إثيوبيا.. تواصل جهود المبعوثين الأفريقي والأميركي واتهامات أممية باحتجاز عشرات الموظفين الأمميين
رابطة علماء أهل السنةتتواصل جهود المبعوثين الأفريقي والأميركي إلى إثيوبيا لإحداث اختراقات لحالة الجمود في التوصل إلى توافق للبدء في حوار بين الأطراف ومحاولة إيقاف إطلاق النار، فيما اتهمت الأمم المتحدة أديس أبابا باحتجاز العشرات من موظفيها.
فقد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس -في مؤتمر صحفي له في واشنطن- إن المبعوث الأميركي جيفري فيلتمان موجود في أديس أبابا لمواصلة جهود الوساطة ودعم جهود مبعوث الاتحاد الأفريقي أولوسيغون أوباسانجو.
وأشار برايس إلى أن هناك فرصة ضئيلة للعمل على حل الأزمة في إثيوبيا بشكل سلمي.
من جهة أخرى، علقت وزيرة الدولة في مكتب الاتصال الحكومي الإثيوبي سلاماويت كاسا في مقابلة مع الجزيرة على دعوة السفارة الأميركية مواطنيها لمغادرة العاصمة الإثيوبية بالقول إن من حق أي دولة أن تنصح رعاياها بما تشاء، مشددة على أن أديس أبابا آمنة تماما.
وفي آخر تعليق لرئيس الوزراء آبي أحمد في تغريدة له على تويتر قال إن سبب التحديات التي تواجهها بلاده هو ما سماه التحيزات، مضيفا أنه يمكن تجاوز هذه التحديات بالوحدة.
وأعرب عن فخره بالهوية الأفريقية قائلا "لم يكن الأمر أكثر إلحاحا من أي وقت مضى أن نستعيد القصة حول قارتنا".
احتجاز العشرات
في السياق، قالت الأمم المتحدة اليوم الأربعاء إن إثيوبيا تحتجز 72 سائقا يعملون لصالح برنامج الغذاء العالمي في مدينة بشمال البلاد على الطريق الوحيد المؤدي إلى منطقة تيغراي المهددة بخطر المجاعة.
وقال ناطق باسم الأمم المتحدة "ندعو الحكومة إلى ضمان سلامتهم والحماية الكاملة لحقوقهم القانونية والإنسانية".
ويأتي الإعلان عن احتجاز السائقين بعد يوم من إعلان الأمم المتحدة قيام السلطات الإثيوبية باعتقال 22 من موظفي الأمم المتحدة في العاصمة أديس أبابا من خلال مداهمات استهدفت متحدرين من إقليم تيغراي بموجب حالة الطوارئ.
وحول الاتهامات الأممية، قال المتحدث الحكومة الإثيوبية ليجيسي تولو إنه لا يملك أي معلومات عن اعتقال موظفين بالأمم المتحدة، مضيفا في تصريحات صحفية أن المعتقلين إثيوبيون ينتهكون القانون.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي أعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية طرد 7 من كبار مسؤولي الأمم المتحدة على خلفية التدخل في شؤون البلاد.
تصعيد ميداني
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه المعارك في الشمال، إذ قال وزير الدولة الإثيوبي للشؤون الخارجية رضوان حسين إن قرار عدم التفاوض مع المجموعات التي صنفت إرهابية ما زال قائما.
وأضاف الوزير أن أديس أبابا لن ترضخ للضغوط التي تمارس عليها، وأنها تتمسك باستقلالية قرارها.
وتعهد 12 حزبا سياسيا في إقليم أوروميا (أكبر أقاليم إثيوبيا) بتقديم الدعم الكامل لجهود الحكومة في القضاء على من وصفوها بالجماعات الإرهابية.
في المقابل، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن قائد جيش تحرير أورومو في إثيوبيا جال مورو قوله إن قواته اقتربت من العاصمة أديس أبابا وتستعد لشن هجوم آخر، وتوقع أن تنتهي الحرب في وقت قريب جدا.
وعلى إثر التصعيد الميداني قال مدير إسكان اللاجئين بولاية القضارف في السودان عبد المنعم عثمان للجزيرة إن سلطات الولاية الواقعة شرقي البلاد تستعد لاستقبال 100 ألف لاجئ إثيوبي جديد جراء الحرب ومجاعة متوقعة في إثيوبيا.
وأكد عثمان إن إدارته بالتعاون مع جهات الاختصاص احتاطت بتجهيز 3 معسكرات لاستقبال اللاجئين الجدد في كل من قلع النحل وبابكري بولاية القضارف، والفاو بولاية الجزيرة المجاورة.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020 فر ما لا يقل عن 60 ألف لاجئ إثيوبي إلى السودان بسبب الحرب في إقليم تيغراي بين الجيش الفدرالي وقوات جبهة تحرير تيغراي.
يشار إلى أنه في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 اندلعت اشتباكات مسلحة بين الطرفين الإثيوبيين في إقليم تيغراي بعدما دخلت القوات الحكومية الإقليم ردا على هجوم استهدف قاعدة للجيش.
وفي 28 من الشهر نفسه أعلنت إثيوبيا انتهاء عملية إنفاذ للقانون بالسيطرة على الإقليم بالكامل رغم ورود تقارير عن استمرار انتهاكات حقوقية في المنطقة منذ وقتها، حيث قتل آلاف المدنيين.
المصدر : الجزيرة