روسيا تعلن حصيلة عمل ”إرهابي” على أراضيها والصين تتخذ خطوة تنذر بتصعيد الحرب
رابطة علماء أهل السنةقتل 11 شخصا على الأقل -السبت- وأصيب 15 آخرون بإطلاق نار في موقع عسكري روسي في منطقة بيلغورود المحاذية لأوكرانيا، بحسب وزارة الدفاع الروسية التي وصفت ما حصل بأنه "اعتداء إرهابي".
وفيما أعلنت فرنسا عن دعم عسكري جديد لأوكرانيا في حربها مع روسيا، نفت طهران تزويد أي من أطراف الصراع بأسلحة لاستخدامها في القتال، بينما اتخذت الصين خطوة تنذر بتصعيد الحرب.
وقالت وزارة الدفاع الروسية -في بيان نقلته وكالات الأنباء المحلية- إن "مواطنين" اثنين يتحدران من الاتحاد السوفياتي السابق، أطلقا النار من أسلحة رشاشة خلال تدريب، مضيفة أنه "تم الرد على الإرهابيين وقتلهما".
بينما ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن الهجوم وقع حينما فتح مهاجمان النار على مجموعة من المتطوعين الذين كانوا يرغبون في القتال بأوكرانيا في إطار التعبئة الجزئية التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
يشار إلى أن الرئيس الروسي أعلن في 21 سبتمبر/أيلول الماضي التعبئة الجزئية للجيش، بدعوى تعرض بلاده لتهديدات نووية.
وتعدّ هذه التعبئة الأولى لبوتين منذ الحرب العالمية الثانية، وتصفها روسيا رسميا بأنها جزئية، حيث سيستدعى خلالها 300 ألف جندي من قوات الاحتياط على مدى أشهر، بدل استدعاءٍ كاملٍ يعتمد على قوة احتياطية هائلة يبلغ قوامها 25 مليونا.
معركة خيرسون
ويأتي الهجوم في بيلغورود بالتزامن مع بدء القوات الأوكرانية -أمس السبت- شنّ معركة جديدة لتحرير مقاطعة خيرسون من السيطرة الروسية، رغم أنه لم يتضح بعد من الروايات الروسية إلى أي مدى استعر القتال في المنطقة.
وأفاد نائب رئيس مدينة خيرسون المعين من قبل روسيا كيريل ستريموسوف، بتعرض المدينة لقصف بالمدفعية، بينما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها تمكنت من صد الهجوم.
ورغم ذلك، أفاد المدونون العسكريون الروس باستمرار القتال المستعر لبسط السيطرة، حيث قام الجانب الأوكراني بنشر العديد من الدبابات والعربات المدرعة.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في وقت سابق في تقريرها المسائي حول الوضع الجاري، إن "خيرسون كانت من بين أهداف الهجمات الصاروخية والجوية لموسكو على مدى اليوم".
وخيرسون واحدة من 4 مقاطعات أعلنت روسيا ضمّها إليها قبل أسبوعين، رغم الرفض والتنديد من قبل كييف وعواصم غربية متحالفة معها.
بدوره، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -السبت- أن الوضع العسكري الميداني قرب باخموت هو "الأصعب" حاليا في شرق أوكرانيا، بعد أيام من إعلان القوات الموالية لروسيا اقترابها من المدينة.
وقال زيلينسكي في خطابه اليومي "لا يزال الوضع خطيرا للغاية في منطقتي دونيتسك ولوغانسك" بحوض دونباس الصناعي، وأضاف أن "الوضع الأصعب هو قرب باخموت مثل الأيام السابقة، وما زلنا نحتفظ بمواقعنا".
وكانت القوات الانفصالية المدعومة من روسيا في منطقة دونيتسك، قد أعلنت الخميس سيطرتها على قريتين قريبتين هما أوبيتين وإيفانغراد. وتقصف القوات الروسية منذ أسابيع باخموت التي كان عدد سكانها قبل الحرب 70 ألف نسمة.
دعوة للمغادرة
من جانبها، دعت الصين -أمس السبت- مواطنيها في أوكرانيا إلى تعزيز احتياطاتهم الأمنية ومغادرة البلاد، في ظل تدهور الوضع الأمني.
