انتشار ظاهرة الطلاق الأسباب والدوافع
رابطة علماء أهل السنةقال تعالى :(وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُۥ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍۢ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَٰقًا غَلِيظًا).
وقال تعالى:(وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ ٱللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِۦ ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ وَٰسِعًا حَكِيمًا).
وقال تعالى:( الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
ويمكن إرجاعها الى الأسباب والدوافع التالية:
1_ أسباب قانونية : وهي التوسع في حالات الخلع (التطليق) في قانون الأسرة.
بحيث اصبحت المرأة لأدنى الأسباب أو بدون سبب تطلب الطلاق وتمارس حق التطليق.
2_ أسباب اجتماعية: وتعود الى الظروف الاجتماعية مثل انعدام السكن او ضيقه او السكن مع العائلة مما يولد احتكاك دائم وخطير.
3_ أسباب تكنولوجية: وهو ظاهرة الإدمان على الوسائط الاجتماعية (تويتر، انستغرام، فيسبوك، مسنجر، فيبر، وتساب ....) وهذه الوسائط أصبح فيها تجاوز الحدود من كلام ساقط أو صور عارية وأفلام خليعة... و الأدهى والأمر عندما تكون الصور أو التواصل مباشر بالكاميرا، وأحيانا الصور الحية للطرفين.
فهذه الظاهرة تعد خيانة زوجية من الطرفين، لأنها تفضي لا محالة إلى ما لا يحمد عقباه.
وعند اكتشاف أحد الطرفين هذه الخيانة تشتعل نار الفتنة داخل البيت مما يفضي إلى الطلاق.
4_ أسباب مالية : وهي ظاهرة بارزة عند المرأة العاملة، والتي رأت في مرحلة ما أن الزوج أصبح عبء في المراقبة الدائمة لها، ومحاسبتها على الدخول والخروج و التأخر، مع إهمال البيت بكل مكوناته، و التنازع على الإنفاق المشترك في لوازم البيت، مما يدفع بهذه الزوجة التنصل من كل التبعات، لتعيش استقلالية شخصية ما دامت مرتاحة ماديا.
5_ أسباب ثقافية: وترجع إلى ضغط القرينات من النساء الخبيرات في تخريب البيوت في تشجيعها على الانفصال والعيش عيشة الحرية الشخصية دون قيد أو رقيب، ومحاولة النفخ في حقوق المرأة في ضوء متطلبات المرأة الغربية دون استحضار البيئة الاجتماعية والعرف والدين.
6_ أسباب واقعية: وهي محاولة إظهار بعض النماذج التي نجحت بعد انفصالها في خوض غمار الحياة المادية، وأنها أثبتت شخصيتها في المشهد الاجتماعي، وهذا دون استحضار التعاسة النفسية والوحدة التي تعيشها هذه المرأة، فضلا عن سقوطها في أحبال الإغراء والاستدارج والإغواء.
7_ أسباب حقيقية ومنطقية: وهو فشل الزوج في إدارة مؤسسة البيت والتخلي عن كل مسؤولياته، وإلقائها على الزوجة.
وهذا ما يجعل الزوجة ترى فيه عبء في حياتها و أن وجوده كعدمه.
8_ أسباب اعتبارية: وهي تختلف من امرأة إلى أخرى و كل بحسب مبراراته وظروفه، وهي ظاهرة تعدد الزوجات، أي الزواج عليها سواء بعلمها أو من دون علمها، المهم هي ترى أنها ظلمت وشاركتها امرأة أخرى في زوجها، فهناك من تأخذها العزة بنفسها ولا ترضى بهذا الوضع، فتطلب الطلاق أو ترفع دعوى التطليق.
9_ أسباب نفسية وذهنية: وهو عدم توافق الزوجين لا سنا ولا كفاءة ولا في مستوى التفكير.... مما يجعل فجوة عميقة بين الطرفين تدفع إلى النفرة وعدم التجاوب، بل في عداء دائم وتوجس مريب.
وخاصة عند اللواتي يتأخرن في الزواج فتقع في فخ _ المهم الزواج زوج _ دون أي اعتبارات مما يجعلها تنصدم بحقيقة هذا الزوج وأنها كانت تبحث فقط عن لقب متزوجة مما يدفعها مع مرور الأيام إلى إعادة النظر في هذا القرار الخاطئ في نظرها، وهذا خاصة بالنسبة للمرأة البكر يكون أكثر ألما من المرأة المطلقة أوالأرملة...
وهو كذلك بالنسبة للزوج الذي تأخر في الزواج ولكن هو بالنسبة للمرأة أهون.
10_ أسباب جنسية: وجعلت هذا السبب هو الأخير لأني لاحظت كثيرا من صور الطلاق كان هذا هو الدافع لها، وبقية الأسباب مؤججة ومحركة للموضوع.
وعليه عندما تغيب الثقافة الجنسية وتكون العلاقات الحميمية المشروعة تتسم بالبرودة، ولا يكون فيها إشباع رغبة أحد الطرفين يكون هناك تطلع لتغطية هذا النقص إما بزواج ثاني شرعي، أو باتخاذ خليلات او بالإدمان على المواقع الإباحية ووسائل التواصل الاجتماعي، ونفس الشيئ بالنسبة للمرأة إما تغطية هذا النقص الجنسي بافراغ الشهوة الجنسية بأي وسيلة ما أو البحث عن من يغطي هذا النقص إما عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، أو إما عن طريق الخيانة أعاذنا الله واياكم من هذه المهالك.
ويبقى الرجل أكثر الناس خطرا بهذا الاعتبار، فمن حكمة الشارع لما أعطاه أربعا، علم أنه في الأصل يقدر على هذا القدر المحدد شرعا (من حيث القيام بالواجبات الزوجية على أكمل وجه، وإلا وجود التسري _ الإيماء _ يؤكد هذه الحقيقة والرغبة الجنسية عند الرجل، فلا يعقل تجاوز ما حدده الشرع ولكن يعقل ما دونه، فهناك من لا يقدر على تلبية حتى حق امرأة واحدة فضلا أن يتوق إلى مثنى وثلاث ورباع...!
فليحذر الطرفان من هذا المزلق الخفي الذي قل ما يتحدث فيه إما جهلا وإما حياء وإما تغافلا....!!!
وأخيرا :
تبقى هذه بعض الأسباب الظاهرة وربما ما خفي أعظم، ولكن يبقى الطلاق شر لا بد منه، وكما جاء في الأثر (أبغض الحلال).
وفي الأغلب الأعم الطلاق لا يأتي بخير.
والخاسر الأكبر هم الأولاد ثم الزوجان، و مهما حاولا أن يخفيا هذه المرارة.
فوجب إعادة النظر في مواد الخلع في قانون الأحوال الشخصية، وإعادة تأهيل الأزواج دينيا وثقافيا حول إدارة الأسرة، وتجاوز بعض الأسباب الوهمية، والصبر على الأسباب الحقيقية، ومحاولة الإصلاح قدر المستطاع، والإبقاء على شعرة معاوية هي سر دوام هذه العشرة واستقرارها.
وأن يعلم الطرفان أنهما نسيج لوحدهما ولا يمكن استنساخ تجارب الآخرين، وأن كل أسرة أدرى بثلثها.
فنسأل الله عزوجل أن يجمع الشمل ويخرج شياطين الإنس والجن من بين الأزواج.
قال أحد الصالحين :" والله إني لأعلم أثر المعصية في عقوق زوجتي وعثرة دابتى '.