بيان رابطة علماء أهل السنة حول قوائم إرهاب نظام بشار الأسد
رابطة علماء أهل السنةأصدرت رابطة علماء أهل السنة بيانا حول قوائم إرهاب النظام السوري الإرهابي والذي يقتل شعبه، رجالا ونساءا وشيوخا وأطفالا، بأبشع أنواع الأسلحة المحرمة دوليا، من كيماوي وقنابل عنقودية والنابالم الحارق وغيرها.
وكيف أنه في الوقت الذي يمارس فيه الإرهاب بكل صوره، يصدر قائمة للإرهاب يضع فيها كل من يعارضه في إرهابه وإجرامه.
واستنكرت الرابطة السكوت المريب للمجتمع الدولي حول هذا الإجرام، ومباركة بعض الدول، وإعادة بعض الدول العلاقات الدبلوماسية معه لإضفاء الشرعية على كل أفعاله.
ودعت الرابطة في بيانها الشعوب جماعات وأفراد لمحاربة هذا النظام إعلاميا وملاحقته قضائيا، بكل ما يستطيعونه من سبيل.
كما دعت الرابطة الحكومات لمقاطعة هذا النظام القاتل، وعدم المسارعة إليه، وأشارت إلى أن من يتواصل معه أو يدعمه فهو شريك له في الظلم والقتل والإرهاب.
وكان نص البيان كالتالي :
بيان رابطة علماء أهل السنة حول قوائم إرهاب نظام بشار الأسد
الحمد لله الذي يخفض القسط ويرفعه، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي جعله وصف بأكمل الخلق وأرفعه، وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد،
فقد طالعنا نظام الإرهاب والقتل بكافة صورة التفجيرية والكيماوية والوحشية في سوريا الجريحة، بإصدار قوائم سماها "قوائم الإرهاب"، وملأها افتراء وظلماً وتجنياً، وهذا من أعاجيب الزمان ومساخر الأحداث.
فلا يوجد أحد في الدنيا إلا ويعرف حالة النظام السوري الذي يرأسه القاتل بشار الأسد، وأنه من أقبح وأطغى الأنظمة الآن، وقد قتل مئات الآلاف من شعبه، وهجر الملايين منهم، وتسبب بخراب البلاد وقهر العباد، فكيف له أن يتبجح بإصدار قوائم لشخصيات محترمة وجهات معتبرة يصفها بالإرهاب؟
وليس هذا بغريب على من انسلخ عن الإنسانية وتولى الشيطان، وقد قال الله تعالى: {وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} النور
وهذا إيذاء لعباد الله، وصد عن سبيل الله، وسعي في الأرض فساداً، قال الله عز وجل: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} الأحزاب، فلا يحل لأحدٍ أن يبهت أحداً بغير بينة ولا دليل، وأما هؤلاء فإنهم لا خلاق لهم، ولا دين لهم، وقد توعدهم الله تعالى بالعقوبة {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25)} النور.
والأسوأ منهم من يقف وراءهم من قوى الظلم والبغي والفجور، وهم لا يخفون على عاقل، فإيران التي تسعى لنشر الرفض وإحياء نار الفرس، وروسيا دولة الجبابرة التي تريد إعادة أمجاد القياصرة، وهما اللتان تقفان وراء النظام السوري وتمدانه بآلات القتل وإهلاك الحرث والنسل، وبالمرتزقة السفلة، فهم جميعاً شركاء في الجريمة، ولن يغفل التاريخ عن أفعالهم، والأيام دول.
إن رابطة علماء أهل السنة لتدين هذه القوائم، وتدعوا المسلمين في كل مكان سواء من الأفراد أو الهيئات إلى التصدي لهذا النظام الغاشم، ورفع الدعاوى القضائية عليه في كافة المحاكم، والمطالبة بمنعه من الاستمرار في قتل الناس والسيطرة على المستضعفين، ومحاصرته والتضييق عليه، كما ينبغي إصدار البيانات التي ترد عليه وتعري أفعاله، وهذا حق شرعي {وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42)} الشورى.
كما ندعو كافة الدول العربية والإسلامية شعوباً وحكومات إلى مقاطعة هذا النظام القاتل، وعدم المسارعة إليه، ومن يفعل ذلك فهو شريك له في الظلم والقتل، ومن يتولاه فهو مثله، والأصل أن نأخذ على يد الظالم ونمنعه من الظلم لا أن نسعى إليه لتحقيق مكاسب مادية ضاربين بعرض الحائط حقوق الشعب السوري ودماءه التي ما تزال على الأرض، ورائحة الكيماوي التي ما تزال تزكم الأنوف وتقتل النفوس، وأطفاله المشردين الذين يجأرون إلى الله، وقد وعدهم بأن ينصرهم كما في الحديث القدسي «وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللهُ فَوْقَ الْغَمَامِ، وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ» سنن الترمذي
ألا إن الظالمين لهم عذاب أليم، ومن أعان الظالم وظن أنه ينصره، فعاقبته خسران مبين {بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا} فاطر، {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} الأعراف
{والله المستعان على ما يصفون}