الخميس 2 يناير 2025 06:11 صـ 2 رجب 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    بحوث ودراسات السيرة والتاريخ

    10 علماء مسلمون غيروا وجه التاريخ

    رابطة علماء أهل السنة

     

    21/2/2016 ميلادي - 12/5/1437 هجري

     

    منالرياضيات الى الفلسفة مرورا بالطب والعلوم الاجتماعية نجد أن العالم الاسلامي يزخر بكبار العلماء والمفكرين الذين أبدعوا في مجالاتهم وغيروا مجرى التاريخ والانسانية.

    ومن هؤلاء نذكر:

    عباس بن فرناس “الرجل الطائر”

    اذا كانت الأدبيات العلمية تنسب الى ليوناردو دي فنتشي باعتبار أنه الأب الروحي للطائرات الشراعية والمروحيات، إلا أن هذه الأدبيات نسيت أن هذا الاكتشاف مستوحى من أفكار عباس قاسم بن فرناس.

    هذا العالم المولود سنة 810 في مقاطعة “ما لاغا” المسلمة، كان أول من قام بتجربة الطيران الغريبة حيث ارتدى معطفا مغطى بالريش وقفز من فوق منارة آملا في التحليق في الجو مثل العصافير، لكن التجربة باءت بالفشل هذه المرة.

    ولأنه لا شيء يمكن أن يخيف البربر، فقد أعاد عباس بن فرناس الكرة للمرة الثانية سنة 880 وعمره حينها 70 سنة، ولكن باستعمال أجنحة من الخشب مغطاة بالريش هذه المرة، ليلقي بنفسه من قمة البرج ويتمكن من الطيران لبضع ثوان، قبل ان يسقط وينكسر كلا جانبيه مخلفا تجربة فريدة وواعدة.

    هكذا تمت صناعة اول طائرة شراعية في التاريخ لتأتي بعدها “البوينغ” ومختلف الطائرات المروحية التي تمكننا من السفر والتنقل من مكان الى اخر بسهولة اليوم.

    الخوارزمي” في البداية كان العدد”

    ولد الخوارزمي في اوزباكستان ومن اسمه اشتقت كلمة “الخوارزمية” او نظام العد العربي والحلول الحسابية.

    اشتهر الخوارزمي بين معاصريه بمساهمته الهائلة في تطوير علم الرياضيات من خلال كتابه “علم الجبر والمقابلة”، حتى أطلق عليه لقب “أبو الجبر” الذي تُنسب اليه التحويلات التي هي بمثابة الكوابيس لكثير من التلاميذ.

    كان الخوارزمي بالإضافة الى ذلك فلكيا، وقد حاول العمل على علم الفلك والتنجيم في أوقات فراغه، لكن تجاربه لم تكن كلها موفقة فبعد عشرة أيام من تنبئه للخليفة بحياة طويلة، مات هذا الاخير ملغيا بذلك كل العمل والمجهود الذي قام به الخوارزمي.

    الرازي” الدكتور معمور”

    على عكس ما يروّج له، فان الطب التجريبي قد بدأ في أرض الاسلام وليس في عصر “النهضة” أي قبل سبعة قرون.

    كان الرازي المعروف بمواهبه العلمية ودقة ملاحظاته رائدا في مجال الطب التجريبي، ففي حين كان جل الاهتمام مركزا على الممارسات التي تهمل الطب الوقائي، فقد قرّر الرازي التركيز على تحليل الأعراض واعطاء أهمية لا مثيل لها لمحيط المريض وحالته النفسية في عملية شفائه.

    استطاع دكتور” معمور” المشهور بطيبته وإنسانيته العالية أن يفهم في ذلك الوقت وقبل أي شخص آخر أن الحالة النفسية والتحلي بمعنويات مرتفعة هو نصف العلاج في معركة مكافحة المرض.

    بن خلدون” الرجل الذي ألهم أغست كونت”

    اذا ذكرنا علم الاجتماع، فإننا حتما نذكر “دوركيم”، “توكفيل” أو “أغست كونت”، لكن لا يجب أن ننسى  أن مؤسس هذا العلم انما هو ابن خلدون المولود سنة 1332  بتونس.

    رغم أن عائلته مليئة بالوجاهات الا أن ابن خلدون لم يعش حياة الرفاهية طويلا حيث وفي منتصف القرن الرابع عشر في حين لم يتجاوز سنّه الـ15 توفي والداه نتيجة الطاعون الذي كان يطلق عليه حينها “وباء الموت الأسود”.

    بعد تلك الفترة الحزينة قرر ابن خلدون أن يتجه الى فاس ليلتحق بمجلس العلماء وكان ذلك سنة 1354، وهناك بدأ في كتابة وتحفته النادرة “المقدمة” والتي قرر ان يستلهم فيها من تجربته الشخصية في محاولة لمعرفة أسباب تقدم وتراجع السلالات العربية.

