قره باغ.. الأرمن يحرقون منازلهم قبل مغادرتها والصحة الأرمينية تتسلم جثث 2317 قتيلا
رابطة علماء أهل السنةبينما تنتشر قوات روسية لحفظ السلام في منطقة النزاع، زار بعض سكان أرمينيا المنطقة اليوم السبت، لإلقاء نظرة قد تكون الأخيرة عليها، وشاهدوا قرية وهي تحترق.
ورصدت كاميرات المراسلين الكثير من السكان الأرمن وهم يحرقون منازلهم قبل الرحيل، بعدما أخذوا كل ما في وسعهم، كي لا يتمكن الأذريون من السكن فيها.
ونقل مراسل وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد جنود سكان قرية شارختار، وهو يحرق منزله، "إنه آخر يوم، وغدا سيأتي الجنود الأذربيجانيون إلى هنا، الجميع سيحرقون منازلهم اليوم".
وقال مقاتل أرمني آخر لمراسل رويترز، أثناء إشعال النار في منزل أخته بكل ما فيه من أثاث؛ "سيأتون (الأذربيجانيون) إلى هنا صباح غد، دعهم يعيشون هنا، إن استطاعوا".
وفي منزله المجاور، كانت أعمدة الدخان ما تزال تتصاعد فيما تبقى من محتوياته، وهو يقول "سيكون على الأذريين بدء بناء منازلهم من أساسها".
وأضرمت النيران الجمعة في عشرات المنازل، كما شاهد مراسل رويترز اليوم 6 منازل تحترق في جزء من شارختار.
ويقر القانون الدولي بأن الإقليم جزء من أذربيجان، قبل أن يسكنه الأرمن إثر الحرب التي اندلعت في التسعينيات.
عودة اللاجئين
في الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية بدء عودة اللاجئين إلى ستيباناكيرت عاصمة إقليم قره باغ، بعدما أعلنت في وقت سابق بدء تسيير دوريات من الشرطة العسكرية الروسية في المناطق الشمالية والجنوبية من الإقليم.
وقالت الوزارة إن طرفي النزاع ملتزمان بنظام وقف إطلاق النار، وإن روسيا تتواصل باستمرار مع هيئة الأركان العامة في كل من أرمينيا وأذربيجان لمنع تجدد الاشتباكات في المنطقة.
وقال حكمت حاجييف مساعد الرئيس الأذربيجاني إن باكو ستدعو منظمات الأمم المتحدة المعنية لتقييم وإحصاء أضرار الهجمات الأرمينية على قره باغ ومحيطها، مؤكدا أنهم سيمنحون منزلا جديدا لكل عائلة أذربيجانية فقدت منزلها خلال الحرب في الإقليم ومحيطه.
قتلى الحرب
من ناحية أخرى، قالت الناطقة باسم وزارة الصحة الأرمينية ألينا نيكوغوسيان عبر فيسبوك "حتى الساعة تسلم جهاز الطب الشرعي جثث 2317 عسكريا، بينها جثث لم تحدد هوية أصحابها"، وهو عدد الجنود الأرمن الذين قتلوا في النزاع الذي استمر 6 أسابيع.
وكانت السلطات الأرمينية تشير حتى الآن إلى مقتل 1339 جنديا و50 مدنيا في المعارك، في حين لم تكشف أذربيجان عن الخسائر في صفوف قواتها، مكتفية بالإعلان عن مقتل 93 مدنيا جراء القصف الأرميني.
وأكد الرئيس الروسي -من جهته- الجمعة أن المعارك أسفرت عن أكثر من 4 آلاف قتيل، و8 آلاف جريح، فضلا عن عشرات آلاف النازحين.
وبرعاية روسية، وقّعت أرمينيا وأذربيجان مؤخرا اتفاقا لوقف إطلاق النار ينهي آخر فصل من فصول هذا النزاع المديد، ويكرس المكاسب التي حققتها القوات الأذربيجانية، وينص على التخلي عن مناطق إضافية لصالحها.