الإعلام العبري يرحب بإزالة السعودية المحتوى المناهض للاحتلال من مناهجها
رابطة علماء أهل السنةيواصل الإعلام العبري رصد المناهج الدراسية في السعودية، في ظل محاولات الوصول إلى مرحلة التطبيع مع الاحتلال، التي وصلت إلى تخفيف حدة العداء للاحتلال، وأهمها عدم اتهامه بإحراق المسجد الأقصى، والادعاء بأن اندلاع حرب 1967 نابعة من الرغبة في السيطرة على الشرق الأوسط.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، زعم أن "الثورة التي قام بها محمد بن سلمان انعكست في إصلاح وتغيير محتويات الكتب المدرسية منذ وصوله إلى السلطة، حيث تم إزالة الإشارات لليهود بأنهم قرود وخنازير، يعبدون الشيطان، ووصفهم بأنهم خونة بطبيعتهم، وأعداء لدودون للإسلام، كما أزيلت المواد المعادية لإسرائيل، التي تقول؛ إنها تستخدم النساء والمخدرات ووسائل الإعلام من أجل تحقيق أهدافهم ومؤامراتهم، التي تخطط إسرائيل بموجبها لتوسيع حدودها من نهر النيل في مصر إلى نهر الفرات في العراق".
وأضاف في تقرير نشرت "عربي21" ترجمته، أن "دراسة إسرائيلية جديدة فحصت التغييرات التي طرأت هذا العام على المناهج السعودية خلال السنوات الخمس الماضية، وهو اتجاه يحمل تغييرات إيجابية في الكتب المدرسية، فيما يتعلق بالمحتوى المعادي لإسرائيل وللسامية، كما تم إحراز تقدم في قضايا النوع الاجتماعي، بإضافة محتوى ضد حزب الله والحوثيين المدعومين من إيران وجماعة الإخوان المسلمين، ومحتوى أكثر تسامحا يعزز السلام، وتشجيع مضامين التسامح وفقا لمعايير اليونسكو".
وأشار إلى أن "الدراسة شملت تحليل 301 كتاب مدرسي في السنوات الخمس الماضية، طبعتها وزارة التربية والتعليم السعودية، وكان أهم تغيير تم إجراؤه في تغيير الموقف السلبي تجاه اليهود، وإزالة جميع الأمثلة المعادية للسامية تقريبا، وحذف أغنية عن معارضة الاستيطان اليهودي في فلسطين، وحذف الواجب المدرسي الذي طلب من الطلاب دحض المزاعم الصهيونية حول علاقتهم بفلسطين، حتى إن كتاب التاريخ للمرحلة الثانوية أزال درسا عن النتائج الإيجابية للانتفاضة الأولى، والإشارة لإسرائيل بأنها ديمقراطية مزورة، وإزالة اتهام إسرائيل بإضرام النار في المسجد الأقصى عام 1969 من أحد الكتب".
وأوضح أنه "في عدة مواضع في الكتب المدرسية عدّلت الوزارة السعودية المصطلحات تجاه إسرائيل، واستبدلوا الإشارات إلى العدو الصهيوني أو العدو الإسرائيلي بالاحتلال الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه، لا تزال الكتب المدرسية لا تعترف بإسرائيل، ولا تعلّم عن الهولوكوست، كما أن الخرائط تتجاهل تماما وجود إسرائيل، ولا تذكر اسمها، ولا تزال الصهيونية توصف بالحركة الاستعمارية والعنصرية الأوروبية، ولا تزال هناك أماكن توصف فيها بالكيان الصهيوني، وتعتبر أن دوافع إسرائيل لشنّ حرب 67، هي السيطرة على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية ومواقع النفط في سيناء".
ماركوس شيف الرئيس التنفيذي لمعهد البحوث والسياسات IMPACT-se ذكر أنه رغم أهمية كل إصلاح في الكتب المدرسية، إلا أنها في السعودية لها أهمية خاصة كقائدة للمذهب السني في الدول الإسلامية، أما نائبه آريك أغاسي، فذكر "أن التغييرات التي يجريها ابن سلمان شجاعة للغاية، وغير مسبوقة، وهي علامة على أشياء قادمة؛ لأن المملكة ليست مجرد دولة عادية، بل يتم توزيع كتبها المدرسية على المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم، ويتم دراستها من قبل عشرات الملايين من الطلاب في المساجد والأماكن التعليمية الأخرى".
وليست المرة الأولى التي تشيد فيها دولة الاحتلال بالمناهج الدراسية السعودية، بزعم أنها بدأت تشهد تغييرات جوهرية، مما يعني أن روح التقارب بين تل أبيب والرياض أخذت طريقها نحو إزالة المحتوى المعادي للاحتلال من الكتب المدرسية للمملكة، الساعية لتخفيف نيران العداء تجاه الاحتلال، وهي نتائج مشجعة من وجهة نظره؛ لأنها تشير لتغيير إيجابي في موقف نظام التعليم في السعودية، بحسب رأي الإعلام العبري.