ماذا خسر المصلون في زمن كورونا
رابطة علماء أهل السنة الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلام عَلَى أشرفِ الأنبياءِ والمرسلينَ، نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وعَلى آلهِ وصحبهِ أجمعينَ، وبعد،
فَقدْ ابتُلِيَ النَّاسُ فِي هَذَا الزمانِ بوباءِ (كُورُونَا) والَّذِي استمرَ أكثرَ مِنْ سنةٍ حَتَّى الآنَ، فأرعبَ النَّاسَ وأقْلَقَهُم وشَغَلَهُم عَنْ كثيرٍ مِنْ أُمورِ حَيَاتِهم.
وصاحبَ انتِشارَ هَذَا الوباءِ حَملَةٌ إعلامِيَّةٌ مُتضاربةٌ ومُتناقِضةٌ، تَركتْ آثارهَا عَلَى نفسيَّةِ النَّاسِ فِي مُختلفِ البلدانِ.
كَمَا أثَّرَتْ هَذِهِ الحملةُ الإعلاميَّةُ عَلَى سياساتِ الدُّولِ، وعَلَى الإجراءاتِ الصِّحيَّةِ فِي مواجهةِ هَذَا الوباءِ.
هَذِهِ الإجراءاتُ الَّتِي اتُّخذت مِنْ أجلِ الحدِّ مِنِ انتشارِ الوباءِ أدَّتْ إِلَى خسائِرَ اقتصاديَّةٍ كبيرةٍ تَحدَّثَ عَنْهَا العالمُ بشكلٍ صريحٍ. غَيْرَ أنَّ هناكَ نوعًا آخرَ مِنَ الخسائِرِ الَّتِي لَمْ تتحدَّثْ عَنْهَا وسائلُ الإعلامِ، ولَمْ تلتفتُ لَهَا الدُّولُ، بَلْ ليست مِنِ اهتماماتِها فِيمَا يَظهَرُ، وَهِيَ الخسائِرُ المعنويَّةُ الَّتِي تعرَّضَ لَهَا المُصَلُّونَ بسببِ هَذِهِ الإجراءاتِ الاحترازيَّةِ مِنْ هَذَا الوباءِ.
وفِي هَذِهِ السِّلسِلَةِ مِنَ المقالاتِ سأُسَلِّطَ الضَّوءَ إن شاء الله عَلَى بعضِ الجوانبِ المعنويَّةِ الَّتِي خَسِرَهَا المُصَلُّونَ وتركت آثارها عَلَى نفسيَّاتِهم.
ولكنْ قَدْ يتساءلُ البعض: لماذا أخصُّ المُصلِّينَ بالحديثِ دونَ غيرهم؟
والجوابُ: أنَّ المُصلِّينَ تَميَّزوا عَنْ غيرِهم فِي دِيننَا الحَنِيفِ، فاللهُ سُبْحَانَهُ وتعالى خصَّهمُ بالذِّكرِ فِي كتابهِ فِي كثيرٍ مِنَ الآياتِ، وأثنَى عليهم وبَيَّنَ صفاتِهمُ العظيمةَ.
فالمُصَلُّونَ يهتدونَ بالقرآنِ الكريمِ، وَهُوَ بُشرَى لَهُم، قَالَ تعالى : (الٓمٓ ١ ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ ٢ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ) [البقرة: 1-3]. وقال سُبْحَانَهُ: (طسٓۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡقُرۡءَانِ وَكِتَابٖ مُّبِينٍ ١ هُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ ٢ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ) [النمل: 1-3] وقال عزَّ وجلَّ: (الٓمٓ ١ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡحَكِيمِ ٢ هُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّلۡمُحۡسِنِينَ ٣ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ) [لقمان: 1-4] .
وهُمُ الَّذِينَ يُؤمنون بِمَا جاءَ فِيهِ، قَالَ تعالى: (وَهَٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ مُبَارَكٞ مُّصَدِّقُ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ ٱلۡقُرَىٰ وَمَنۡ حَوۡلَهَاۚ وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ يُؤۡمِنُونَ بِهِۦۖ وَهُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٩٢) [الأنعام: 92].
