لماذا تتحمّل فرنسا ثلثي ميزانية تنصير العالم ؟
الأستاذ السيد أبوداود رابطة علماء أهل السنةلماذا تتحمل فرنسا المغلولة ثلثي ميزانية تنصير المسلمين في العالم؟
تنصير المسلمين.. هدف استراتيجي غربي، تتعاون فيه كل دول ومؤسسات أوروبا وأمريكا، وعلى رأسهم فرنسا..
والقوم يتحدثون علنًا في كتبهم ومؤتمراتهم عن خططهم وبرامجهم لتنصير المسلمين،
ومؤسسات التنصير معلومة وغير مجهولة، وهي تعلن برامجها واستراتيجياتها وتمويلها..
كل هذا معلوم وعلني وليس مخفيًا وليس سريًا..
لكن المشكلة في دولنا وحكوماتنا ومؤسساتنا نحن المسلمين، المقصود تنصيرنا وغوايتنا عن ديننا،
فهذه الدول والحكومات والمؤسسات تتصرف وكأن الأمر لا يعنيها،
بل تسارع إلى الحوار والتعاون مع مؤسسات التبشير (أي التنصير) وتصديق ما تقوله من أهداف المحبة والتعاون،
وهي أهداف كاذبة وغير حقيقية،
ويكاد المرء من شدة التقصير والغفلة والإهمال واللامبالاة يعتقد أن القوم لا يهمهم دين الناس في شيء..
ولا يفرق معهم إن ظل الناس مسلمين وحافظوا على دينهم وتمسكوا به أو تمت غوايتهم وتنصيرهم .. فالأمران عندهم سواء.
الفاتيكان يضع خططا خمسية
إن الفاتيكان يضع خططا خمسية متعاقبة لتنصير العالم (وفي القلب منه المسلمون) ويصدر بابا الفاتيكان الخطاب الرسولي أو الإرشادي،
وهو ملزم لكل الحكام والرؤساء والملوك المسيحيين ولكل الكنائس على اختلافها،
وفيه الخطة الخمسية المحددة بالتواريخ والأهداف والغايات والوسائل لتنصير المسلمين.
في أوائل التسعينات أصدر بابا الفاتيكان خطابًا يقول فيه إنه يريد أن ينصر العالم في الفترة من 1995م حتى عام 2000م،
وحدد هذا التاريخ بدقة فقال إن الفترة من 1995م حتى 1997م عامان تمهيديان،
ثم يتبعهما عام الاحتفال بالسيد المسيح، ثم في الاحتفال الآخر عام 2000م يقام قربان كبير احتفالاً بتنصير العالم كله.
وضمن المخطط أن تنصير المسلمين سيتم بأيدي المسلمين أنفسهم، وخاصة المسئولين منهم.
مؤتمر تنصير العالم
ـ وهذا هو الذي قالوه في مؤتمر تنصير العالم الذي عقد في كلورادو بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1978م،
والذي قالوا فيه إن الإسلام لابد أن يضرب بأيدي أبنائه وأن يضرب من الداخل.
ـ في عام 1965م عقد المجمع الفاتيكاني الثاني وهو الذي برءوا فيه اليهود من قتل المسيح عليه السلام،
وفي هذا المجمع خططوا لثلاثة أشياء رئيسية والتنفيذ يتم الآن، وهذه الأشياء الثلاثة هي:
اقتلاع اليسار، واقتلاع الإسلام، وتنصير العالم.
في هذا المجمع قرر المجتمعون «توصيل الإنجيل لكل البشر»،
وهي عبارة المقصود بها تنصير العالم، وقد أعلنها البابا صراحة في «سنتياجو» عاصمة تشيلي عام 1982م،
وقد خطط القوم لاقتلاع اليسار لأنه البديل عن الرأسمالية من الناحية السياسية،
فكانت كل الأنظمة التي تكفر بالرأسمالية تتجه ناحية اليسار، لكنهم لا يريدون بدائل.
