التصعيد في إدلب.. انتهاء أول لقاء روسي تركي مباشر وأنقرة تدفع بتعزيزات كبيرة إلى سوريا
رابطة علماء أهل السنةأنهى وفدان تركي وروسي أول مباحثات مباشرة بينهما في تركيا، في ظل تصعيد عسكري متواصل في إدلب. وبالتوزاي مع ذلك، دفعت أنقرة بتعزيزات عسكرية إلى سوريا.
واختتم الوفدان التركي والروسي محادثات استمرت ثلاث ساعات في أنقرة، بحثت التطورات الميدانية المتسارعة في إدلب شمالي سوريا.
وقد اتفق الجانبان على ضرورة التوصل إلى تهدئة بأسرع وقت ممكن. كما تناولا الخطوات الضرورية لإحراز تقدم في المسار السياسي لحل الأزمة.
وذكرت المصادر أن سادات أونال نائب وزير الخارجية التركي ترأس الوفد التركي، بينما ترأس الوفد الروسي سيرغي فيرشينين نائب وزير الخارجية الروسي، وألكسندر لافرنتييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا.
وأشارت المصادر إلى أن المباحثات التي تشكلت من جولتين، استغرقتا 3 ساعات.
وأوضحت أن المباحثات تناولت الأوضاع في إدلب، وركزت على الخطوات التي يمكن اتخاذها لضمان الهدوء في الميدان ودفع العملية السياسية.
واختتمت بالقول إن الوفدين قررا عقد مباحثات أخرى خلال الأسابيع المقبلة.
وعملت تركيا وروسيا عن قرب في السنوات الأخيرة لإيجاد حل للوضع في إدلب، رغم أن الطرفين يتخّذان موقفين متعارضين من الحرب في سوريا.
وعلى المستوى الميداني، أصيب عددا من المدنيين في غارات جوية روسية وسورية على مناطق في ريفي حلب، بالتوازي مع استمرار تقدم قوات النظام على محاور عدة مدفوعة بغطاء جوي روسي كثيف، وقصف مدفعي على المناطق التي أمامها بعد أن سيطرت على سراقب.
وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن قوات الجيش سيطرت خلال الساعات 24 الماضية على ست قرى، منها زيتان وبرنة في ريف حلب الجنوبي، ومحاريم وتل كرّاتين في ريف إدلب الشرقي.
تعزيزات تركية
وفي السياق ذاته، أرسل الجيش التركي اليوم السبت تعزيزات ضخمة إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا. وضمت القافلة -التي شملت تعزيزات مرسلة من وحدات مختلفة إلى قضاء الريحانية بولاية هاتاي جنوبي البلاد- أكثر من 300 مركبة عسكرية.
وتوجهت القافلة نحو الوحدات المتمركزة على الحدود مع سوريا، وسط تدابير أمنية.
وانتقلت عناصر من القوات الخاصة كانت مرسلة إلى الريحانية سابقا، مع القافلة إلى الوحدات الحدودية، بعد إتمام تحضيراتها.
وقال مراسل الجزيرة إن عدد الآليات العسكرية التركية التي دخلت محافظة إدلب أمس بلغت 250 آلية، تضم عربات مدرعة ودبابات، إضافة إلى مدافع وناقلات جنود ومعدات طبية ولوجيستية.
وأكدت وزارة الدفاع التركية استمرار نقاط مراقبتها في عملها شمالي سوريا، وتوعدت بردّ قوي على أي هجوم يستهدفها.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن قائد عسكري معارض قوله "دخلت خلال الساعات الماضية حوالي 450 آلية تركية أغلبها عربات مصفحة ودبابات وسيارات أخرى"، مشيرا إلى دخول نحو 300 آلية عسكرية مساء أمس و150 سيارة فجر اليوم.
وكانت تركيا أقامت 12 نقطة مراقبة في إدلب لصد أي هجوم من قبل قوات النظام السوري، وذلك بموجب اتفاقية مع روسيا الحليف الأبرز للأسد.
موجة نزوح
وأدت التطورات العسكرية في إدلب إلى موجة نزوح متواصلة جراء المعارك، حيث قالت منظمة "منسقو الاستجابة" السورية إن أكثر من 400 ألف مدني نزحوا من بلداتهم وقراهم في ريفي إدلب وحلب نحو الحدود مع تركيا منذ منتصف يناير/كانون الثاني الماضي نتيجة التصعيد العسكري.
وناشدت المنظمة الجهات الإغاثية مساعدة النازحين الذين يعيشون أوضاعا بالغة الصعوبة، كما حذرت من موجة نزوح كبرى حال استمرار العمل العسكري نحو مركز محافظة إدلب.