إدارة أرثوذكسية لأول مسجد في أثينا
رابطة علماء أهل السنةكانت العاصمة اليونانية أثينا قد تعرضت لانتقادات كثيرة لكونها العاصمة الأوروبية الوحيدة التي لا يوجد فيها جامع للمسليمن. وعلى الرغم من كل العقبات التي فرضتها اليونان، فقد تم افتتاح أول مسجد في أثينا سنة 2020، ولكن الحكومة اليونانية عينت مجموعة من المسيحيين الأرثوذكس في لجنة إدارة المسجد.
يشار إلى أن بناء المسجد بدأ في سنة 2006 بمساعي تركية، حيث تم البدء بإنشائه في أرض مهجورة كانت تابعة للقوات البحرية اليونانية، وتأخر افتتاح المسجد حتى عام 2020.
وفي هذا الصدد، كان افتتاح المسجد مصحوبًا بالعديد من العقبات المختلفة التي فرضتها الحكومة اليونانية، وقد بلغت تكلفة بناءه 900 ألف يورو، ووصلت مساحته إلى 850 مترًا مربعًا، بحيث يتسع لنحو 350 مصلِّيًا.
اللافت للنظر هو أن المسجد بلا مئذنة وبلا قبة، وهذا ما كان سببًا للانتقادات الموجهة إلى الحكومة اليونانية.
وفي سياق متصل، شكلت الحكومة اليونانية لجنة لإدارة المسجد، وعينت 5 شخاص من المسيحيين الأرثوذكس ضمن أعضاء اللجنة البالغ عددهم 9 أشخاص، في ظاهرة غريبة لم يشهد العالم مثيلًا لها.
عضو مجلس القضاء الأعلى في إدارة المسجد
أُوكلت مهمة رئاسة لجنة المسجد إلى رئيس دائرة في الأمانة العامة لرئاسة الشوؤون التعليمية والدينية في اليونان "قسطنطينوس بيتاداكيس"، في حين عُين رئيس مجلس بلدية أثينا "نيكولاوس كارانيكولاس" نائبًا له، وبقية الأعضاء الأرثوذكسيين هم: رئيس دائرة وزارة المالية "فاسيليكي سكليري"، وعضو مجلس بلدية أثينا "ألفثيريوس سكياداس"، وعضو مجلس القضاء الأعلى "ستيفانوس فازاكاس".
وفي الإطار ذاته، تم تعيين بقية الأعضاء الأربعة في اللجنة من المسلمين المقيمين في منطقة "أتيكي" بالعاصمة اليونانية أثينا، وذلك بوصفهم ممثلين للمقيمين المسلمين. ورغم أن الأتراك يشكلون غالبية المسلمين في تلك المنطقة، إلا أنه لم يتم تعيين أي واحد منهم في عضوية إدارة المسجد.
من جانب آخر، تم تعيين المواطن اليوناني من أصل مغربي "محمد زكي" إمامًا لهذا المسجد. وكانت الحكومة اليونانية قد فرضت قبل عدة أسابيع تخفيض أصوات مكبرات الصوت بحجة أنها تسبب ضجيجًا في المنطقة.
والجدير بالذكر أن وزير الخارجية التركي "مولود تشاووش أوغلو" تطرق إلى الممارسات اليونانية بحق هذا المسجد قائلًا: "إن تركيا لم تمارس على أيٍّ من أقلياتها واحدًا بالألف مما تفعله اليونان بحق الأقلية المسلمة في أراضيها، ولو أننا فعلنا شيئًا من هذا القبيل -لا قدر الله- لأقاموا الدنيا وأقعدوها".