الخميس 21 نوفمبر 2024 04:39 مـ 19 جمادى أول 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    الشيخ الغزالي : الدعوة إلى أخوة الأديان مشبوهة

    رابطة علماء أهل السنة

    قالوا الأديان كلها سواء ، وأتباعها جميعاً إخوة لا فرق بين يهودى وبوذي و نصراني ومسلم ...
    فلم هذا التصارع المتوارث ؟ إن راية الإنسانية تظل هذا وذاك ، فليبق اليهود في فلسطين ولتدم لهم دولتهم !
    وليترك للبعثات الكنيسية أن تنصر مسلمى أندونيسيا ، ما المانع ؟ الأديان كلهاسواء أمام رب واحد !!
    ينبغي أن نقيم مجمعاً للأديان في كل قطر ، يكون رمزاً للتسامح والتآخي ..!
    والحيلة ساذجة ، فإن اليهود الذين أقاموا دولتهم اغتصاباً، يرفضون إقامة دولة للعرب إلى جوارهم ( ! )

    والزحف التبشيري في الفلبين واندونسيا يرفض إقامة كيان إسلامي للمسلمين المضيعين هناك ! ..
    أى أن السلام المقترح أساسه أن يرضى المسلمون بزوالهم شعباً وحكماً، ويعقب ذلك على مر الأيام زوالهم أفراداً وجماعات .. !

    وهذا السلام الذى روج له سماسرة معروفون يرفض من قبل ومن بعد أن يكون الإسلام ديناً له خصائصه التي تميز بها ! إنه دين له قيمة روحية كالقيمة المقررة للهندوكية مثلاً !!

    ومن المفيد أن يعرف القارئ أن كلمة « القيم الروحية » من وضع الزعيم الهندى جواهر لال نهرو » وقد عنى بها الأديان كلها ، ونقلها عنه بعض الزعماء العرب ، فلما خفت تأثير الكلمة حل محلها مجمع الاديان وتدريس الأديان كلها في كتاب واحد.

    فالأديان كلها سواء على أن ينفرد اليهود بفلسطين ، وتملك الصليبية حق التوسع خصوصاً فى أرض الإسلام وبين أبنائه .
    الاقتراح ينطوى على بلاهة سمجة كما يلحظ كل عاقل .. بيد أن سماسرته يعرضونه مع ثرثرة طويلة !
    وإذا عجزت الثرثرة عن كسب المؤيدين تولت القوة الإقناع .
    ونحن نؤكد أن كل الجهود المبذولة كيما نرتد عن ديننا سوف تبوء بالفشل، وأن الآلام التى تفرض علينا ستصقل معادننا وتنقينا مما أزرى بنا وتجعلنا - إن شاء الله - أهلاً لكسب المعركة الأخيرة .

    تحت شعار التوحيد نحيا

    ونذكر المسلمين بحقائق ما أخالهم يجهلونها .. إننا نعبد الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، ولا يعنى هذا أننا نشترى العداوات أو نفرض على غيرنا ديننا بالإكراه

    فليعبد من شاء ما شاء ! وليتركنا تحت شعار التوحيد نحيا وإلى نهجه ندعو .
    ليست الإنسانية المزعومة أن تجمع الواحد الذى أومن به مع الثلاثة التي تؤمن بها فيكون الحاصل أربعة ، يؤمن كل منا باثنين على التساوي ، وبذلك تتحقق العدالة !! هذا جنون.

    وليست الإنسانية أن أكفر بما عندى وتكفر بما عندك ، ثم نلتقى على الإلحاد المشترك !! هذا أيضا جنون ...
    الإنسانية المحترمة أن أظل على وحدانيتي ، وتظل إن شئت على شركك وتظلنا مشاعر البر والعدالة والتعاون الكريم . لن أجعل حقى باطلاً لترضى ..
    ولن يعنيني سخطك آخر الدهر إذا حنقت بي !
    وأنا أومن بأن النبى العربى صلوات الله عليه أشرف من مشى على الثرى وأن أمجاد البشرية كلها التقت في شخصه ، وأن تراث النبوات من بدء الخلق إلى الآن موجود في كتابه وسنته ، وأن تعاليمه نسيج محكم من الوحى الأعلى تزدان الأجيال به وترشد .

    المصدر : كتاب هموم داعية للشيخ الغزالي رحمه الله

    الدعوة أخوة الأديان مشبوهة الإسلام اليهودية النصرانية مخطط

    مقالات