التوتر النووي يتصاعد حول أوكرانيا وسط تحشيد للقوات ومعارك ضارية
رابطة علماء أهل السنةتصاعد التوتر النووي حول أوكرانيا في ظل المناورات التي نفذتها القوات النووية الإستراتيجية الروسية والتحذيرات الغربية لروسيا من استخدام الأسلحة الفتاكة ضد جارتها الغربية، في وقت تحشد فيه كييف وموسكو قواتهما بالجبهات وسط معارك ضارية.
فقد قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء أمس الأربعاء في خطاب يومي يبث عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إن هناك تهديدا نوويا روسيا يلوح في الأفق ضد بلاده، وفق تعبيره.
وتأتي تصريحات زيلينسكي بعد ساعات من المناورات التي أجرتها القوات النووية الإستراتيجية الروسية، وقالت إنها تحاكي توجيه ضربة نووية ساحقة ردا على ضربة نووية من العدو.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الرئيس فلاديمير بوتين شهد هذه المناورات التي أطلقت خلالها صواريخ باليستية وصواريخ مجنحة من الغواصات والقاذفات الإستراتيجية، وأضافت الوزارة أن الصواريخ أصابت أهدافها.
وجاءت هذه المناورات في خضم سجال كبير بين موسكو من جهة، وكييف وحلفائها الغربيين من جهة أخرى، بشأن ما تقول روسيا إنها استعدادات من جانب أوكرانيا لاستعمال قنبلة قذرة ضد الروس.
وبعد البيان الأميركي البريطاني الفرنسي المشترك، وبعد التكذيب الصادر عن كييف، نفى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) ينس ستولتنبرغ التصريحات الروسية بشأن استعداد أوكرانيا لاستخدام القنبلة القذرة، وحذر موسكو من أي استخدام للسلاح النووي، مرددا تحذيرا سابقا من الرئيس الأميركي جو بايدن.
هجوم خيرسون يتباطأ
ميدانيا، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أمس الأربعاء إن قوات بلاده تواصل تقدمها في مقاطعة خيرسون (جنوب)، لكنه أشار إلى أن التقدم تباطأ بسبب الظروف الجوية.
وأضاف ريزنيكوف في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز (Fox News) الأميركية أن الطقس المطير والأراضي الوعرة تجعل الهجوم الأوكراني المضاد في خيرسون أصعب مما كان عليه في خاركيف (شمال شرق) الشهر الماضي، حين اضطرت القوات الروسية للتقهقر.
وكانت عمليات الإجلاء الواسعة التي بدأتها مؤخرا السلطات الموالية في مدينة خيرسون -الخاضعة للسيطرة الروسية- قد أثارت تكهنات بإمكانية انسحاب القوات الروسية من المدينة في ظل اقتراب القوات الأوكرانية منها.
لكن مصادر عسكرية أوكرانية ذكرت أن القوات الروسية تعزز مواقعها وتحصيناتها في خيرسون، وتكثف قصف المواقع الأوكرانية.
ونقلت وكالة رويترز عن قائد وحدة أوكراني طلب أن يُعرف باسم نيكيفور: "يقولون في الصحافة إن الروس خائفون وسيسحبون قواتهم، لكن هذا ليس صحيحا. إنهم يقاتلون بشكل جيد ويضربون قواتنا".
وعلى الجبهة الشرقية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الأوكرانية صامدة أمام الهجمات الروسية المتكررة بالقرب من مدينتي باخموت وأفدييفكا في منطقة دونيتسك بإقليم دونباس.
وتحدث زيلينسكي عن معارك شرسة تخوضها القوات الأوكرانية في محيط المدينتين، قائلا إن "أخبارا سارة" سترد قريبا من الجبهة.
من جهتها، قالت وكالة ريا نوفوستي الروسية إن الجيش الأوكراني يعيد حشد قواته ويخطط لشن هجوم جديد في مقاطعة زاباروجيا (جنوب) الخاضعة جزئيا للسيطرة الروسية.
مجلس الأمن الدولي يشهد انقساما بشأن الحرب الدائرة في أوكرانيا (الفرنسية)
المسيّرات الإيرانية
على صعيد آخر، عقد مجلس الأمن الدولي مساء أمس الأربعاء جلسة ناقش فيها الحرب في أوكرانيا، وخاصة الاتهامات لإيران بإمداد روسيا بطائرات مسيّرة تستخدمها في قصف المدن الأوكرانية.
وقال مندوب إيران في الأمم المتحدة إن بلاده لم تقدّم أسلحة للأطراف لاستخدامها في النزاع بأوكرانيا، سواء قبل الصراع أو بعده، واصفا التقارير عن تزويد روسيا بطائرات مسيّرة بأنها ادعاءات لا أساس لها من الصحة.
في المقابل، قال نائب المندوبة الأميركية بالأمم المتحدة إن إيران أمدت روسيا بطائرات مسيّرة، في انتهاك لقرار مجلس الأمن 2231.
وبينما دعت ممثلة أوكرانيا كل الدول للنظر في أي خطوات ممكنة لوقف نقل الطائرات المسيّرة من إيران إلى روسيا، قال المندوب الروسي إنه لا سلطة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لإجراء تحقيق عن استخدام الطائرات المسيّرة.
وكان الرئيس الأوكراني قال إن القوات الروسية تستخدم أكثر من 400 طائرة مسيّرة إيرانية ضد أهداف مدنية في أوكرانيا، وتحدثت تقارير عن إمكانية تسليم روسيا 2400 طائرة مسيّرة إيرانية.
وقد أبلغت أوكرانيا منذ أسابيع عن شنّ روسيا هجمات بمسيرات إيرانية من طراز شاهد-136، وهي طائرات من دون طيار تنفجر رؤوسها الحربية في عمليات هبوط انتحارية.
المصدر : الجزيرة