هي أحد أهم الوسائل السلمية والمؤثرة لنصرة فلسطين والدفاع عن المسجد الأقصى، إنها أداة مقاومة مدنية فعّالة تُضعف اقتصاد الاحتلال الصهيوني، وتُوجّه رسالة عالمية قوية ضد جرائمه. كما أنها تمثل تعبيرًا عن رفض التعامل مع الكيان الصهيوني وداعميه.

    المقاطعة ليست مجرد عمل فردي، بل هي استراتيجية جماعية منظمة تحتاج إلى وعي وإصرار من الأمة الإسلامية والعربية، بل ومن كل الشعوب المؤمنة بالعدل وحقوق الإنسان.

    أهمية المقاطعة وأثرها

    1. إضعاف اقتصاد الاحتلال • الكيان الصهيوني يعتمد بشكل كبير على الاقتصاد في استمرار مشروعه الاستيطاني والعسكري. المقاطعة تقلل من أرباح شركاته ومن قدرته على تمويل المستوطنات ومشاريع التوسع. • العديد من الشركات العالمية التي تعمل داخل الكيان الصهيوني أو تدعمه تُعد مصادر تمويل رئيسية له، مثل الشركات المنتجة للأسلحة أو تلك التي تستثمر في المستوطنات.

    2. إبراز التضامن مع الشعب الفلسطيني • المقاطعة تخلق وعيًا عالميًا حول القضية الفلسطينية، وتظهر للعالم رفض الشعوب للظلم والاحتلال. • تُعطي الفلسطينيين دعمًا نفسيًا ومعنويًا بأن الأمة تقف إلى جانبهم في مقاومتهم وصمودهم.

    3. إحراج الكيان الصهيوني دوليًا • عندما تتوسع حملات المقاطعة، تُصبح أداة ضغط دبلوماسي تُجبر الدول والشركات على إعادة النظر في تعاملاتها مع الاحتلال. • المقاطعة الدولية تسهم في عزل الكيان الصهيوني كما حدث سابقًا مع نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

    أنواع المقاطعة وأشكالها

    1. المقاطعة الاقتصادية

    • مقاطعة المنتجات الإسرائيلية.

    • الامتناع عن شراء أي منتجات مصنّعة في الكيان الصهيوني، خاصة تلك التي تُصدر للعالم العربي والإسلامي.

    • من أمثلة المنتجات الإسرائيلية: المنتجات الزراعية مثل التمور والخضروات، والأدوية، ومستحضرات التجميل، وبعض التقنيات.

    • التأكد من معرفة مصدر المنتجات من خلال قراءة العلامات التجارية والرموز مثل الرمز التجاري (729) الذي يشير إلى منتجات إسرائيلية.

    • مقاطعة الشركات العالمية الداعمة للاحتلال.

    • التركيز على الشركات متعددة الجنسيات التي تقدم دعمًا مباشرًا أو غير مباشر للكيان الصهيوني، على سبيل المثال: شركات تعمل في بناء المستوطنات - شركات تُنتج معدات تُستخدم في قمع الفلسطينيين أو في الجدار العازل - شركات تُسهم في استنزاف الموارد الطبيعية الفلسطينية (من أبرز هذه الشركات التي تُستهدف في حملات المقاطعة العالمية: “HP”، “Caterpillar”، “Puma”، و”Ahava”. 2.

    2 - المقاطعة الثقافية والعلمية

    • رفض التعاون مع المؤسسات الإسرائيلية.

    • الامتناع عن المشاركة في المؤتمرات أو الفعاليات التي تُنظمها أو ترعاها جهات إسرائيلية.

    • مقاطعة الجامعات الإسرائيلية التي تدعم سياسات الاحتلال أو تسهم في الأبحاث العسكرية الموجهة ضد الفلسطينيين.

    • دعوة الأكاديميين والمثقفين العالميين لرفض التعاون مع الكيان الصهيوني، كما حدث في حملات مقاطعة أكاديمية واسعة في أوروبا وأمريكا.