ووجهت بكين عبر وزارة الخارجية وسفارتها في كييف -في بيان صحفي مشترك- نداء لجميع المواطنين الصينيين في أوكرانيا بمغادرة البلاد، وفق صحيفة "تشاينا ديلي" الحكومية.
كييف وعدد من المدن الأوكرانية شهدت قصفا مكثفا من الجانب الروسي خلال الأيام الماضية (الأوروبية)
وأوضح البيان أن السفارة "ستساهم في تنظيم إجلاء ونقل الأفراد المحتاجين"، مشيرا إلى أنه يجب على الموجودين في أوكرانيا الاتصال بالسفارة في أقرب وقت، وتسجيل معلوماتهم الشخصية.
كما يجب على الذين يغادرون بأنفسهم إبلاغ البعثة الدبلوماسية في أوكرانيا، وفق البيان.
وشهدت أوكرانيا في الأيام الأخيرة قصفا روسيا للبنية التحتية للطاقة في عدة مناطق، منها العاصمة كييف.
خطوة فرنسية
من جهة أخرى، أعلن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو -السبت في مقابلة مع صحيفة "لو باريزيان"- أن فرنسا ستدرب ما يصل إلى ألفي جندي أوكراني على أراضيها.
وأوضح أن هؤلاء الجنود "سيُلحقون بوحداتنا لعدة أسابيع"، مؤكدا أن التدريب سيغطي 3 مستويات، هي: تدريب المقاتلين العام، ثم احتياجات محددة طلبها الأوكرانيون مثل اللوجستيات، ومستوى ثالث من التدريب على المعدات التي قدمتها باريس لأوكرانيا.
وأضاف لوكورنو "نقوم بذلك من خلال احترام قواعد القانون، دون أن نكون طرفا في النزاع، لأننا لسنا في حالة حرب. نحن نساعد دولة في حالة حرب" بعد غزوها من روسيا.
فرنسا أعلنت لأول مرة عن خطة لتدريب جنود أوكرانيين على أراضيها (الأوروبية)
وأكد وزير الدفاع أن فرنسا ستسلم أوكرانيا أنظمة دفاع جوي من طراز "كروتال"، مشيرا إلى إعلان أصدره الرئيس إيمانويل ماكرون الأربعاء بهذا المعنى.
ولفت إلى أن عدد أنظمة "كروتال" المضادة للطائرات القصيرة المدى التي سيتم إرسالها إلى كييف، يتم تحديدها مع الأوكرانيين، وعددها سيكون مهما للسماح لهم بحماية أجوائهم. وأشار إلى أن الهدف هو إكمال عملية "التسليم" في غضون الشهرين المقبلين.
ومنذ بداية النزاع، درّبت دول أخرى -غير فرنسا- عسكريين أوكرانيين على أراضيها، من أبرزها المملكة المتحدة.
نفي إيراني
في المقابل، نفت طهران تزويد أيٍّ من طرفي النزاع في حرب أوكرانيا بأسلحة، مؤكدة أنها لن تقوم بذلك.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسین أمیر عبد اللهيان -السبت- إن بلاده "لم تقدم أسلحة لأي طرف في حرب أوكرانيا، ولن تفعل". وجاء ذلك أثناء اتصال هاتفي مع نظيره البرتغالي جواو غوميز كرافينيو، وفق وكالة إرنا الحكومية.
وأعرب عبد اللهيان عن اعتقاده بأن تسليح أي طرف من أطراف الأزمة سيؤدي إلى إطالة أمد الحرب، وأضاف: لم ولن نعتبر الحرب هي الطريق الصحيح، سواء في أوكرانيا أو في أفغانستان أو في سوريا أو في اليمن.
وفي يوليو/تموز الماضي، اتهم مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إيرانَ بتزويد روسيا بـ "مئات" الطائرات المسيرة، لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا.
وخلال الأيام الماضية، أعلنت كييف عن إسقاط عدد من الطائرات المسيرة الإيرانية التي تستخدمها روسيا في حربها ضد أوكرانيا منذ أكثر من 8 أشهر.
المصدر : الجزيرة