السبت 21 ديسمبر 2024 06:07 مـ 19 جمادى آخر 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    أرطغرل.. الدراما التركية تنجح فيما لم ينجح فيه الدعاة

    رابطة علماء أهل السنة

    بينما يتجنب الدعاة والعلماء الحديث عن فريضة الجهاد، ومعاني المقاومة، ومفهوم الأمة، خوفا من الاتهام بالإرهاب من الغرب،  أو الاعتقال والإخفاء القسري أو حتى التصفية الجسدية كما في بعض الدول العربية.

    خرجت علينا الدراما التركية تحيي هذه المعاني الغائبة في نفوس المسلمين، عن طريق تذكيرهم فقط بتاريخ أجدادهم.

    وقد أقض مضاجع اليهود إثارة هذه المعاني ( التي بذلوا جهودا حثيثة في طمسها ) من جديد، لنجد  “إيدي كوهين”، الإعلامي والباحث في مركز بيجين سادات، يغرّد منتقدًا قمة منظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في وقت سابق في إسطنبول، بناء على دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لبحث رد دولي مشترك على المجزرة الصهيونية بحق المدنيين في قطاع غزة، وعلى قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، قائلا : “قمة إسطنبول الإسلامية.. يحاولون أن يصبحوا أرطغرل بن سليمان شاه (علم تركيا)، لكن أكاد أجزم أن كلهم كوبيك!”.

    إذا فهم يتابعون المسلسل بصورة قوية، ويقلقهم أن تبث هذه المعاني من جديد في نفوس المسلمين. 

    ولو ركزنا على المعاني التي يهدف المسلسل إلى التذكير بها، لفهمنا المبرر من قلقهم منها : 

    ففي الفيديو المرفق، نجد الرسائل تترى على ألسنة أبطاله في كل موقف من المواقف :

    1 - "النصر لا يكون إلا من عند الله، فإذا عصينا أذلنا الله"، يرسخ في النفوس أن النصر لا يكون إلا بالتوكل واليقين،مصداقا لقول الله عز وجل : ( وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) الأنفال.

    2 - "أنا لو متُّ فالدعوة لا تموت، إنها دعوة الله، بدأت في الأزل، وستستمر إلى الأبد" في رسالة للذين يظنون أن الدعوة تنتهي بموت أشخاص، مهما كانت أهميتهم، حتى لو كان الرسول صلى الله عليه وسلّم (  وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) آل عمران.

    3 - "السيف الذي يسحب في المكان الخاطيء يعود ويقتل صاحبه"، في رسالة للذين يخونون أمتهم ويوالون أعداء الله من دون المؤمنين، ويشاركون في تدبير المكائد لإخوانهم بل ولأمتهم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) المائدة.

    4 - "إن نخاف اليوم ترتجف ذريتنا بعد ألف سنة أمام الظلمة، وإن نصمت اليوم، فذريتنا تسمع صوت الظلمة بعد ألف سنة" في رسالة للذين يخلطون الحق بالباطل ليرضوا اليهود والنصارى، بحجة التسامح في الأديان، (  وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (42) البقرة .

    5 - "ليس هناك أي قلعة يمكن لأسوارها أن تكون قوية لدرجة حمايتها من قدرة الله" . رسالة إلى الذين تسرّب اليأس إلى نفوسهم، ويقولون كيف لنا أن نهزمهم أو ننتصر عليهم، ( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) آل عمران.

    6 - سنقول لمن يقول لنا بأن قوتنا لا تكفي : أن إيماننا يكفي، وسنقول لمن يقول لنا بأن عقولنا لا تكفي : أن كفاحنا سيكفي، وسنقول لمن يقول بأن أعمارنا لا تكفي : أن تاريخنا سيكفي، وسنقول لمن يقول بأن العالم لن يكون لكم : أن الله يكفينا.

    هذه المعاني وغيرها الكثير، أصبحت راسخة في عقول وقناعات من يشاهدون هذا العمل الرائع، ولو بنسبة قليلة.

    فهل يعي الدعاة الآن أن :

         1 - أساليب الدعوة يجب أن تتنوع، لتناسب جمهور المتلقين.

         2 - يجب أن نهتم بتاريخ أجدادنا، ونزيح عنه التراب الذي وضعه أعداؤنا عليه، وزيفوا لنا الحقائق، لنجهل من نحن. فقد تعلمنا في مناهجنا الدراسية من قبل أن الدولة العثمانية دولة ظالمة محتلة لأراضينا، ورجل أوروبا المريض، وغيرها من الأكاذيب التي وضعها الاحتلال الإنجليزي والفرنسي والإيطالي في مناهجنا الدراسية.

         3 - على العلماء أن يقولوا الحق ولو كان فيه هلكتهم، وأن من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذرٍّ:«..وأمرني أن أقول الحقَّ وإن كان مرَّاً»، فالعلماء ليسوا كغيرهم،  وكلمتهم حجة عليهم يتلقاها العوام فتصير عندهم دينا، فكما قال الإمام أحمد في فتنة خلق القرآن : لو قلتها، لقال الناس حتى تقوم الساعة : قال أحمد.

    أرطغرل الدراما التركية تنجح ينجح الدعاة الدعوة النصر

    مقالات