لقد خططت الكنيسة لكي يكون العقد الأخير من القرن العشرين لاقتلاع الإسلام وتنصير العالم،
فنحن اليوم نقرأ عن المليارات الكثيرة التي أنفقت من أجل اقتلاع اليسار وتفكيك الاتحاد السوفيتي،
وتواطأ الفاتيكان مع المخابرات الأمريكية لأن مصلحتهم واحدة، فكان هناك تنسيق،
ولأول مرة تتحد السلطة الدينية (الكنيسة) مع السلطة المدنية (الحكومات والأجهزة والمؤسسات الغربية) في سبيل تحقيق مصلحة مشتركة وهي اقتلاع اليسار واقتلاع الإسلام.
أرقام المرعبة
وإليكم بعض الأرقام المرعبة عن عالم ومؤسسات التنصير، لنتعرف على حجم ما يراد لأمتنا:
ميزانية التنصير في العالم لعام ١٩٩٢م: ١٨١ مليار دولار.
(للأسف الميزانية قديمة فهي منذ ٢٨ سنة، ولنا أن نتوقع أنها ضوعفت الآن).
عدد منظمات التنصير: ٢٤٥٨٠. ومعاهد التنصير: ٩٨٧٢٠. والمنصرين خارج المجتمع النصراني: ٢٧٣٧٧٠. وإذاعات التنصير: ١٩٠٠ إذاعة تبث إلى أكثر من مائة دولة بلغاتها.
إن عالم التبشير (التنصير) عالم خطير لا نكاد نرى منه إلا أقل القليل والمساهمات فيه معروفة،
وفرنسا تمول ثلثي هذه الميزانية وحدها، مما يؤكد أنها العمود الأساسي في محاربة الإسلام وفي الحملات الصليبية وفي التنصير،
ولعل هذا يفسر لنا سر موقف الرئيس الفرنسي المتطرف من دعم الإساءات لرسول الإسلام صلى الله عليه وسلم.
فرنسا تتحمل ثلثي ميزانية التنصير
ويفسر بعض الخبراء السر في تحمل فرنسا ثلثي ميزانية التنصير في العالم ـوهي ميزانية شديدة الضخامةـ
ربما عقابا لها أو فرض غرامة عليها أو تعويض على اختيارها للعلمانية كوجه وكمرجعية بدلا من الجذور المسيحية..
ولتذكيرها بماضيها الرائد في الحملات الصليبية وفي محاربة الإسلام، الذي يجب أن تسير فيه ولا تحيد عنه.
إسهام الولايات المتحدة
وإسهام الولايات المتحدة والمؤسسات الأمريكية والغربية متعدد في ميزانية التنصير العالمية،
فمؤسسات التبشير (التنصير) شبكة معقدة للغاية وهي أكبر مما يعلنون عنه،
وهي تقصد العالم الإسلامي كله وتتحايل لتنصيره بمختلف الوسائل الممكنة.
لقد ثبت للغرب، خلال أبحاث المتخصصين لديهم،
أن القرآن حق، وأن المعطيات الواردة في العهدين القديم والحديث تتعارض كلها مع العلم،
ولا يوجد فيها معطى واحد يصمد أمام التحليل العلمي،
في حين أن القرآن يصمد كل حرف فيه أمام التحليل العلمي.. بل وردت فيه أشياء لم يكن العلم قد توصل إليها.
ورغم الترجمات المحرفة للقرآن.. فإن الناس في بلادهم يسلمون حينما تصل إليهم الأجزاء غير المحرفة،
وبالتالي لم يفلح التزييف والتحريف.. عندئذ قرروا إنفاق المليارات على إغواء المسلمين .. لعل وعسى.
وندعو المؤسسات المسئولة في بلاد المسلمين إلى استحضار مسئوليتها أمام الله ثم أمام الأمة في التصدي لهذا الخطر وعدم التهاون معه.
لكننا، مع المطالبة ببذل الوسع واستفراغ الجهد في التصدي لمخططات تنصير المسلمين، نطمئن لقول ربنا سبحانه وتعالى:
[إن الَّذِینَ كَفَرُوا۟ یُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ لِیَصُدُّوا۟ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِۚ فَسَیُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَیۡهِمۡ حَسۡرَة ثُمَّ یُغۡلَبُونَۗ وَٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِلَىٰ جَهَنَّمَ یُحۡشَرُون].
(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)