هل فعلاً نريد تحرير بيت المقدس ومسجده الأقصى المبارك؟؟؟!!!...
رابطة علماء أهل السنةإذا أردنا فعلاً تحرير بيت المقدس ومسجده الأقصى... وكنا جادين في هذا الأمر... علينا أن نعمل بكل ما في وسعنا... وفي جميع المسارات على... إنجاح الثورة في سورية... والثورة في مصر... بشكل خاص... وأن لا نترك الساحة لداعش وأخواتها... فحركة التاريخ تعلمنا بأن... تحرير بيت المقدس مرهون بزوال... الأنظمة الإستبداية والإستعبادية الفاسدة... المحيطة به
• ولكن مع للأسف... قيادات الحركات الإسلامية في أمتنا... أقنعوا بفكرة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للأقطار العربية... وهذا ما نسمعهم يرددونه في كل مناسبة يخاطبون بها الأمة...
• وهنا لا بد من القول أن فكرة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الأقطار... التي رسم المستعمر الغربي حدودها... فكرة خاطئة وساقطة... فما يحدث في فلسطين ومصر وسورية والعراق... وليبيا واليمن... ليس شأناً محلياً... بل شأننا جميعاُ... وله علاقة مباشرة بقضية بيت المقدس ومسجده الأقصى المبارك...
• فمن كوارثنا... أننا نفكر قطرياً... ضمن الحدود التي حشرنا بداخلها حشراً في المائة عام الماضية... وليس إقليمياً أو دولياً...
• ومع الأسف... نقدس الحدود التي رسمها لنا المستعمر... في عقولنا وقلوبنا وتصرفاتنا ومواقفنا... أكثر من القرآن الكريم... أو الرغبة في إحياء سنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم...
• وللأسف... الشعب "الشعوب" العربية... بتياراتها وحركاتها وأحزابها... العلمانية والأيديولوجية... القومية والإسلامية... تقدس الحدود الإستعمارية المصطنعة التي رسمها المستعمر الصليبي... وحشرنا ضمنها معنوياً ومادياً... خلال المائة عام الماضية... وتتعايش بل تتعامل معها كثوابت ومسلمات وطنية وإسلامية... حدود فلسطين "من النهر إلى البحر" مثالاً...
• الدم النازف... أيها السيدات والسادة... في بلاد الشام (سورية وفلسطين)... ومصر... والعراق... واحد... والقضية في جميع هذه الأقطار... واحده... والملتقى لنا جميعاً... بإذن الله "الفتاح العليم"...في بيت المقدس ومسجده الأقصى المبارك... المحرر... قريباً...
• وما يجري اليوم... وماجرى... وماسيجري... في أرضنا المقدسة والمباركة... له علاقة مباشرة بما يجري... في عدد من أقطارنا العربية... وبشكل خاص... سورية... والعراق... ومصر... كلها قضية واحدة... والهدف واحد...
كما أن حركة التاريخ تعلمنا أن تحرير أرضنا المقدسة والمباركة لا يمكن أن يتم من داخلها... ولا يمكن أن تتم على يد الفلسطينيين... مهما كانت قوتهم... فالقضية أكبر من قدرات الفلسطينيين لوحدهم... هم رأس حربة... وطليعة متقدمة... تبقي جذوة الجهاد متقدة... وفي رباط إلى يوم الدين... وهذا شرف كبير لنا... ولكن أن يتولوا هم التحرير القادم... فهذا وهم... ومخالف لسنن الله... وحركة التاريخ... وفهم طبيعة الصراع... فالمواحهة ليست مع الصهاينة لوحدهم... بل المواجهة مع القوي الإستعمارية الغربية... وأدواتها... التي أوجدت الدولة المحتلة "الدولة العازل"... لتحقيق أهدافها الإستراتيجية في منطقتنا... كما كان الحال زمن حروب الفرنجة... عندما أنشأت مملكة بيت المقدس اللاتينية...
• وأحاجج بأن من أكبر الأخطاء... التي وقعت بحق قضيتنا المركزية... قضية بيت المقدس ومسجده الأقصى المبارك...أنها تركت في زماننا هذا للفلسطينيين لوحدهم... الذين مع الأسف سعوا إلى فلسطنة القضية... أي حصرها في إطار هويتها/قوميتها الفلسطينية... التي هي كاالأردنة (الهوية/القومية الأردنية)... كالسعدنة (الهوية/القومية السعودية)... كالكوتنه (الهوية/القومية الكويتية)... والتي تعني... تجزأتنا وتفتيتنا وتفكيكنا وتقسيمنا كشعب عربي واحد... وتقديس للحدود الإستعمارية التي حشرنا بداخلها خلال المائة عام الماضية... ومحاولات فاشلة للبحث عن انتماءات جديدة منتنة لهذه الوحدات الجديدة تدعم قداستها في قلوب أبنائها... بكلمة ونصف... "الفلسطنة"... كارثة على قضية بيت المقدس ومسجده الأقصى...
