أوكرانيا ... قصف شرق أوكرانيا والناتو يشعر بالقلق
رابطة علماء أهل السنةتبادل الجيش الأوكراني والانفصاليون الموالون لروسيا القصف المدفعي في إقليم دونباس شرق البلاد، وبينما جدد حلف الناتو تحذيره من غزو روسي وشيك لأوكرانيا، اتهمت ألمانيا موسكو بتعريض أمن أوروبا للخطر بمطالبها التي تعود إلى أيام الحرب الباردة.
وقال الجيش الأوكراني في بيان إنه سجل 60 خرقا لوقف إطلاق النار من قبل القوات الروسية خلال الساعات الـ 24 الماضية، وإن 38 منها تمت باستخدام أسلحة محظورة وفقا لاتفاقية مينسك، مما أسفر عن إصابات بين المدنيين.
وأقر قائد القوات المسلحة فاليري زالوجني بوجود خطط لإجلاء المدنيين من المناطق التي يحتلها الانفصاليون الموالون لموسكو، لاسيما في دونتيسك، وذلك خوفا عليهم من إبادة محتملة.
وشدد زالوجني في بيان على أن قواته متمسكة باتفاقية مينسك وبالقانون الإنساني الدولي، ولا تخطط للقيام بأي هجوم، وجميع خططها ذات طابع دفاعي.
وفي تعليقها على تقارير عن قصف الانفصاليين روضة أطفال شرقي أوكرانيا، عبرت منظمة الأمن والتعاون بأوروبا عن قلقها لما اعتبرته قصفا عشوائيا لمناطق مدنية.
وجددت المنظمة دعمها القوي لجميع الجهود الدبلوماسية الرامية إلى نزع فتيل التوتر المتواصل، واستعادة السلام والأمن والاستقرار شرق أوكرانيا.
في المقابل، أفادت وكالة رويترز نقلا عن إنترفاكس الروسية بأن قوات الانفصاليين قالت إنها تعرضت لقصف بالمدفعية من القوات الأوكرانية.
واتهم الانفصاليون الجيش الأوكراني بخرق اتفاق وقف النار في دونباس، ووصفوا قصف مواقعهم على خط التماس بأنه الأعنف منذ شهور.
كما نقلت رويترز -عن وزارة الدفاع الروسية- أن 30 شاحنة عسكرية تقل جنودا ومعدات غادرت المنطقة الغربية بعد إجراء مناورات.
في غضون ذلك، تتواصل المرحلة الثانية من التدريبات العسكرية الروسية البيلاروسية المشتركة على الأراضي البيلاروسية تحت اسم "عزيمة الحلفاء 2022".
وتأتي هذه التدريبات في إطار اختبار الجاهزية القتالية لقوات الرد السريع لكلا البلدين.
اتهامات ألمانية
سياسيا، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم الجمعة، إن روسيا تعرض أمن أوروبا للخطر من خلال نشر غير مسبوق لقوات على الحدود مع أوكرانيا، ومطالب تعود إلى حقبة الحرب الباردة، داعية موسكو إلى إظهار "جهود جادة لخفض التصعيد".
وأكدت بيربوك -في بيان- أن دول مجموعة السبع مستعدة لإجراء "حوار جاد" مع روسيا بشأن الأزمة الأوكرانية.
وكان أعضاء الاتحاد الأوروبي بمجلس الأمن الدولي دعوا روسيا إلى اتخاذ خطوات ملموسة نحو تهدئة الوضع على الحدود الأوكرانية.
كما حثوا موسكو على توفير الشفافية الكاملة بشأن أنشطتها العسكرية بالمنطقة، والدخولِ في حوار هادف موضوعه الأمن في أوروبا.
وفي السياق، أفاد مكتب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيجري سلسلة مكالمات اليوم مع قادة من كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا إضافة إلى بولندا ورومانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي، بشأن الأزمة الأوكرانية.
وكان بايدن قد قال إن المخاطر بشأن غزو روسي محتمل للأراضي الأوكرانية عاليةٌ جدا، لأن موسكو لم تسحب أيا من قواتها على الحدود مع هذا البلد.
كما أكد الرئيس الأميركي أن طريق الدبلوماسية لا يزال مفتوحا أمام الروس لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية.
موقف موسكو
في المقابل، قال الكرملين إن تصريحات الرئيس الأميركي بشأن هجوم روسي وشيك تُصعد التوتر.
وكانت موسكو قدمت ردها على الضمانات الأمنية، وقالت إن الإصرار على سحب القوات الروسية من مناطق معينة على أراضيها أمر غير مقبول، وإن وجود القوات الروسية على أراضيها لا يقوض الأمن الأميركي، مشددة على أنه لا توجد قوات روسية في أوكرانيا ولا نية لديها لغزوها.
وأضاف رد موسكو أن الإجراءات المشددة للرقابة على التسلح وخفض المخاطر العسكرية غير ممكنة، بدون تخلي الناتو عن تصرفاته التي تهدد أمن روسيا.
وتأتي هذه التطورات، في ظل تأكيد الخارجية الأميركية -للجزيرة- أن روسيا طردت بارت غورمان نائب رئيس البعثة الأميركية بموسكو.
وأضافت الوزارة أن الخطوة الروسية غير مبررة وتصعيدية، وأن واشنطن تدرس الرد عليها.
ودعت الخارجية الأميركية موسكو إلى وقف طرد الدبلوماسيين على أسس واهية على حد وصفها.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن طرد نائب السفير الأميركي جاء في إطار المعاملة بالمثل ردا على طرد مستشار بسفارتهم في واشنطن.
وقالت زاخاروفا إن الخارجية الأميركية تعمدت تجاهل طلب تمديد إقامة المستشار حتى وصول بديل له.
تحذيرات الناتو
من جانبه، قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ إن الحلف يشعر بالقلق من أن تحاول روسيا اختلاق ذريعة لغزو أوكرانيا.
وأضاف ستولتنبرغ -في ختام اجتماع لوزراء دفاع الحلف في بروكسل- أنه لا يوجد حتى الآن وضوح أو يقين بشأن النيات الروسية.
بدوره، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن بلاده اتفقت مع بلغاريا لاستضافة سَرية هجومية أميركية ستنتقل إليها اليوم من ألمانيا.
وأضاف أوستن -في مؤتمر صحفي في ختام اجتماع وزراء دفاع الناتو- أن طبيعة انتشار القوات الروسية بمحيط أوكرانيا لا تدل على أن ذلك يتم دون سبب عسكري.
وقال الوزير الأميركي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتحمل مسؤولية شخصية إذا قرر غزو أوكرانيا.
وأعرب أوستن عن حرص دول الناتو على حل الأزمة مع موسكو بالطرق الدبلوماسية، مع ضمان سيادة أوكرانيا.
المصدر : الجزيرة