    3. المقاطعة الرياضية

    • رفض التطبيع الرياضي.

    • الامتناع عن إقامة أو حضور أي مباريات أو بطولات رياضية مع فرق إسرائيلية.

    • الضغط على الهيئات الرياضية الدولية لاستبعاد إسرائيل من الفعاليات الرياضية بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان.

    • دعم الرياضيين الذين يرفضون مواجهة لاعبين إسرائيليين كنوع من التضامن مع القضية الفلسطينية.

    4. المقاطعة السياسية

    • رفض التطبيع الدبلوماسي.

    • الضغط على الحكومات العربية والإسلامية لإلغاء أي علاقات سياسية أو اقتصادية مع الكيان الصهيوني.

    • رفض توقيع اتفاقيات تعاون مع الاحتلال في مجالات الأمن أو الطاقة أو التكنولوجيا.

    5. المقاطعة الإعلامية

    • مقاطعة الدعاية الإسرائيلية.

    • الامتناع عن مشاهدة أو مشاركة المحتوى الذي يُروّج للكيان الصهيوني أو يُحاول تلميع صورته.

    • التصدي للحملات الإعلامية الصهيونية التي تُحاول قلب الحقائق أو تشويه صورة الفلسطينيين.

    كيف ننجح في المقاطعة؟

    1. التوعية العامة (نشر قوائم بالمنتجات والشركات التي يجب مقاطعتها، والتوضيح للشعوب الإسلامية والعربية كيف تسهم هذه الشركات في دعم الاحتلال - استخدام وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لنشر الوعي بأهمية المقاطعة وأثرها على الاحتلال.

    2. تنظيم الحملات (إنشاء حملات شعبية ومؤسسية للمقاطعة، مثل حملة “BDS” العالمية (Boycott, Divestment, Sanctions) التي حققت نجاحات كبيرة في الضغط على الاحتلال - إشراك المؤسسات المجتمعية، كالمساجد والمدارس، في نشر ثقافة المقاطعة.

    3. تعزيز البدائل (دعم المنتجات المحلية والإسلامية لتوفير بدائل عن المنتجات الإسرائيلية - تشجيع الاستثمار في الصناعات الوطنية التي تخدم القضية الفلسطينية).

    4. الاستمرارية والانضباط ( المقاطعة ليست حدثًا عابرًا، بل هي مشروع مستدام يحتاج إلى صبر وتضافر الجهود لتحقيق أثر طويل الأمد).

    نماذج لنجاحات المقاطعة

    ضغط شركات عالمية: انسحبت بعض الشركات الكبرى من العمل في المستوطنات الإسرائيلية نتيجة حملات المقاطعة، مثل شركة “Airbnb” التي ألغت إدراج عقارات في المستوطنات على منصتها.

    انتصار معنوي دولي: أسهمت حملات المقاطعة في إثارة الوعي الدولي حول الجرائم الإسرائيلية، مما أدى إلى تنامي الدعم العالمي للشعب الفلسطيني.

    المقاطعة ليست مجرد وسيلة للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، بل هي سلاح فعّال يساهم في تقليص قوة الاحتلال وإجباره على دفع ثمن احتلاله وجرائمه.

    إنها واجب شرعي وأخلاقي ووطني، ويمكن لكل فرد أن يشارك فيها حسب قدرته، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا".

    فلنكن جميعًا لبنة في بناء التضامن مع فلسطين حتى يتحقق النصر بإذن الله. الجهاد والنصرة بالمال: عماد الدعم لفلسطين والمسجد الأقصى المال هو أحد أهم ركائز الجهاد والدعم للقضايا الإسلامية، وبخاصة قضية فلسطين والمسجد الأقصى. فهو الوقود الذي يُشعل جذوة المقاومة ويُمكّن الشعب الفلسطيني من الصمود أمام الاحتلال الصهيوني. وقد جعل الإسلام الجهاد بالمال قِوامًا أساسيًا للدفاع عن الأمة ومقدساتها، حيث قال الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَهَاجَرُوا۟ وَجَـٰهَدُوا۟ بِأَمۡوَ ٰ⁠لِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِینَ ءَاوَوا۟ وَّنَصَرُوۤا۟ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ﴾ [الأنفال: ٧٢].

