الخميس 21 نوفمبر 2024 06:12 مـ 19 جمادى أول 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    أخبار أفريقيا

    النيجر ..الإيكواس تضع خطة للتدخل عسكريا

    رابطة علماء أهل السنة

    قال مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) عبد الفتاح موسى أمس الجمعة إن قادة الدفاع في دول غرب أفريقيا وضعوا خطة لتدخل عسكري محتمل في النيجر للتصدي لانقلاب الأسبوع الماضي، في حين أعلنت واشنطن وقفا مؤقتا لبعض برامج المساعدة الأميركية المقدمة لحكومة النيجر.

    وأضاف موسى -عقب اجتماع إقليمي في أبوجا (عاصمة نيجيريا)- أنه "تم في هذا الاجتماع تحديد كل عناصر التدخل العسكري المحتمل، بما في ذلك الموارد اللازمة، وكذلك كيف ومتى سننشر القوة"، مشيرا إلى أن التكتل لن يكشف لمدبري الانقلاب متى وأين ستكون الضربة، وأن القرار سيتخذه رؤساء الدول.

    وقال موسى "نريد للدبلوماسية أن تنجح، ونريد أن تُنقل إليهم هذه الرسالة بوضوح؛ ومفادها أننا نمنحهم كل فرصة للتراجع عما فعلوه"، مؤكدا عزم المجموعة "على معالجة الأزمة في النيجر، وإن لم تفعل فلا أحد يعرف متى ستنتهي الانقلابات"، حسب قوله.

    وكان المتحدث باسم قيادة الأركان في نيجيريا العميد توقور قوساو قال إن الهدف من الاجتماع الاستثنائي الذي استضافته أبوجا لرؤساء أركان دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا على مدى 3 أيام متواصلة؛ هو بحث الخطط المناسبة للتعامل مع الوضع في النيجر.

    وأضاف قوساو أن الخيار العسكري هو الخيار الأخير الذي سيُتخذ في حال فشلت باقي الخيارات، وفق تعبيره. وأشار المسؤول إلى أن القوات المسلحة في نيجيريا لم تتلقَ بعد أي أمر من قيادتها لبدء عمل عسكري، مضيفا أنها لن تُقدِم على أي عملية عسكرية من دون تفويض من رؤساء دول وحكومات "إيكواس".

    وفرضت إيكواس بالفعل عقوبات على النيجر، وقالت إنها قد تجيز استخدام القوة إذا لم يقم قادة الانقلاب بإعادة السلطة للرئيس.

    وأرسلت "إيكواس" -المؤلفة من 15 عضوا- وفدا إلى نيامي برئاسة رئيس نيجيريا السابق عبد السلام أبو بكر، سعيا للتوصل إلى "حل ودي"، لكن مصدرا في الوفد قال إن اجتماعا في المطار مع ممثلي المجلس العسكري لم يتمخض عن انفراجة، وإنه خلال الليل غادر الوفد من دون أن يلتقي رئيس المجلس الوطني لحماية البلاد الجنرال عبد الرحمن تياني ولا الرئيس المخلوع محمد بازوم.

    من جهته، دعا وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف لتفعيل كافة الطرق الدبلوماسية والسلمية وتجنب اللجوء إلى القوة لحل الأزمة في النيجر.

    وحذر وزير خارجية الجزائر خلال لقائه باباغانا كينجيبي المبعوث الخاص لرئيس نيجيريا من خطورة تداعيات استخدام القوة على النيجر والمنطقة، مجددا موقف بلاده الرافض للانقلاب العسكري في النيجر.

    الموقف الفرنسي

    وفي السياق ذاته، قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية آن كلير لوجندر إن موقف باريس قريب من موقف دول الإيكواس وإنها تحاول إعادة الوضع الدستوري في النيجر، وتجنب الوصول إلى فرضية التدخل العسكري.

    وأضافت "لم نصل بعد إلى مرحلة التدخل العسكري، ولا بد من ممارسة الضغوط لتجنبه"، مشيرة إلى أن عقوبات الإيكواس قوية، وأن رغبة دول الإيكواس والاتحاد الأفريقي هي تجنب الانقلابات في المنطقة.

    إلغاء الاتفاقات مع فرنسا

    من ناحية أخرى، أجرى قائد الانقلاب الجنرال عبد الرحمن تياني تغييرا في قيادة قوات الدرك وقوات الحرس، متوعدا بالرد على أي هجوم محتمل من جانب دول مجموعة "إيكواس".