• كما أننا أمام إختلال كبير لمعادلة التحرير... عندما تحول رأس الحربة والطليعة المتقدمة والشرارة... إلى جيش التحرير... من دون "وقود يؤججها ويحافظ على استمراريتها"... "فإذا دخلت الطليعة قبل الجيش بسنين قتلت، وإذا اشتعلت الشرارة دون مادة الاحتراق انطفأت. لا بد من تتالي وتلازم"
• ولذلك... علينا العمل الجاد والممنهج... والسعى بخطوات عملية ممنهجة – وليست شكلية – على تصحيح هذا الخطأ الخطير... من خلال إشراك شعوب أمتنا المسلمة... ومن ضمنها أهل فلسطين... في الإعداد للتحرير القادم على جميع المستويات... ولاسيما الإعداد المعرفي... والإعداد السياسي... والإعداد العسكري... وتحويل هذه القضية المقدسة والمباركة...إلى قضية محلية... وهم داخلي... في كل قطر من أقطار المسلمين...
• وعلينا أن لا نحصر قضية بيت المقدس ومسجده الأقصى... وقيادتها ومؤسساتها... في الفلسطينيين... فبيت المقدس ومسجده الأقصى المبارك... منذ بداية ظهور الإسلام في مكة المكرمة... ليس للفلسطينيين... وليس للعرب... بل هو لجميع المسلمين... في الماضي والحاضر وحتى قيام الساعة...
• فمع الأسف الشديد... فإن الغالبية العظمي من القيادات السياسية الفلسطينية...منذ الإحتلال البريطاني لفلسطين عام 1917... أضرت بالقضية الفلسطينية... بل ساهمت في تقزيمها... وتصفيتها وضياعها... وأدخلتنا في متاهات وتنازلات متتالية... حتى وصلنا إلى الحالة الكارثية التي نحن بها الأن...
• وهنا أتسأل... ألم يحن الوقت... للعمل بجد على إيجاد إطار إسلامي جامع... يضم الحركات المجاهدة والمقاومة... في بعدها الفلسطيني والعربي والإسلامي الأوسع... بعيداً عن إيران وأدواتها... من خلال إنشاء "منظمة التحرير الإسلامية"... بدلاً من "منظمة التحرير الفلسطينية"... التي عفى عليها الزمن... وأصبحت منتهية الصلاحية... بل والميته... أم سنبقى نعيش عقدة البديل التي ما فتأت سلطة العبيد الأذلاء... وأزلامها وعصابتها... على التلويح... بل والتهديد به بين الحين والأخر...
في ضوء ماتقدم... أرسم معالم خارطة الطريق للتحرير القادم لبيت المقدس ومسجده الأقصى المبارك...
أولاً: الإبقاء على شعلة الجهاد متقدة في أرضنا المقدسة والمباركة (الدائرة الأولى)
ثانياً: العمل على تحرير الأقطار المجاورة من الإستبداد والإستعباد والفساد والتبعية للأجنبي (الدائرة الثانية)... كخطوات لابد منها للتحرير القادم لبيت المقدس ومسجده الأقصى... مع التركيز بشكل خاص على:
1. تحرير سورية من الإحتلال الإيراني وأدواته... وإسقاط المجرم السفاح بشار الأسد ونظامه......
2. تحرير مصر من الهيمنة الصهيونية وأدواتها... وإسقاط الإنقلاب العسكري في مصر...
3. تحرير العراق من الإحتلال الإيراني وأدواته... وإسقاط الحكم الطائفي البغيض الذي كان يمثله نوري المالكي... وحالياً يمثله العبادي......
ثالثاً: إشراك الشعوب المسلمة في الإعداد والقيادة على جميع المستويات، ولاسيما الإعداد المعرفي والسياسي والعسكري (الدائرة الثانية والثالثة ومابعدها).
رابعاً: التعاون مع الشعوب غير المسلمة، ولاسيما الغربية – وليس الحكومات - للعمل على إساءة وجه العدو الصهيوني عالمياً.