    أهمية الجهاد بالمال

    1. دعم المقاومة الفلسطينية

    • المقاومة تحتاج إلى تمويل مستمر لشراء السلاح، تصنيع المعدات، وتطوير القدرات العسكرية.

    • المال يُستخدم لتأمين مستلزمات العمليات الدفاعية والهجومية، وبناء الأنفاق، وإعداد المجاهدين.

    2. تعزيز صمود الشعب الفلسطيني

    • الشعب الفلسطيني يواجه يوميًا الحصار والتجويع وهدم البيوت. تقديم الدعم المالي يُسهم في تأمين احتياجاتهم الأساسية.

    • المال يُمكّن الفلسطينيين من الاستمرار في حياتهم رغم محاولات الاحتلال لتهجيرهم قسرًا.

    3. حماية المقدسات الإسلامية

    • المال يُستخدم في ترميم المسجد الأقصى ومرافقه التي تتعرض للخراب نتيجة الحفريات الإسرائيلية المستمرة.

    • دعم الأوقاف الإسلامية التي تُشرف على رعاية المسجد الأقصى والمقدسات الأخرى.

    4. تكافل الأمة الإسلامية

    • الجهاد بالمال يُظهر الوحدة بين المسلمين، ويُبرز مدى تضامن الأمة مع قضيتها المركزية.

    وسائل الجهاد بالمال

    1. التبرعات الفردية (التصدق المباشر- التبرع بأموال الزكاة والصدقات لدعم الفلسطينيين، سواء عبر المؤسسات الموثوقة أو بطرق مباشرة - تخصيص جزء من الدخل الشهري لدعم قضية فلسطين، باعتبارها مسؤولية دينية ووطنية - الوقف الخيري - إنشاء أوقاف مالية لدعم الشعب الفلسطيني بشكل مستدام - استثمار الأوقاف في مشاريع تدر أرباحًا تُستخدم لدعم الفلسطينيين والمقاومة).

    2. دعم المؤسسات الخيرية الموثوقة • تمويل المشاريع الإغاثية • دعم المؤسسات التي تُقدّم المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية للفلسطينيين. • التبرع للمؤسسات التي تُعنى بالأيتام وأسر الشهداء في فلسطين. • المؤسسات التعليمية • دعم المدارس والجامعات الفلسطينية التي تعمل تحت ظروف الاحتلال القاسية. • تمويل منح دراسية للطلبة الفلسطينيين الذين يعانون من ضائقة مالية.

    3. دعم المقاومة ماديًا • تمويل العمل العسكري. • التبرع لحركات المقاومة الفلسطينية التي تحتاج المال لتطوير قدراتها الدفاعية والهجومية. • الإسهام في تأمين احتياجاتهم من السلاح، الذخائر، والمواد الأولية اللازمة للتصنيع.

    4. المشاركة في حملات جمع التبرعات • تنظيم حملات لجمع الأموال في المساجد، والمؤسسات التعليمية، ووسائل الإعلام، لتعزيز دعم القضية الفلسطينية. • الاستفادة من المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي لإطلاق حملات دعم مالي لفلسطين.

    5. استثمار المال في دعم الاقتصاد الفلسطيني • شراء المنتجات الفلسطينية • دعم المنتجات المحلية الفلسطينية بدلًا من تلك الإسرائيلية، لتعزيز الاقتصاد الفلسطيني المنهك. • الاستيراد من الشركات الفلسطينية وتشجيع الآخرين على ذلك. • إنشاء مشاريع اقتصادية في فلسطين • الاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة داخل فلسطين، لتوفير فرص عمل ودعم الأسر الفلسطينية. • دعم الزراعة الفلسطينية، خاصة في المناطق التي تواجه خطر الاستيطان ومصادرة الأراضي.

