قالن: استئناف العمل باتفاق الحبوب تم بعد اتصال أردوغان ببوتين
رابطة علماء أهل السنةقال متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن استئناف العمل باتفاقية شحن الحبوب الأوكرانية تم بعد اتصال الرئيس رجب طيب أردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين.
جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج على قناة "سي إن إن إنترناشونال" معلقا على استئناف العمل باتفاق شحن الحبوب بعد أيام على تعليق روسيا العمل به.
والإثنين الماضي، أعلنت موسكو تعليق حركة السفن عبر الممر الآمن المحدد بموجب مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، "نظرا لاستخدامه من قبل أوكرانيا في خوض عمليات قتالية ضد روسيا".
والأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عودة موسكو للمشاركة في اتفاقية شحن الحبوب بعد حصولها على الضمانات المكتوبة اللازمة من أوكرانيا، بفضل دعم تركيا ومشاركة الأمم المتحدة.
وأشار قالن إلى أن الحبوب قضية منفصلة عن الحرب، وقد بذلت تركيا جهودًا دبلوماسية حثيثة جدًا طيلة الأيام الثلاثة أو الأربعة الماضية.
وذكر أن الجهود التركية شملت اتصالًا هاتفيًا بين الرئيسين أردوغان وبوتين، أمس، بمشاركة وزيري الدفاع خلوصي أكار، والخارجية مولود تشاووش أوغلو.
وأوضح متحدث الرئاسة التركية أن أنقرة أجرت خلال هذه الفترة محادثات مع الجانب الأوكراني أيضًا، وأبلغته بمطالب وتطلعات روسيا، وكان موقف كييف بنّاء في هذا الإطار.
وتابع: "عادت روسيا إلى الاتفاقية بعد الاتصال الذي جرى بين الرئيسين بوتين وأردوغان، والآن أصبح كل شيء على ما يرام".
وأعرب قالن عن سعادته حيال عودة روسيا إلى المسار المحدد، وتمنى أن يلتزم الجانبان باتفاق إسطنبول المعني بشحن الحبوب والمبرم منذ نحو 3 أشهر.
وأكّد أن الاتفاقية نصت منذ البداية على أنه لن يكون هناك نشاط عسكري داخل وحول الممر الإنساني الذي تم تدشينه من أجل تصدير الحبوب.
وتابع: "نعتقد أن روسيا أيضًا طلبت ذلك (التعهد بعدم ممارسة أنشطة عسكرية في الممر الإنساني)، وحصلت عليه بالفعل".
ولفت إلى أن الرئيس أردوغان تباحث مؤخرًا مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأن الأخير أكّد التزامه بالاتفاقية.
وقال المتحدث إن بوتين تطرق إلى وجهة نظر سياسية حول كمية الحبوب التي تذهب إلى الدول الفقيرة أو الأقل نموًا.
وأردف: "إذا كانت الفكرة هي تصدير الحبوب والأسمدة ومنتجات الحبوب الأخرى إلى المحتاجين في إفريقيا والأماكن الأخرى، فلماذا إذن تشتري الدول الأوروبية أكثر من نصف الحبوب الأوكرانية تقريبًا؟".
وأوضح أن أوكرانيا يمكنها بيع حبوبها إلى البلد الذي تريد ولكن عندما يتعلق الأمر بسوق الحبوب الدولي وتتوقف الأنشطة، فإن أسعار الحبوب ترتفع كما حدث في الأيام الأربعة الماضية.
من جهة أخرى، أشار قالن إلى عدم وجود تقدم عسكري ميداني لدى طرفي الحرب في الوقت الراهن، ولا يبدو أن أيًا منهما سيحقق انتصارًا في المعركة.
وبيّن أن تركيا ستبلغ الطرفين بضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات من جديد نظرًا للخسائر الكبيرة المحتملة في الأرواح والأراضي.
كما أكّد أن المحادثات مع بوتين أظهرت عدم نية روسيا استخدام القوة النووية، وأن زيلينسكي نفى بدوره ادعاءات "استعداد أوكرانيا لاستخدام قنبلة قذرة وأسلحة كيميائية".
وفي 22 يوليو/ تموز شهدت إسطنبول توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية"، بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.
وتضمنت الاتفاقية تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم، لمعالجة أزمة نقص الغذاء العالمي التي تهدد بكارثة إنسانية.