مخيم الجليل في لبنان.. شتاء ثقيل وكورونا تتفشى و”الأونروا” غائبة
رابطة علماء أهل السنةتبدأ معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مع بداية فصل الشتاء، وتزيد من معاناتهم فوق أوضاعهم الصعبة، حيث يشكل عبئًا ثقيلًا نفسيا وماديا ومصدر قلق في ظل اشتداد الأزمات الاقتصادية بالتزامن مع جائحة "كورونا"، إلا أن مخيم "الجليل" بمنطقة البقاع اللبناني يُعد أكثرهم بُؤسا.
مخيم "الجليل" أو مخيم "ويفل"- وفق ملفات "الأونروا"، يقع في مدينة بعلبك بالقرب من القلعة الرومانية الشهيرة، في البقاع اللبناني، على بعد (90) كلم شمال شرق بيروت، حيث انشئ على مساحة تقدر بـ (0.4) كلم مربع، ويبلغ عدد الفلسطينيين في المخيم المسجلين في سجلات "الأونروا" نحو (8,250) لاجئاً.
ويعيش أبناء مخيم "الجليل" أوضاعًا مأساوية جدا، حيث تنقطع الكهرباء لأكثر من (18) ساعة يوميًا، في ظل تدنٍّ في الحرارة تصل إلى ما دون الصفر، الأمر الذي يؤدي إلى تجمد المياه داخل خزانات المياه، بالإضافة إلى تفشي الفقر والبطالة، وارتفاع سعر مادة المازوت للتدفئة.
مطالبات للأونروا
أمين سر "جبهة التحرير الفلسطينية"، وليد عيسى، أوضح أن "معظم اللاجئين يعملون في أعمال البناء والأشغال الموسمية، فتنقطع أعمالهم خلال هذه الفترة، فيتوقف مدخولهم كذلك، ناهيك عن حاجتهم لتأمين المستلزمات الخاصة بالتدفئة وتحديدًا مادة المازوت منها والتي سعرها مرتفع جدًا".
وتابع "عيسى" في تصريحات لـ "قدس برس"، "تميز العام المنصرم أيضًا، بتحد ومواجهة كبيرة، واجه اللاجئون الفلسطينيون فيه تفشي وباء كورونا في لبنان بشكل عام والمخيمات الفلسطينية تحديدًا، ما أقعد كثيرا منهم في منازلهم، خاصة في فترات فصلي الربيع والصيف والتي من المفترض أن يكون اللاجئ يعمل في مهنته كي يؤمن قوت يومه له ولأبنائه".
ووفقًا للإحصائيات المعلنة في مخيم الجليل فقد توفي 5 لاجئين من المخيم وأصيب أكثر من 100 لاجئ بفيروس كورونا في صفوف أبنائه، وهو الذي يعدّ أصغر مخيم بين مخيمات الفلسطينيين في لبنان.
وأردف عيسى، "أمام هذا الواقع المرير والمؤلم، فإن الجهة المعنية مباشرة باللاجئين الفلسطينين وهي وكالة الأونروا لم تقم بشيء يلامس ملف اللاجئين كي يخفف الأعباء عنهم".
وطالب القيادي في جبهة التحرير، الـ "أونروا"، "إعلان مخيمات وتجمعات اللاجئين مناطق منكوبة، وأن تتخذ قرارات وإجراءات تتوافق مع هذه الصفة، وأن تتعاطى وتلتزم ماديًا وعينيًا وصحيًا مع اللاجئين وأن توفر لهم كافة الحماية والحاجات في فترة الحجر الصحي وبعدها".
تدهور الأوضاع
بدوره أكد المسؤول السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في مخيم "الجليل"، عزت منصور، أنّ "الإغلاق العام أثر وبشكل مباشر على حياة أهالي المخيم، فالكثير من أبناء المخيم يعملون بشكل يومي وهم الآن بلا عمل وبلا معيل".
وأبدى منصور لـ "قدس برس"، تخوّفه من تدهور أوضاع اللاجئين مع اقتراب منخفض جوي خلال اليومين القادمين"، مشيرًا إلى ضرورة "الحاجة إلى تأمين مادة المازوت لكثير من العائلات".
وتابع القيادي في "حماس"، "إن استمرت فترة الإغلاق العام، فهي الأخرى ستؤثر على أوضاع اللاجئين وستفقد كثر أيضًا أعمالهم ما سيجعلهم غير قادرين على تأمين قوتهم اليومي".
وأردف، أنّ "الهلال الأحمر قد قام بإجراء فحوصات قبل أيام لحوالي 60 شخصًا تبين أنّ 5 منهم مصابين بفيروس كورونا، مع وجود العديد من الإصابات داخل المخيم وجواره، فيما الأونروا لا تعلن".
ويشهد لبنان منخفضا جويا عميقا يسيطر على منطقة شرق المتوسط، حيث وصل إلى مختلف المناطق اللبنانية حاملا كتلا هوائية قطبية باردة، مع توقع تساقط للثلوج.