أوكرانيا.. القوات الروسية تتقدم بالشرق وحلف الناتو يدعو لمنع موسكو من النصر
رابطة علماء أهل السنةأعلنت أوكرانيا أمس الخميس أنها اضطرت للتنازل عن بعض الأراضي في شرقي البلاد تحت ضغط الهجوم الروسي، في حين أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) أنه لا يجب السماح لموسكو بالانتصار في الحرب.
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الضغط الذي تتعرض له قواته المسلحة في منطقة دونباس شرقي البلاد بأنه "جحيم". وتحدث عن قتال شرس حول أفدييفكا وقرية بيسكي المحصنة، إذ أقرت كييف بأن "العدو الروسي حقق نجاحا جزئيا" في الأيام القليلة الماضية.
وقال الجيش الأوكراني أمس الخميس إن القوات الروسية شنت هجومين على الأقل على بيسكي، لكن قواته تمكنت من صدهما.
وأوضح الجنرال أوليكسي جروموف في مؤتمر صحفي أن القوات الأوكرانية استعادت قريتين حول مدينة سلوفيانسك بشرقي البلاد، لكنها تراجعت إلى ضواحي بلدة أفدييفكا بعد أن أجبرت على التخلي عن منجم فحم يعتبر موقعا دفاعيا رئيسيا.
في المقابل أكدت وزارة الدفاع الروسية هجومها. وقالت إن قواتها ألحقت خسائر فادحة بالقوات الأوكرانية حول أفدييفكا وموقعين آخرين في مقاطعة دونيتسك، مما أجبر وحدات المشاة الميكانيكية في كييف على الانسحاب.
وقالت روسيا إنها تخطط للسيطرة الكاملة على منطقة دونيتسك الأوسع، وهي واحدة من اثنتين تشكلان إقليم دونباس الصناعي، وذلك في إطار ما تسميه "عملية عسكرية خاصة" لحماية أمنها مما تقول إنه توسع غير مبرر لحلف الناتو.
واتهمت منظمة العفو الدولية أوكرانيا في تقرير أمس الخميس بتعريض المدنيين للخطر عن طريق نشر قوات في مناطق سكنية خلال الحرب، في حين وصفت كييف تقرير المنظمة الحقوقية بأنه يشبه الدعاية الروسية.
وتقول أوكرانيا والغرب، اللذان يصفان تصرفات روسيا بأنها حرب عدوانية غير مبررة، إن القوات الروسية يجب أن تنسحب إلى مواقعها قبل 24 فبراير/شباط الماضي حين أرسل الرئيس فلاديمير بوتين عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا.
من جهته قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن موسكو لا تعرض على بلاده الحوار بل الاستسلام.
وأشار إلى أن الكرملين رفض كل محاولاته للتحدث إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال السنوات الثلاث الماضية.
تحذير الناتو
بدوره قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس الخميس إن الحرب أخطر لحظة بالنسبة لأوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وإنه يجب ألا يُسمح لروسيا بالانتصار فيها.
وأضاف أنه في سبيل منع موسكو من تحقيق النصر، قد يتعين على الحلف والدول الأعضاء فيه دعم أوكرانيا بالأسلحة والمساعدات الأخرى لمدة طويلة قادمة.
وذكر ستولتنبرغ في كلمة ألقاها في بلده النرويج، أن "من مصلحتنا ألا ينجح هذا النوع من السياسة العدوانية".
ووسط مخاوف بين بعض الساسة في الغرب من أن طموحات روسيا قد تمتد إلى ما وراء أوكرانيا، حذر ستولتنبرغ بوتين من أن الرد على مثل هذه الخطوة من قبل التحالف العسكري الغربي سيكون ساحقا.
وقال "إذا فكر الرئيس (فلاديمير) بوتين، مجرد التفكير، في فعل شيء مماثل بدولة عضو في الحلف مثلما فعل في جورجيا ومولدوفا وأوكرانيا، فسيتدخل الحلف على الفور".
عقوبات
في الأثناء فرضت دول الاتحاد الأوروبي أمس الخميس عقوبات على الرئيس الأوكراني الأسبق المخلوع فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا، وعلى نجله أولكسندر لضلوعهما المفترض في تعريض أمن أوكرانيا للخطر.
وجاء في بيان للمجلس الأوروبي أن الرجلين أدرجا في قائمة الأشخاص الخاضعين لعقوبات الاتحاد الأوروبي، والتي أعدت "ردا على العدوان العسكري الروسي غير المبرر على أوكرانيا".
وتولى يانوكوفيتش رئاسة أوكرانيا بين فبراير/شباط 2010 وفبراير/شباط 2014 حين أطيح به في انتفاضة شعبية اعتراضا على إدارة حكومته ظهرها للغرب وتقرّبها من روسيا.
ورد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هزيمة حليفه بالاستيلاء على شبه جزيرة القرم وعلى جيب في منطقة دونباس في الشرق الأوكراني.
واعتبر الاتحاد الأوروبي أن يانوكوفيتش (72 عاما) المقيم في روسيا يؤدي "دورا في تقويض وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها واستقرار البلاد وأمنها أو تعريضها للخطر".
ووثيقة العقوبات المنشورة أمس الخميس في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي تتّهم يانوكوفيتش بالتخطيط للعودة إلى السلطة في أوكرانيا إذا تمكّنت روسيا من إطاحة الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
كذلك فُرضت عقوبات على نجله أولكسندر (49 عاما) للسبب نفسه ولـ"إجرائه تحويلات مالية للمجموعات الانفصالية في منطقة دونباس في أوكرانيا"، في إشارة إلى قوات موالية لروسيا.