    6. تسديد ديون الأسر الفلسطينية • الشعب الفلسطيني يعاني من أعباء مالية كبيرة نتيجة الحصار والبطالة. • تسديد ديون العائلات الفلسطينية، خاصة المتضررة من الهدم أو الاعتقال، يُخفف عنهم المعاناة.

    7. كفالة أسر الشهداء والجرحى والأسرى • تخصيص أموال لكفالة أسر الشهداء والجرحى الذين قدموا تضحيات عظيمة في سبيل القضية. • دعم أسر الأسرى الفلسطينيين الذين يُعانون بسبب غياب معيلهم الرئيسي.

    8. دعم مشاريع إعمار غزة • قطاع غزة يتعرض بشكل دوري للدمار نتيجة الحروب المتكررة. • المال يُستخدم في بناء المنازل المهدمة، وترميم البنية التحتية التي دمرها الاحتلال.

    كيف تُنظم الأمة الجهاد بالمال؟

    1. التنسيق بين الدول الإسلامية • إنشاء صندوق إسلامي عالمي لدعم فلسطين، يُموّل من الحكومات والشعوب على حد سواء. • توحيد جهود المؤسسات الخيرية في العالم الإسلامي لتحقيق تأثير أكبر.

    2. الشفافية والمصداقية • ضمان وصول الأموال إلى مستحقيها الحقيقيين، وعدم استغلالها لأغراض شخصية أو سياسية. • مراقبة توزيع الأموال عبر هيئات مستقلة لضمان النزاهة.

    3. تعزيز الوعي بأهمية الجهاد المالي • حملات إعلامية ودينية تُبرز فضل الإنفاق في سبيل الله وأجر دعم القضية الفلسطينية. • خطب ودروس في المساجد والمدارس حول أهمية المال في نصرة فلسطين.

    فضائل الجهاد بالمال في الإسلام

    1. الأجر العظيم عند الله • قال الله تعالى: ﴿مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً﴾ [البقرة: 245].

    2. الصدقة تطفئ غضب الله • قال النبي ﷺ: "صدقة السر تطفئ غضب الرب".

    3. تحقيق النصرة والتمكين للأمة • المال يُساعد على تحقيق الغلبة للأمة، ويُمكّنها من تحرير أراضيها واستعادة حقوقها. أهمية الجهاد بالمال ووجوبه الجهاد بالمال يُعد من أعظم أشكال النصرة للقضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية، إذ يسهم بشكل مباشر في تعزيز قدرة الشعب الفلسطيني على مواجهة الاحتلال الصهيوني وصموده في أرضه. يعتبر المال جزءًا أساسيًا من المعركة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون نتيجة الحصار والتهجير والعدوان المستمر.

    أهمية الجهاد بالمال

    1. دعم المقاومة الفلسطينية: المال يُمكّن المقاومة من توفير الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية التي تساعد في الدفاع عن الأرض والمقدسات. • دعم المقاتلين الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال يعزز من قدرتهم على مواصلة الجهاد.

    2. تحقيق صمود الشعب الفلسطيني: من خلال المال يمكن تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، مثل الغذاء والدواء والملاجئ، مما يساهم في تعزيز صمودهم أمام محاولات الاحتلال تهجيرهم أو قمعهم.

    3. إعمار الأراضي والمقدسات: دعم إعادة بناء البيوت المدمرة، وترميم المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية الأخرى، يمكن أن يعيد الأمل ويقوي عزيمة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.

    4. إنقاذ المقدسات الإسلامية: المال يُستخدم في حماية المسجد الأقصى من التهويد، ودعم الأوقاف الإسلامية التي تتولى حمايته وصيانته من التعديات الصهيونية.