    ابن سينا “من البقالة الى غرفة العمليات”

    الكثير من الشوارع والمستشفيات تحمل اسم “ابن سينا”، لكن ما الذي نعرفه عمّن أحدث ثورة في الطب في القرون الوسطى؟

    ولد ابن سيناء أو “أفيسان” كما يسميه الغربيون يوم 7 أوت سنة 980 في قرية أفشنة في اوزبكستان حاليا وهو مؤلف كتاب “القانون”، أرسله والده في سن مبكرة لتعلم الحساب عند البقال، هناك حيث وضع ذاكرته الجيدة وموهبته في الرياضيات في خدمة صاحب العمل.

    بعد بضع سنوات ذهب للدراسة في بخارى (في اوزباكستان) حيث اهتم عن قرب بالطب، وبعد أن إلتهم كتب غاليان وآريستوت خلال مراهقته أصبح يدرّس ما تعلمه لكبار الأطباء بينما لم يتجاوز سنه السادسة عشر.

    بفضل أعماله ومجهوداته –بعد فضل الله – تم تشخيص العديد من الامراض وعلاجها ومنها مرض السكري والتهاب السحايا.

    شريف الادريسي “مستشار الرحلات الحديث”

    شريف الادريسي هو من كبار الجغرافيين ومن مؤسسي “الجغرافيا الوصفية”، فبطلب من ملك صقلية قام هذا العالم الذي ينحدر من مدينة “سبتة” بالمغرب الاقصى، استنادا الى تنقلاته الكثيرة بتأليف كتاب يصف فيه ايطاليا، اسبانيا، وافريقيا الشمالية وأطلق عليه اسم ” كتاب روجر”.

    وبعد مدة قام بتأليف كتاب أكثر اكتمالا من سابقه وسماه “روض الأنس ونزهة النفس” وهو عبارة عن دليل للرحالة يجمع فيه الخصائص الجغرافية وكذلك العادات والتقاليد المحلية.

    جابر بن حيان “الكيميائي”

    ولد جابر بن حيان سنة 721م، ذلك العالم الذي حول الكيمياء من فن غامض الى علم.

    ترجمت مراجعاته وكتاباته الى اللاتينية لتبقى بعد ذلك المرجع الاساسي للكيميائيين الاوروبيين لمدة طويلة، كما أنه استبق الكيمياء الحديثة بحوالي عشرة قرون، وأفضل مثال على ذلك الكيميائي الفرنسي جوزيف لويس بروست وقوانين النسبية.

    اضافة الى أن معظم الاختراعات المتعلقة بالآلات المستعملة في المخابر الطبية الى يومنا على غرارالإمبيق هذا تنسب اليه، وهو أداة كيميائية تستعمل في التقطير.

    ابن رشد “المعلّق”

    عاش ابن رشد بين اسبانيا والمغرب ولُقّب بـ”المعلّق” من قبل أقرانه.

    اشتهر في الغرب بتحليله لكتب أرسطو، بالاضافة الى انه لُقّب بـ” أبو العلمانية” لأنه كان يسعى الى الفصل بين العقل والإيمان، الأمر الذي سبب له مشاكلا من جهة النصارى كما المسلمين، حتى أصبح يعامل كزنديق وتم احراق كتبه.

    تقي الدين “نحو القمر”

    ولد تقي الدين في دمشق سنة 1526 واشتغل في علم الفلك والميكانيكا الضوئية.

    كان هو أول من اخترع مضخة المياه مستبقا بذلك الأوربيين بحوالي القرن، كما اخترع التليسكوب، وكان هو أول من سمح بإنشاء أول ساعة في تاريخ البشرية سنة 1556، بالإضافة الى أنه من أقنع السلطان مراد الثالث بإنشاء مرصد فلكي في اسطنبول يكون منافسا للمراصد الأوروبية.

    يُذكر أن هذا المرصد قد وقع تدميره بعد بضع سنوات من انشائه وذلك عقب سقوط الدولة العثمانية.

    أبو القاسم الزهراوي “الجراح الذي تدرب على الماعز”

    يعتبر أبو القاسم الزهراوي من كبار الجرّاحين المسلمين بل وإنه المؤسس الأول للجراحة الحديثة.

    ولد الزهراوي في قرطبة وعمل كطبيب في حكم الخليفة حكيم الثاني. ألّف موسوعة من 1500 صفحة سجّل ووثّق فيها أكثر من 200 أداة جراحية، و قد كان من أوائل العلماء الذين جربوا الطب على اجسام الحيوانات ليختبروا مدى قابليتها للعمليات الجراحية، كما قام بتجارب بعد الوفاة على أجسام مكنته من توفير وصف دقيق للقلب.

    والأهم من ذلك أنه استطاع أن يصنع من أمعاء القطط خيوطا تساعد في عمليات تقطيب الجروح.

    بحوث ودراسات