وهُمُ الَّذِينَ استجابوا لأمرِ اللهِ عِنْدَمَا قَالَ: (وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ ٤٣) [البقرة: 43] ، وقال: (قُل لِّعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ) [إبراهيم: 31] ، فَقامُوا إلى الصَّلاةِ وأقامُوهَا فِي أوقاتها الَّتِي حدَّدَها اللهُ لهم، قَالَ تعالى: (فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَۚ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا ١٠٣) [النساء: 103] .
ولأنَّهُم حافظُوا عَلَى الصلواتِ الخمسِ كلِّها كَمَا أمرهم الله عزَّ وجلَّ بقوله: (حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ) [البقرة: 238] ، وأثنَى اللهُ عَلَى مَنْ حافظَ عَلَى الصَّلواتِ الخَمْسِ بقولهِ: (وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٩ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡوَٰرِثُونَ ١٠ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ) [المؤمنون: 9-11] ، وقال سُبْحَانَهُ: (وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٣٤ أُوْلَٰٓئِكَ فِي جَنَّٰتٖ مُّكۡرَمُونَ) [المعارج: 34-35] ، فَشتَّانَ بَيْنَ مَنْ شَهِدَ اللهُ لَهُ بأنَّهُ فِي الجَنَّةِ، وبَيْنَ مَنْ أخْبَرَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ فِي سَقَر، قال سُبْحَانَهُ: (كُلُّ نَفۡسِۭ بِمَا كَسَبَتۡ رَهِينَةٌ ٣٨ إِلَّآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡيَمِينِ ٣٩ فِي جَنَّٰتٖ يَتَسَآءَلُونَ ٤٠ عَنِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ ٤١ مَا سَلَكَكُمۡ فِي سَقَرَ ٤٢ قَالُواْ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّينَ ٤٣) [المدثر: 38- 43].
ولأنَّهُم أصحابُ قُلُوبٍ حَيَّةٍ تتأثَّرُ بذكرِ اللهِ، قَالَ تعالى: (إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٢ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٣) [الأنفال: 2-3] .
ولأنَّهُم أهلُ الإيمانِ، قَالَ تعالى: (وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ) [التوبة: 71] ، وهُم أهلُ الخُشوعِ، قَالَ تعالى: (قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ) [المؤمنون: 1-2] .
ولأنَّهُم إذا مُكِّنُوا فِي الأرضِ، لمْ يتركُوا إِقَامَةَ الصَّلاةِ، قَالَ تعالى: (ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ) [الحج: 41] ، فلا يَنشغلونَ بالمَناصِبِ والأعمالِ عَنِ الصَّلاةِ، فَهُمُ الرِّجَالُ حقًّا، قَالَ تعالى: (رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ) [النور: 37] .
ولأنَّهُم قَدْ تهذَّبَتْ نُفُوسُهُم بالصَّلاةِ، فكانُوا أبْعَدَ النَّاسِ عَنِ الفَحشاءِ والمُنكرِ، كَمَا قَالَ تعالى: (ٱتۡلُ مَآ أُوحِيَ إِلَيۡكَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تَصۡنَعُونَ ٤٥ ) [العنكبوت: 45]
ولأنَّهُم لا يَجزعونَ عِنْدَ البلاءِ، قَالَ سُبْحَانَهُ: (إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا ١٩ إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعٗا ٢٠ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَيۡرُ مَنُوعًا ٢١ إِلَّا ٱلۡمُصَلِّينَ ٢٢ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ دَآئِمُونَ ٢٣) [المعارج: 19-23] .
ولأنَّهُم يرجونَ مَا عِنْدَ اللهِ لا مَا عِنْدَ النَّاسِ، وهُم ما بَيْنَ صلاةٍ وقراءةِ القُرآنِ، قَالَ تعالى: (إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ يَرۡجُونَ تِجَٰرَةٗ لَّن تَبُورَ ٢٩) [فاطر: 29] .
ولأنَّهُم أهلُ الطُّهرِ والنُّورِ، لقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآَنِ - أَوْ تَمْلأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَالصَّلاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا)). (رواه مسلم)، فأهلُ الصَّلاةِ هُم أطْهرُ النَّاسِ، سواءً الطَّهارةُ الحسيَّةُ أَوْ المعنويَّةُ، فيستحقُّون مِنَّا العِنايَةَ والتَّقدِير.
