الأحد 24 نوفمبر 2024 06:18 صـ 22 جمادى أول 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    الموت خير من هذا الخزي يا خادم الحرمين!

    رابطة علماء أهل السنة

    الموت خير من هذا الخزي يا خادم الحرمين!

    د/محمد عناية الله أسد سبحاني

     كنا نتابع بالأمس أخبار الإسلام والمسلمين في العالم المعاصر، فإذا نحن بنبإ فادح مخجل يجعل الحليم حيران!

    خبر مــــــــــــــــــــــــا نابنا مصمئلّ ... جلّ حتّى دقّ فيـــــــــه الأجلّ!

    صُدِمنا نحن المسلمين في الهند بنبإ فادح ثقيل نكّس هامنا وهام المسلمين في العالم كله!

    أفادت وكالات الأنباء أن الرئيس الأمريكي الحالي تبجح بإحدى المناسبات أمام الجماهير، وتباهى في صلف وادعاء، وجهر في غطرسة بالغة بأنه قال للملك سلمان:

    " اعرف جيدا أيها الملك سلمان! فإننا نحن نحميك من وراء ظهرك!

    ولو لم تكن حمايتنا وحماية جنودنا لدولتك لانهارت دولتك، وانكبّت على وجهها، ولم تستطع أن تستمرّ في الحكم لمدة أسبوعين!"

    أهكذا كان الأمر؟ يا خادم الحرمين!

    أهكذا قال الرئيس الأمريكي بهذه الغطرسة الفاحشة؟

    ولما قال لك دونالد ترمب هذا الكلام اللاسع اللاذع كيف كان شعورك؟

    قل لي بربك يا خادم الحرمين! هل شعرت، حين قرع أذنك كلامه، بالكرامة والعزّة والمنعة، أم شعرت بالخزي والذل والهوان؟

    هل كدت تطير فرحا أنك في حماية كاملة ورعاية ساهرة من عدوّك، عدوّ الإسلام والمسلمين، أم دارت بك الأرض الفضاء، وفقدت السيطرة على نفسك حزنا على كرامتك الضائعة التي يسخر منها العدوّ في وجهك، ويدوسها بنعاله بكل وقاحة؟

    عد إلى رشدك ياخادم الحرمين! من غير تسويف ولا تأجيل، فالموقف موقف دقيق لا يحتمل التسويف والتأجيل!

    السلطة التي يبتلى فيها الصديق، ويُكرَم فيها العدوّ لا تكون سلطة الأحرار، وإنما هي سلطة العبيد! سلطة كلها شر وبلاء!

    ومثل هذه السلطة الخادعة لا تزيدك إلا خسارا، ولا تزيدك إلا بوارا، ولا تزيدك إلا خزيا، ولا تزيدك إلا ذلا وهوانا!

    والموت في عزّ وشموخ وكرامة خير من هذا الخزي المهين يا خادم الحرمين!

    العدوّ لا يحرس دولتك لمصلحتك، يا خادم الحرمين! وإنما يحرسها لمصالحه الهابطة الساقطة.

    إنه لا يحرس دولتك لينفعك ويكرمك، بل يحرسها ليفسدها، وينهب أموالها، ويسرق ثرواتها، ويسيطر على خزائنها، ويجعل أعزة أهلها أذلة!

    من أين تأتيك الحرية والكرامة يا خادم الحرمين! فقد كبّلت أيدي الأحرار الأبرار، وقيّدت أرجلهم بقيود ثقيلة، وملأت بهم السجون!

    وهم كانوا جنودك الأوفياء الأقوياء في طاعة الله، وفي إعزاز دين الله، لوكنت تعقل!

    ولو أنك عرفتهم وعرفت مهاراتهم وقدراتهم، وعرفت مشاعرهم وطموحاتهم لكنت في غنى عن أي دولة تعادي الإسلام والمسلمين!

    إي والله! حسبك الله ومن نصح لك من المؤمنين الصالحين العاملين!

    فأمة الإسلام غنية حافلة بالرجال والأشبال!

    هي غنية حافلة بالقدرات والمهارات والإمكانيات!

    وهي قادرة كل القدرة على دحر الأعداء دحراً، ولوكانوا مدججين بالسلاح، ومزوّدين بأحدث الوسائل المدمّرة!

    ليس معك شباب المملكة فقط، ياخادم الحرمين! بل مسلمو العالم كلهم يفدونك بأرواحهم، ويبذلون لك نفوسهم ونفائسهم، إذا اطمأنوا إلى دينك وأمانتك وإخلاصك لدين الله.

    اعرف سرّ قوتك، وسرّ عزّتك يا خادم الحرمين! فسرّ قوتك، وسرّ عزّتك هو الإيمان وحبّ أهل الإيمان، والبراءة الكاملة الفاصلة من أعداء الإسلام.

    وتذكر دائما قول الله سبحانه وتعالى:  

    إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (سورةآل عمران:160)

    أفق من نومك العميق، ومن غفوتك المزرية يا خادم الحرمين! وانصرف عن أمريكا، وروسيا، وأوربا، وولّ وجهك شطر المسجد الحرام، وإلا فحسرة وندامة وخزي الدنيا والآخرة! نسأل الله العافية.

    سامحني يا خادم الحرمين! إذا كان كلامي مرّاً علقماً، ففيه الحياة وفيه الشفاء! وقد قيل قديما: "وفي العتاب حياة بين أقوام!"

    الموت خير هذا الخزي خادم الحرمين!

    مقالات