الأربعاء 4 ديسمبر 2024 11:09 صـ 2 جمادى آخر 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    ‏الأقدام العادية تُثير نقعها وسط الجموع العاتية

    رابطة علماء أهل السنة

    يقسم مولانا سبحانه بالعاديات في ضبحها، إذا تجري ولها صوت، ولأقدامها أثر فتقدح الصخر فيُرى من أثرها الشرر، في صباح إغارتها إخافة للعدو، وفي إثارة غبار سنابكها فوضى في العدو واضطراب، فكيف إذْ توسطتْ جموعَ العِدا ففرّقته؟!. آمنتُ بك مولانا غير جاحد لقدْرك، ولا مُنكرٍ لقدرتك، واثق بوعدك لعبادك المجاهدين، ووعيدك للجاحدين المُكذبين.

    واليوم ‏رايت تفسير العاديات في جهاد غزة، لا بخيلها؛ بل بجهد مجاهديها، وفروسية فرسانها.

    ‏ فإغارة ‏العاديات في الصباح والناس لاهية، ‏تقدح في مكان عَدْوها، وزمان جريها، وعلى رؤوس عدوّها حيث حلّت.

    عدا المقاوم بصوته عدْوَاً كالخيل العاديات بضبحها العتيد، "والعاديات ضبحاً"..

    فأورى وراءه ناراً قدحتْ من شدة بأسه على عدوه ‏قدحاً، فكانا لسانه في التكبير والتعبير عن الثقة تقدح الحجج في وجوه المُعوُّقين قدحاً.. ‏ولا ضير في عَدْوِهِ ذاك إذا أغار على عَدوِّ الله وعَدوِّهِ صباحاً من يومه او ليلاً.. فموريات أسنّتهم تقدح النار لهباً في وجه العدوّ، وعقولهم تقدح الأفكار، فتطير معهما ومنهما رؤوسُ علوجِ المنافقين وأسيادهم من الكفار.. ‏"فالموريات قدحاً"..

    ثم ها هو نقْع غبار أقدامه المجاهدة الساطعة ‏تصور ما تحت أقدامه الحافية، ‏أعظم ما تثيره سنابك الخيل العادية، في صبحِ غارةٍ على جموع العدو السافلة،
    فهي مثيرة للغبار، مؤثّرة في قلوب الكفار، "فأثرنَ به نقعاً".

    فما قبلتْ أن تكون سطوتها في ميامن صفوف عدوها، ولا شمائلها، بل مدّت يدها الواثقة، وأنشبت أظفارها القوية، ومشت بأقدامها الواثقة، ‏حتى توسطت جموع قادة العدو المدججة بسلاحها، وعتادها، وقوة شكيمتها ، ثم زرعتْ اليد المؤمنة المتوضئة سلاحها الفتاك في وسط صدر عدوها. ‏فتوسطت بقوتها جمع عدوها.. "فوسطن به جمعاً"..
    بل وصوّرت ذلك كله تصويراً دقيقاً، مع قوة صوتها بالتكبير؛ لتوقع الرعب في قلوب أفراد وقادة العدو، فأدمتْ مُقَلَهُ، وأدمتْ جوارحَه، وأثخنتْ جراحَه، وأكثرتْ في قتلاه، ‏فأذاقت العدوّ بأس سوطها، فانهارتْ شباكُ خيوطٍ ظنّوها كحصون سَلَفهم من أجدادهم تمنعهم بأس الأشاوس من عباد الله الصادقين، "فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا"، وقذف في قلوبهم قذائف الرعب، ‏وشاهدوا من وهج قذائف المقاومين سطوتهم، فما نفعهم عتاد الميركافا، ولا طيران F16 الأمريكي، وغدا جهدهم تحت مطارق الأيدي المتوضئة بيوتاً أوهن وأوهى من بيت العنكبوت لو كانوا يعلمون. ‏

    وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله :"الخيل معقود في نواصيها الخير"، فكيف براكبي الخيل!؟،
    هم أشجع الناس، واكثرهم إقداماً في سبيل الله، ‏وأثبتْهم أقداماً في كل هيعة لنيل رضا الله.. ‏

    ويا قبح كل إنسان لربه لَكنود، ولوعد ربه لَجحود، ومن بطش عدوه لخائف رعديد، وعلى إخوانه من المجاهدين المقاومين لَصاحب لسان شرير أقسى من الصُلب والحديد، "‏إنّ الإنسان لربه لَكنود".

    ‏الأقدام العادية الجموع العاتية العاديات ضبحا لكنود لشهيد

    مقالات