القدس.. توتر بالمسجد الأقصى مع تجدد الاقتحامات والخارجية الفلسطينية تدعو المجتمع الدولي للتدخل
رابطة علماء أهل السنةيسود التوتر في باحات المسجد الأقصى مع اعتداء قوات الاحتلال على الفلسطينيين أثناء اقتحام مستوطنين للحرم الشريف صباح اليوم الأحد، ودعا المقدسيون منذ أمس للتصدي لدعوات المجموعات المتطرفة للاقتحام، بينما دعت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي للتدخل.
واقتحم أكثر من 125 مستوطنا باحات المسجد الأقصى صباحا وسط حراسة مكثفة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما اعتقلت تلك القوات أربعة من موظفي المسجد وثلاثة شبان، ثم أفرجت لاحقا عن اثنين من الموظفين.
وبدأ التوتر مع اعتقال جنود الاحتلال شابا فلسطينيا بعنف وسط تكبيرات المصلين، واعتدى الجنود على الفلسطينيين الذين حاولوا منعهم من اعتقاله.
ودخل المستوطنون من باب المغاربة، والذي قد أغلق عند حلول الظهر، حيث جرت العادة على اقتحام المستوطنين للحرم الشريف في فترتي الصباح والظهيرة، ومن المرجح أن تقتحم مجموعة أخرى المسجد لاحقا.
وتوجد تعزيزات عسكرية مشددة تحيط بالأقصى، والتي منعت الشبان من دخول المسجد عند صلاة الفجر.
من جهتها، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان "استمرار اقتحامات قوات الاحتلال وشرطته والمستوطنين المتطرفين لباحات الأقصى"، واعتبرت أن الاقتحامات استخفاف بالمواقف الدولية التي طالبت إسرائيل بوقف اعتداءاتها على القدس.
وأضاف البيان أن الاقتحامات "استفزاز فظ لمشاعر المسلمين واستمرار للعدوان على شعبنا وعلى القدس".
وحمّل البيان الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسها بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن اقتحامات الأقصى، وطالب المجتمع الدولي "بالوفاء بالتزاماته القانونية والأخلاقية تجاه جرائم الاحتلال".
دعوات للاقتحام والتصدي
ويأتي ذلك تزامنا مع انتهاء الحظر الإسرائيلي على اقتحامات المسجد الذي استمر عشرين يوما، في حين انتشرت دعوات فلسطينية لشد الرحال إلى المسجد الأقصى وحمايته.
وتتداول "جماعات المعبد" الإرهابية الإسرائيلية منذ أيام دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تتوعد فيها باقتحام المسجد الأقصى.
ونشرت هذه المجموعات أمس صورة لعدد من منتسبيها يقفون أمام مدخل جسر باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى المبارك، ويحمل أحدهم سلاحا أوتوماتيكيا في المكان.
وقررت الحكومة الإسرائيلية منع المستوطنين من اقتحام المسجد قبل أكثر من أسبوعين، بسبب العشر الأواخر من شهر رمضان وعيد الفطر، إضافة إلى الأوضاع الميدانية، من دون أن تعلن إلغاءه.
ويطالب المستوطنون بإعادة السماح لهم بدخول المسجد، من دون أن يكون واضحا إذا كانت الحكومة الإسرائيلية ستتخذ هذا القرار قريبا، في ضوء الوضع الأمني في القدس الشرقية وقطاع غزة والضفة الغربية.
وفي السياق، دعا النائب في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي عن حزب "الصهيونية الدينية" المتطرف إيتمار بن غفير إلى اقتحام الأقصى، وقال عبر تويتر "يبدو أن (موشيه) غافني يعرف اتفاقا لرئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) لوقف إطلاق النار في غزة".
وموشيه غافني هو رئيس صحيفة "مِشبحا" الإسرائيلية، ويدعو لعدم السماح للإسرائيليين باقتحام المسجد الأقصى.
وأضاف بن غفير "لم يتبق الكثير من الوقت لمعرفة الإجابة، غدا في السابعة صباحا يجب أن يكون الجبل مفتوحا لليهود، إغلاق الجبل يعني أن إسرائيل استسلمت لحماس".
ويتهم نواب بالكنيست وصحفيون إسرائيليون الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو بأنها عقدت اتفاقا لوقف إطلاق النار يتضمن عدم السماح للإسرائيليين باقتحام المسجد الأقصى، لكن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ومسؤولين آخرين في الحكومة نفوا ذلك، وأكدوا أن اتفاق إطلاق النار أبرم من دون وضع شروط.
وأعلنت السلطات المصرية الخميس التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار "متبادل ومتزامن" في قطاع غزة، وبدأ سريانه فعليا اعتبارا من الساعة الثانية فجر الجمعة بتوقيت فلسطين.
ومنذ عام 2003، تسمح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين بدخول المسجد عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، مما يتسبب في مواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.
الشيخ جراح
من جانب آخر، قمعت قوات الاحتلال أمس وقفة احتجاجية في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، ومنعت عشرات المتضامنين من دخول الحي، وأطلقت قنابل الصوت والرصاص المعدني على المتظاهرين، الذين يحتجون على استمرار الحصار المفروض على الحي.
وتمنع سلطات الاحتلال الدخول إلى الحي أو الخروج منه لغير ساكنيه، في حين تسمح للمستوطنين بالتنقل فيه بحرية، في إطار خطط لتهجير السكان الفلسطينيين؛ كانت شرارة للهبة الشعبية الأخيرة التي واجهها الاحتلال باعتداءات واسعة، وأطلقت مواجهة مع المقاومة في قطاع غزة.
ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء اعتداءات الشرطة الإسرائيلية ومستوطنين في القدس ومحيط المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح على الفلسطينيين؛ إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلا في الحي من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.