الخميس 21 نوفمبر 2024 10:13 مـ 19 جمادى أول 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    أخبار فلسطين المحتلة

    فلسطين ... تأجيل فعاليات مسيرات العودة لـ ”قطع الطريق” أمام نتنياهو

    رابطة علماء أهل السنة

    لم تكن هذه المرة الأولى التي تقوم فيها الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار بإرجاء فعالياتها، إلا أنها "الأطول، نظرًا لأن هذا التأجيل استمر لمدة 3 أسابيع متواصلة".

    وقد أجلت الهيئة إحدى فعاليتها بسبب الأحوال الجوية، وكذلك قبل عام تقريبًا بعد عملية "حد السيف" والتصعيد الذي حصل، وهذه المرة بعد اغتيال القيادي في "سرايا القدس" بهاء أبو العطا قبل 3 أسابيع.

    ونفى عضو اللجنة الوطنية العليا لمسيرات العودة، طلال أبو ظريفة، أن تكون الهيئة قد قررت وقف المسيرات. مؤكدًا أن "الإجراء كان لأسباب أمنية بحتة".

    وشدد أو ظريفة في حديث لـ "قدس برس"، اليوم السبت، على أن هذا الإرجاء "لا يعني تراجع عن مسيرات العودة، إنما هو لقطع الطريق على نتنياهو لتصدير أزماته إلى غزة، وللحفاظ على أرواح أبناء الشعب الفلسطيني".

    تفويت الفرصة

    وقال أبو ظريفة: "في خضم التهديد الإسرائيلي الذي يسعى من خلاله نتنياهو تصدير أزمته الداخلية إلى قطاع غزة كي يوغل في دماء الأبرياء من المشاركين بمسيرات العودة، (..)، وحرصًا من الهيئة على تفويت هذه الفرصة عليه وعلى تحالف اليمين، فقد ارتأت الهيئة الوطنية إرجاء فعاليات مسيرات العودة".

    وأضاف: "لقد اتخذنا في الهيئة الوطنية العليا هذا القرار من منطلق مسؤولية عالية وشجاعة، مع التأكد أنه غير مرتبط بأية تفاهمات هنا أو هناك".

    وأردف: "بوصلتنا ومسؤوليتنا الوطنية ستظل شاخصة باتجاه التمسك بثوابت شعبنا وحقه في المقاومة، وفي الحفاظ على دماء أبناء شعبنا أيضاً من أي محاولات غدر إسرائيلية".

    وأكد أبو ظريفة أن "المسيرات مستمرة ومتواصلة بطابعها الشعبي السلمي".

    وأشار إلى أن كل القرارات المسؤولة التي تتخذها الهيئة في ظل هذا الوضع الخطير وارتباطاً بتربص العدوان بالشعب الفلسطيني، قرارات نابعة من أهمية إفشال أهداف ومحاولات الاحتلال الخبيثة للاستفراد به في سياق التوظيف السياسي.

    قناعة جماهيرية بالمسيرات

    وبيّن: "هناك قناعة جماهيرية راسخة بضرورة استمرار هذه المسيرات، وما حدث أمس الجمعة شرقي خانيونس بخروج أعداد كبيرة من المواطنين للتظاهر على السياج الأمني دون دعوة من الهيئة الوطنية لأكبر دليل على ذلك".

    وتابع: "الروح التي أبداها المتظاهرون شرقي خانيونس خلال تواجدهم تعبر عن روح كفاحية عالية واستعداد للمضي قدمًا بمسيرات العودة مهما كانت الظروف والتحديات".

    وطالب أبو ظريفة بمراجعة أدوات مسيرات العودة لتطويرها وعدم حرفها عن المسار الذي حددته لها الهيئة الوطنية العليا، والحفاظ على سلميتها وتفعيل اللجان المختصة فيها.

    وشدد على أهمية العمل على معادلة تصفير الخسائر في صفوف المتظاهرين. منوهًا إلى ضرورة العمل على الاستفادة من أن تخدم هذه المسيرات استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام وجلب قادة الاحتلال إلى محكمة الجنايات الدولية.