    وبموازاة ذلك، ألغى ما يطلق على نفسه "المجلس الوطني لحماية الوطن" اتفاقيات تعاون عسكري مع فرنسا، وتتعلّق بتمركز الكتيبة الفرنسيّة التي تشارك في محاربة ما يسمى الإرهاب والجماعات المتطرفة، كما حذر المجلس من تسلل أجانب إلى البلاد.

    وتضمنت القرارات الجديدة التي أعلنها المجلس إنهاء مهام سفراء النيجر في فرنسا والولايات المتحدة ونيجيريا وتوغو، كما أعلن رفع حظر التجول الذي كان مفروضا منذ 26 يوليو/تموز الماضي.

    وعلقت فرنسا أمس الجمعة على هذا القرار، مشددة على أن "وحدها سلطات النيجر الشرعية" مخولة بفسخ الاتفاقيات.

    وقالت وزارة الخارجية الفرنسية "تذكر فرنسا أن الإطار القانوني لتعاونها مع النيجر في مجال الدفاع يستند إلى اتفاقات أبرمت مع السلطات النيجرية الشرعية"، مضيفة أن فرنسا "تعترف شأنها في ذلك شأن كامل الأسرة الدولية فقط" بهذه السلطات.

    ورفضت سفيرة النيجر بفرنسا عيشاتو بوعلاما إقالتها من قبل ما يطلق على نفسه "المجلس الوطني لحماية الوطن" بالنيجر، واعتبرت القرار باطلا وغير قانوني.

    وقالت بوعلاما إنها لا تزال السفيرة التي عينها الرئيس الشرعي محمد بازوم في فرنسا، وأن من وصفتهم بالانقلابيين يريدون استهداف الوجود الفرنسي، وإخراج فرنسا من النيجر.

    بازوم يحذر

    من جهة أخرى، حذر رئيس النيجر المحتجز محمد بازوم من أن منطقة الساحل الأفريقي بأكملها يمكن أن تسقط تحت تأثير النفوذ الروسي من خلال مجموعة "فاغنر".

    وناشد بازوم -في مقال رأي بصحيفة "واشنطن بوست"- حكومة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي من أجل مساعدة بلاده في استعادة النظام الدستوري، مؤكدا أنه إذا نجح الانقلاب فستكون له تداعيات على النيجر وعلى سائر المنطقة والعالم.

    ووصف بازوم -في مقاله- الوضع الأمني في النيجر بأنه أفضل من الوضع في دولتي مالي وبوركينا فاسو، المجاورتين اللتين تدعمان الانقلاب، وهما محكومتان من قبل عسكريين استولوا على الحكم ويستخدمون مرتزقة "فاغنر"، حسب تعبيره.

    الموقف الأميركي والروسي

    وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وقفا مؤقتا لبعض برامج المساعدة الأميركية المقدمة لحكومة النيجر، مشيرا غلى أن هذا الوقف المؤقت لن يؤثر على جميع برامج المساعدة الخارجية الأميركية في هذا البلد.

    في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن بلاده ترى أن أي تدخل للقوى من خارج المنطقة لن يسهم في حل الأزمة.

    وقال بيسكوف للصحفيين -معلقا على مناشدة رئيس النيجر محمد بازوم للولايات المتحدة والعالم من أجل المساعدة في استعادة النظام في البلاد- إنه من غير المرجح أن يكون تدخل بعض القوى من خارج المنطقة قادرا على تغيير هذا الوضع إلى الأفضل.

    ولفت بيسكوف إلى أن روسيا قلقة من التوتر الناشئ في المنطقة، وتدعو إلى العودة السريعة للمسار الدستوري.

    وفي هذه الأثناء، ناشد مناصرون للمجلس العسكري في النيجر قادة الجيش الذين أطاحوا بالرئيس بازوم حفظ أمن وسيادة البلاد، ومنع ما سموها القوى الاستعمارية من التدخل في شؤون بلادهم. ونظم مؤيدو المجلس العسكري مسيرات داعمة لقرار المجلس تعليق العمل باتفاقيات دفاعية وأمنية مع فرنسا.

    النيجر إيكواس إقتصاد عقوبات مفاوضات تدخل عسكري

    أخبار