افتتحت بريطانيا في البحرين الخميس أول قاعدة بحرية دائمة لها في الشرق الاوسط منذ أكثر من أربعة عقود، لتعزز بذلك حضورها العسكري في الخليج والمنطقة.
وأعلنت السفارة البريطانية في المنامة على موقعها على الانترنت افتتاح القاعدة في ميناء سلمان، بعد نحو ثلاث سنوات من توقيع عقد مع المنامة لإقامة القاعدة بتكلفة قدّرت بنحو 23 مليون دولار.
وقالت السفارة إن القاعدة البحرية "ستلعب دورا مركزيا في دعم قدرة المملكة المتحدة على العمل في المنطقة، حيث إنها ستكون مركز عمليات البحرية الملكية في الخليج والبحر الأحمر والمحيط الهندي".
وقال وزير الدفاع غافين وليامسون بحسب ما نقل عنه موقع السفارة إن الوجود البريطاني في البحرين "سيلعب دورا محوريا في إبقاء بريطانيا آمنة، وفي حماية أمن الخليج".
وفي نهاية 2014، وقّعت لندن والمنامة اتفاقا يسمح لبريطانيا باقامة القاعدة من أجل "تعزيز التعاون في مواجهة التهديدات" في المنطقة.
وكانت بريطانيا انسحبت من قواعدها في دول الخليج في 1971 في إطار خطتها للانسحاب من "شرق السويس". والقاعدة الجديدة هي أول قاعدة بريطانية دائمة في المنطقة منذ ذاك التاريخ.
وتحتفظ بريطانيا بقاعدتين في قبرص على البحر المتوسط.
ويأتي افتتاح القاعدة في وقت يشهد فيه الخليج والشرق الاوسط خلافا دبلوماسيا بين البحرين والامارات والسعودية ومصر من جهة، وقطر التي تضم أكبر قاعدة اميركية جوية في المنطقة من جهة ثانية.
وقطعت البحرين والدول الثلاث الأخرى علاقاتها مع الإمارة الغنية بالغاز في حزيران/يونيو الماضي بعدما اتهمتها بدعم تنظيمات "ارهابية" في المنطقة، وهو اتهام نفته الدوحة مرارا.
كما يأتي افتتاح القاعدة في وقت تشهد فيه الملاحة في منطقة الخليج تهديدا مع شن المتمردين الحوثيين في اليمن هجمات ضد سفن حربية وناقلات نفط سعودية تعمل ضمن التحالف العسكري الذي يقاتل المتمردين في هذا البلد.
والبحرين عضو في هذا التحالف.
وتشهد المملكة الخليجية اضطرابات متقطعة منذ 2011 على خلفية مطالبات بالإصلاح، وتتهم إيران بالوقوف خلف هجمات ضد أهداف امنية شهدتها في السنوات الاخيرة.
وتقول المنامة إن المهاجمين يتدربون في ايران ويعودون إلى البحرين في قوارب.
وسيتمركز في القاعدة البريطانية الجديدة بشكل دائم 300 عسكري ومدني، إلا ان العدد قد يرتفع الى 550 في فترات محددة.
وقالت السفارة البريطانية "إنها قاعدة استراتيجية شرق السويس، لبريطانيا، ولحلفائها، ولشركائها في التحالف" الدولي لقتال التنظيمات المتطرفة في المنطقة.