ولأنَّهُم انشغلُوا بأفضلِ عملٍ يَنشَغلُ بِهِ النَّاسُ فِي الدُّنيا؛ الصَّلاةُ. فقد قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الصَّلاةُ خَيْرُ مَوْضُوعٍ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَسْتَكْثِرَ فَلْيَسْتَكْثِرَ)). (رواه الطبراني فِي الأوسط)، ومن انشغل بالصَّلاةِ والعبادةِ كانَ مِنْ أفضلِ النَّاس فِي زمانهِ.
ولأنَّهُم بمحافظتِهم عَلَى الصَّلاةِ نَجَوْا مِنَ الوقوعِ فِي الكفرِ، لقولِ النَّبِيِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ)). (رواه مسلم)، ولقولِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ)). (رواه أحمد)
ولأنَّهُم قَدْ تمسَّكُوا بعروةِ الإِسْلَامِ الوُثقَى، الَّتِي مَنْ تركها لمْ يَبقَ لهُ مِنَ الإِسْلَام شيءٌ، لقولِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الإِسْلامِ عُرْوَةً عُرْوَةً، فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ وَآخِرُهُنَّ الصَّلاةُ)). (رواه أحمد)
ولأنَّهُم عُمَّارُ المساجدِ الَّذِينَ أثنَى اللهُ عليهم فِي كتابه، فَقَالَ: (إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ فَعَسَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ ) [التوبة: 18] .
ولأنَََّ الإجراءاتِ الَّتِي اتخذَتها الدولُ فِي الوقايةِ مِنَ الوباء طالتِ المساجدَ الَّتِي يَعمُرُها المُصَلُّونَ فأُغلِقَتْ، ومُنِعُوا مِنْ إقامَةِ ذِكْرِ اللهِ فِيها، فهُم المُتضرِّرونَ فِي الحقيقةِ من هَذِهِ الإجراءاتِ، ولا يُدرِكُ حجمَ الضررِ النَّفسِيِّ والحُزنِ الَّذِي أصابَهم، مَنْ لا يُصلِّي للهِ كَمَا أُمِر.
إنَّ الَّذِينَ لَمْ يَستَشعِروا المعانِي العظيمةَ فِي قولهِ تعالى: (قُلۡ إِنَّنِي هَدَىٰنِي رَبِّيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ دِينٗا قِيَمٗا مِّلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۚ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ١٦١ قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٦٢ لَا شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ) [الأنعام: 161-163]، والَّذِينَ لا يُطبِّقُونَها فِي حياتهم، يُتوقَّعُ أنْ يكونَ فِيهم مَنْ قَالَ اللهُ عَنْهُم: (وَلَا يَأۡتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلَّا وَهُمۡ كُسَالَىٰ) [التوبة: 54] ،وقالَ: (إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗا ١٤٢ مُّذَبۡذَبِينَ بَيۡنَ ذَٰلِكَ لَآ إِلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ وَلَآ إِلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِۚ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِيلٗا) [النساء: 142-143] .
وقال عزَّ وجلَّ: (فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا) [مريم: 59] .
فَهؤُلاءِ لا يستشعرونَ الضَّررَ والألمَ الَّذِي ينتابُ المُصلِّينَ الَّذِينَ يُقيمونَ الصَّلاةَ للهِ مخلصينَ لَهُ الدِّينَ، قَالَ تعالى: (وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِيٓ) [طه: 14] ، وقال عزَّ وجلَّ: (وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَذَٰلِكَ دِينُ ٱلۡقَيِّمَةِ) [البينة: 5] .
مِنْ أجلِ ذلكَ كُلِّهِ سَنُخصِّصُ الحديثَ عَنِ المُصلِّينَ والضَّرَرِ الَّذِي لَحِقَهم بسببِ الإجراءاتِ الَّتِي اتَّخذتهَا أكثرُ الحكوماتِ فِي مجتمعاتِ المُسلِمِينَ.
المُصلُّونَ اليومَ هُم خَيرُ مَنْ عَلَى وجهِ الأرضِ.
للحَدِيثِ بَقِيَّةٌ
والحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِين
د. عادل الحمد
22 شوال 1442هـ