    أساليب المقاومة

    من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي، شرحبيل الغريب، أن مسيرات العودة وسيلة من وسائل النضال الشعبي الفلسطيني وأسلوب من أساليب المقاومة الشعبية إلى جانب المسلحة.

    وشدد الغريب في حديث لـ "قدس برس" على أن مسيرات العودة ماضية في طريقها حتى تحقيق أهدفها كاملة.

    واستدرك: "وإذا توقفت فهي لظروف ولمصلحة الشعب الفلسطيني ولعدم تقديم الدماء الفلسطينية على طبق من ذهب للاحتلال الذي يحاول أن يستغل الدم الفلسطيني لمصالحه الداخلية ولتصدير أزماته بين الحين والآخر".

    وصرّح المحلل السياسي، بأن "مسيرات العودة انطلقت منذ أكثر من عام ونصف وهي ستتواصل بهمة وبشكل أكبر من ذي قبل".

    وحول المطلوب لإعادة زخم هذه المسيرات، أوضح الغريب: "لا بد من إيجاد أشكال مختلفة والبحث عن أساليب جديدة من أجل أن تبقى هذه المسيرات مستمرة بأقل الخسائر البشرية خاصة في ظل إقامة منتزه للعودة شرقي غزة".

    وأضاف: "مطلوب التفكير بآليات واستراتيجيات ووسائل جديدة من أجل أن تبقى هذه المسيرات حاضرة وتؤدي رسالتها الوطنية، وأن تبقي ديمومة النضال الفلسطيني حاضرة في مواجهة الاحتلال".

    ودعا لضرورة أن "لا تُعطى للاحتلال أي نوع من أنواع الراحة أو الأمن والأمان وأن يبقى هذا الاحتلال في حالة طوارئ واستنزاف طويلة لمواصلة واستمرار تحقيق باقي الأهداف التي انطلقت (مسيرة العودة) من أجلها".

    وتابع: "إذا قيمنا مسيرات العودة منذ انطلاقتها فهي حققت هدف تكتيكي وليس استراتيجي لكسر الحصار".

    وشدد على ضرورة البحث عن وسائل وأساليب جديدة لإلزام الاحتلال كسر الحصار المفروض على قطاع غزة بشكل كامل ونهائي.

    المسيرات متواصلة

    بدوره، أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، خليل الحية، على استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار.

    وشدد على أن قرار الهيئة الوطنية العليا والفصائل وكل قوى الشعب الفلسطيني في غزة، أن تبقى المسيرات كحالة وطنية مقاومة كفاحية بصورتها الشعبية السلمية.

    وقال في تصريح له أمس: "إدارة المسيرات تخضع لتقديرات قيادتها بعد عملية اغتيال القيادي بهاء أبو العطا وما تبعه من تصعيد إسرائيلي".

    ونوه إلى أن "هناك حالة من التوجس والترقب داخل قيادة المسيرات، وجرى تأجيلها لكبح جماح الاحتلال خاصة في ظل فشله في إنجاز حكومة إسرائيلية".

    وأضاف: "لا نريد لشعبنا أن يبقى مصيدة أمام الرغبات الإسرائيلية؛ للخروج من أزماته".

    ويشارك الفلسطينيون منذ الـ 30 من آذار 2018، في مسيرات سلمية، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948 وكسر الحصار عن غزة.

    ويقمع جيش الاحتلال تلك المسيرات السلمية بعنف، حيث يطلق النار وقنابل الغاز السام والمُدمع على المتظاهرين بكثافة، ما أدى لاستشهاد 336 مواطنًا؛ بينهم 15 شهيدًا احتجز جثامينهم ولم يسجلوا في كشوفات وزارة الصحة الفلسطينية، في حين أصيب 31 ألفًا آخرين، بينهم 500 في حالة الخطر الشديد.

    فلسطين تأجيل فعاليات مسيرات العودة قطع الطريق نتنياهو

    أخبار