أفريكا إنتيليجنس : صراع إماراتي – إماراتي على الموانئ المصريةصراع إماراتي – إماراتي على الموانئ المصرية
رابطة علماء أهل السنةفي ظل الانهيار الاقتصادي وتضعضع الأمن القومي المصري، واهتراء نظام الحكم العسكري، الذي باتت عوراته مكشوفة للعالم، على الصعيد المالي والاقتصادي والسياسي، باتت مصر بكل ما فيها مجرد غنيمة أو فريسة يتقاسمها الذئاب ويتعاركون عليها ، وهو ما يكشف حجم الانهيار والدمار الذي تسبب فيه السيسي لمصر وللمصريين.
وهذا ما كشف عنه موقع Africa Intelligence الفرنسي، الإثنين 10 أكتوبر 2022 ، بقوله إن "مجموعة موانئ أبوظبي أصبحت المنافس الأشرس في تهافت القوى الخليجية على الاستثمار في الموانئ المصرية على طرفي قناة السويس".
الموقع الفرنسي أكد في تقرير أن موانئ أبوظبي AD Ports Group ثبتت أقدامها العام الماضي في ستة مواقع، من ضمنها ميناء جاف وميناء نهري ومواقع أخرى على البحر الأحمر.
ووفقا للموقع الاستخباراتي فإن القطاع البحري لا يعدو عن أن يكون تيارا واحدا من فيضان الاستثمارات الإماراتية في مصر التي وصلت قيمتها إلى 1.9 مليار دولار في النصف الثاني من عام 2021، ارتفاعا من 712.6 مليون دولار العام الذي قبله.
التقرير أضاف أن مجموعة موانئ أبوظبي وشركة أوراسكوم المصرية العملاقة للإنشاءات مع شركتين أخريين أواخر سبتمبر فازت بصفقة بقيمة 450 مليون دولار لبناء وصيانة ميناء جاف في مدينة العاشر من رمضان، شمال شرق القاهرة.
وقد أشارت مجموعة موانئ أبوظبي بقيادة رئيسها محمد جمعة الشامسي إلى خطتها للتوسع في مصر والمنطقة المحيطة في الأول من يوليو حين دفعت 140 مليون دولار لشراء 70% من شركة IACC القابضة المصرية.
وهذه الشركة، التي أسسها رجل الأعمال المصري مصطفى الأحول، تمتلك شركتين بحريتين ضخمتين هما: ترانسمار، وهي شركة تعمل في مجال شحن الحاويات وتنشط في البحر الأحمر والقرن الإفريقي وشبه الجزيرة العربية، وترانسكارغو إنترناشونال Transcargo International وهي شركة شحن وتفريغ في ميناء الأديبة الاستراتيجي بالقرب من السويس عند الطرف الجنوبي للقناة.
صراع بين دبي وأبوظبي
كانت هذه الخطوات بداية لغزو إقليمي من مجموعة موانئ أبوظبي في مواجهة منافستها شركة موانئ دبي العالمية، ثالث أكبر شركة تخزين في العالم، وفي حين أن الإمارتين تتنافسان بالفعل في مجال الطيران وتحديدا بين شركتي الاتحاد للطيران في أبوظبي وطيران الإمارات في دبي، يوفر القطاع البحري أرضية جديدة لتنويع إيراداتهما، وساحة جديدة للمنافسة، بحسب الموقع الفرنسي.
وتتمتع دبي بخبرة 20 عاما في إدارة الموانئ، وشركة موانئ دبي العالمية حاضرة في مصر منذ عام 2008 وفي محاولتها للحاق بها، وقعت مجموعة موانئ أبوظبي من نوفمبر عام 2021 إلى مارس عام 2022 ثلاث مذكرات تفاهم لتطوير وتشغيل موانئ في العين السخنة بالقرب من السويس، وفي سفاجا على بعد حوالي 350 كيلومترا جنوبا، ولبناء ميناء نهري في المنيا في صعيد مصر والمشاريع الثلاثة لم تبدأ بعد.
وأقدمت شركة أبوظبي على خطوة أخرى خارج مجال التجارة ، ولكنها مربحة بالقدر نفسه على الأرجح.
فقد وقعت اتفاقية رابعة لتطوير وإدارة رصيف ميناء للمراكب السياحية في منتجع شرم الشيخ المصري جنوب شبه جزيرة سيناء، و مثلها مثل قطر والسعودية، تراهن على تطوير الطرق السياحية في البحر الأحمر.
ومنذ الانقلاب العسكري، قدم السيسي مصر ومشاريعها وأصولها عربون صداقة لبن زايد، حيث بيعت أكبر الشركات المصرية الرابحة في قطاعات الأسمدة والزراعة والادوية للاماراتيين وكذا البنوك التجارية الرابحة والقواعد العسكرية باتت في خدمة الإماراتيين، والمتاح والآثار ، بل هربت عشرات الألوف من القطع الأثرية لمتحف اللوفر بالإمارات، وعبر الحقائب الدبلوماسية، وخصصت ملايين الأفدنة الزراعية والمساحات للصناعات والشركات التجارية الإماراتية بتراب الفلوس.
ومرارا حذر خبراء الاقتصاد والسياسة من الاستحواذ الإماراتي على الاقتصاد المصري وأيضا السياسة، التي باتت تدار في دهاليز قصور محمد بن زايد الذي يتبنى سياسة استعماراتية في العديد من مناطق العالم العربي ، عبر الأذرع المالية والاقتصادية والمخابراتية.