    وجوب الجهاد بالمال

    الجهاد بالمال واجب شرعي، حيث جعل الإسلام الإنفاق في سبيل الله جزءًا من الإيمان والعمل الصالح. وهذا يشمل جميع أنواع الدعم المالي التي تسهم في نصرة فلسطين، سواء كان ذلك بالدعم المباشر للمقاومة أو للجهود الإنسانية والإغاثية في فلسطين.

    فرض عين وفرض كفاية:

    • الجهاد بالمال فرض عين على من يستطيع تقديم الدعم المالي، وخاصة للمجاهدين في الأرض الفلسطينية. • كما يُعد فرض كفاية على الأمة بشكل عام، بمعنى أن الجميع مسؤول عن تقديم المال، لكن إذا قام به البعض سقط عن البقية.

    عقوبة القادر المقصر في الجهاد بالمال

    1. عقوبته في الدنيا • التقصير في الواجب الشرعي: إن تقاعس المسلم عن أداء واجبه في دعم القضية الفلسطينية يُعد تقصيرًا في أداء فرض من الفرائض، مما يعرضه لتقصير في حياته الخاصة، ويُقلل من بركة ماله ووقته. • الخسارة الوطنية والشرعية: الشخص الذي يمتلك القدرة المالية ولم يسهم في دعم القضية الفلسطينية يسهم في تقوية المحتل ويترك إخوانه يعانون من الاضطهاد، مما يعرضه لمقت الله ورسوله ﷺ. • الخسارة النفسية: من الممكن أن يشعر الشخص الذي قصر في دعم القضية بالندم واللوم، ويُصاب بشعور بالعجز والفراغ نتيجة تقاعسه عن أداء هذا الواجب الكبير.

    2. عقوبته في الآخرة • الوعيد في القرآن الكريم: قال الله تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَاءِ وَٱلْوِلْدَٰنِ﴾ [النساء: 75]. وهذا يشمل الجهاد بالمال، ويدل على أنه لا يجوز للمسلم القادر على الإنفاق أن يقصر في ذلك، بل يجب عليه أن يُقدم ما يستطيع لدعم المجاهدين والمستضعفين في فلسطين. • العقاب في الحديث الشريف: قال النبي ﷺ: "مَن لَم يَغزُ أو يحدّث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق". ويُفهم من هذا أن التقاعس عن الجهاد في سبيل الله بكل وسيلة بما فيها المال يُعد انتقاصًا في الإيمان وسببًا للمقت الإلهي.

    3. الندم في الآخرة • في الآخرة، سيحصل المقصر في الجهاد بالمال على الندم الشديد على تقصيره، حيث سيشعر هؤلاء بالندم الشديد لعدم تقديمهم ما كانوا قادرين عليه.

    التشجيع على الجهاد بالمال في السيرة النبوية

    من خلال سيرته العطرة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يشجع المسلمين على بذل أموالهم في سبيل الله. فقال رسول الله ﷺ: "مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً في سبيلِ اللَّهِ كُتِبَ لَهُ سبْعُمِائِة ضِعفٍ". وفي هذا توجيه واضح للمسلمين بأن المال هو أداة قوية في معركة الحق ضد الباطل. الجهاد بالمال واجب شرعي على القادرين من المسلمين، ويُعد من أعظم وسائل نصرة فلسطين والمقدسات الإسلامية. المال يُساعد في تحقيق النصر على الاحتلال الصهيوني، ويُسهم في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وتحقيق التحرير الكامل لأرض فلسطين.

    إن القادر على الإنفاق ولم يُقدّم ما يستطيع من المال في هذه القضية العظيمة يكون قد تعرض لعواقب عظيمة في الدنيا والآخرة. لذا فإن على كل مسلم أن يُحاسب نفسه، ويعمل جاهدًا على دعم قضية فلسطين بكل وسيلة، وبالأخص المال، الذي يُعد أحد أرقى وأهم وسائل الجهاد.

    جهاد الصهاينة فلسطين المسجد الأقصى المقدسات الاحتلال المقاومة السلاح

    مقالات