الخميس 21 نوفمبر 2024 07:42 مـ 19 جمادى أول 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    أخبار فلسطين المحتلة

    فلسطين ... ”يوم الأرض” ذكرى فلسطينية خالدة لا يمحوها الزمن

    رابطة علماء أهل السنة

    يحيي الفلسطينيون غدا، ذكرى يوم الأرض الفلسطيني، والذي يصادف الثلاثين من آذار/ مارس من كل عام، بالتزامن مع جملة من المنعطفات السياسية والأمنية التي تعصف بالقضية الفلسطينية، بدءا من اتفاقات تطبيع بعض الحكومات العربية مع الاحتلال الإسرائيلي، مرورا باستمرار سياسة التهويد ضد الأراضي في الضفة والقدس المحتلة، بالإضافة إلى مشاريع الاستيطان والتوسع الديمغرافي.

    ووصولًا إلى مواجهة أكثر من 28 عائلة فلسطينية في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة خطر التشريد، بعد أن تلقوا إشعارات من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي بإخلاء البيوت، من أجل هدمها في الثاني من مايو/ أيار المقبل.

    في المقابل يرفض الفلسطيني، قرارات المحاكم الإسرائيلية، مع استمرار مطالبته الحكومة الأردنية ومؤسسات المجتمع المدني والدولي باتخاذ اجراءات حاسمة ضد ما سموه "التطهير العرقي" لأبناء القدس المحتلة.

    ويعود السبب الرئيسي لإحياء ذكرى يوم الأرض إلى هبة الفلسطينيين الشعبية في 30 آذار/ مارس 1976، ردا على قرار الاحتلال بمصاردة نحو 21 ألف دونم من أراضي منطقة الجليل، وفقا لمشروع تهويدي كانت تسعي إليه "إسرائيل" آنذاك لإقامة مستوطنات إسرائيلية.

    يومها، تعاملت قوات الاحتلال الإسرائيلي مع احتجاجات أصحاب الأرض بعنف شديد، مأ أدى إلى استشهاد 6 فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات منهم؛ ليعلن الفلسطيني يومها أن الثلاثين من آذار، هو يوم الأرض الفلسطيني.

    وتواصل "إسرائيل" منذ ذلك الوقت، سياسة التهويد ومصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية، وهدم البيوت ، من خلال ما تمارسه صباح مساء في أحياء القدس المحتلة، مثل "الشيخ جراح والبستان وجبل المتكبر"، بالإضافة إلى "أراضي الـ48"، وما يتعرضون له من انتهاكات على يد الشرطة الإسرائيلية.

    بينما الفلسطيني مستمر بأدواته البسيطة، مواجهة المشاريع الاستيطانية، تارة بانتفاضة شعبية رافضة لكل القرارات والقوانين الإسرائيلية الصادرة بحقهم كما جرى في الأولى والثانية، وتارة أخرى بإحياء المناسبات الوطنية، وتذكير الأجيال بما جرى مع الأجداد.

    مفتاح العودة

    وعلى الرغم من تجاوز الحاجة أمينة قنن التسعين عاما، إلا أنها لا تزال تتذكر التفاصيل الدقيقة التي عاشتها في قرية جورة عسقلان المحتلة، حتى أنها سردت طفولتها وشبابها لأبنائها وأحفادها، وزرعت في نفوسهم حب التمسك بالأرض.

    قسرا تم تهجيرها وعائلتها خلال احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1948، حتى وجدت أم خليل نفسها في مخيم النصيرات (وسط قطاع غزة)، وهو أحد المخيمات التي يقطنها آلاف اللاجئين الفلسطينيين، ولا تزال آمالهم معلقة بحلم العودة إلى أراضي يافا وحيفا واللد والرملة، وغيرها من البلدان والقرى المحتلة.

    وتتذكر التسعينية أم خليل ما جرى خلال يوم الأرض عام 1976، تفاصيل الطرد والتهجير والإسرائيلي لها ولعائلتها، حتى أنها لا تزال تحتفظ بمفتاح بيتها، مضيفة على لسان نجلها البكر في حديث مختصر مع "قدس برس": "أرضنا لا يمكن أن نتنازل عنها، ولم أنس أرضي، ولا أريد بلادا غير بلادنا".

    شوق إلى يافا

    من جهتها، تقول الشابة الفلسطينية غادة أحمد، إنها لم تعرف فلسطين سوى من أجدادها الذين تم تهجيرهم قسرا خلال نكبة عام 1948، حتى بات شعور الحنين إلى أرض الوطن حاضرا معها في كل مناسبة عبر القصص والحكايات التي يسردها أجدادها، وكيف كانت البلاد آمنة مفعمة بالسلام قبل مجيء المحتل.

    أثّرت قصص التهجير واحتلال القرى الفلسطينية في نفس العشرينية غادة؛ ما دفعها إلى دراسة التاريخ في إحدى الجامعات الأردنية، مضيفة:" كنت أقرأ باستمرار عن فلسطين وبدايات احتلالها وكيف فرط العرب بها، وكيف حاول الفلسطيني الصمود أمام المحتل، حتى اقتنيت في مكتبتي العشرات من الكتب الخاصة بالقضية الفلسطينية، إلى جانب حضور الندوات التثقيفية والتوعوية حول الأراضي المحتلة".

    بعد وفاة جدها قبل بضع سنوات، شعرت غادة بثقل المسؤولية على عاتقها، وأهمية نقل قصص أجدادها إلى الجيل القادم، مضيفة:" كان جدي كثيرا يحدثني عن مدينة يافا وبحرها، حتى أنه كان يحتفظ ببعض الأوراق الخاصة بملكية بيته قبل أن يطرد عام 1948".

    ما تزال أمنية الفلسطينية غادة، بزيارة مسقط رأس جدها ووالدها لمدينة "عروس البحر" يافا، والتي يطلق عليها المحتل اليوم" تل أبيب"، حاضرة في ذهنها وتراودها بين الفينة والأخرى.

    وتتابع: "حاولت قبل سنوات السفر من الأردن إلى الضفة الغربية، وبعدها إلى يافا إلا أنه جاءني رفض إسرائيلي دون إبداء الأسباب، بيد أن حلمي برؤية يافا على أرض الواقع والمشي بين حاراتها وشوارعها يراودني".

    فلسطين يافا يوم الأرض ذكرى الزمن

    أخبار