فلسطين ... ”إسرائيل” ترش الأراضي الزراعية الحدودية لغزة بمبيدات خطيرة
رابطة علماء أهل السنةأكد مركز حقوقي فلسطيني، الخميس، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل رش الأراضي الزراعية في المناطق الحدودية المحيطة بقطاع غزة، بالمبيدات الكيماوية، ما يتسبب بتدمير المزروعات، ويلحق الأذى بالبيئة والصحة العامة.
وقال مركز "الميزان" لحقوق الإنسان (غير حكومي)،، في تقرير نشره، الخميس، إن "إسرائيل شرعت برش الأراضي الزراعية على طول السياج الأمني الفاصل، بالمبيدات الكيماوية، خلال السنوات الخمس الأخيرة، نحو 30 مرة".
ورصد التقرير أن عمليات الرش تجري بشكل "فجائي ودون تحذير للمزارعين، وبمواد كيماوية مجهولة فترة الأمان"، وتتكرر خلال فترتين سنويا، لاستهداف المحاصيل الشتوية والصيفية.
وأشار التقرير إلى أن الطائرات الإسرائيلية تحلق على ارتفاعات منخفضة نحو 20 متر فوق سطح الأرض، ويصل رذاذ رش المبيدات إلى عمق يتراوح بين (700-1200) متر داخل أراضي قطاع غزة".
وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية المتضررة من رش المبيدات الكيماوية حوالي 7268 دونم، بحسب التقرير.
ووفق بحث أجراه المركز، فقد تبيّن إصابة النباتات المستهدفة بمادة "الأوكسيجال"، وهي من المواد السامة، والتي تتسبب بتداعيات خطيرة على صحة الإنسان والكائنات الحية، في حال تم تناولها عن طريق الفم.
وأضاف التقرير: " بينما تقدّر فترة مكوث هذه المادة بالتربة بحوالي 60-80 يوما، فيما يؤثر تعذّر تحللها على صحة وجودة التربة".
وقال التقرير إن وزارة الدفاع الإسرائيلية كانت قد كشفت عام 2016، أن المواد المستخدمة في الرش هي جليفوسات، وأوكسيجال، ويوربكس؛ مشيراً إلى أن وكالة أبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، صنّفت "جليفوسات"، من ضمن المركبات المحتمل أنها مسببة للسرطان.
كما تؤثر هذه المواد، وفق التقرير، على حياة ونسل الأغنام، وفي حالة واحدة ولدت أجنة مصابة بتشوهات خلقية، فيما نفق البعض الآخر.
من جانب آخر، بيّن التقرير أن عمليات الرش "تسببت بأضرار اقتصادية للمزارعين من أصحاب تلك الأراضي".
فيما تكبّد مربو المواشي، بحسب التقرير، خسائر كبيرة، بسبب اضطرارهم لشراء غذاء الماشية على نفقتهم، بديلا عن الأعشاب "المرشوشة" في تلك الأراضي، ما أدى إلى مضاعفة تكاليف تربيتها.
وكان تقارير صحفية عبرية، كشفت عن أن السلطات الإسرائيلية تستخدم مبيدات ذات تأثيرات خطيرة، في منطقة السياج المحيط بقطاع غزة، لمنع النباتات من النمو، وإبقاء المنطقة فارغة كي يتسنى لقوات الجيش مراقبتها بشكل جيد.
وتقول وزارة الزراعة في قطاع غزة، إن رش إسرائيل للمبيدات يتسبب في إلحاق الضرر بمساحات واسعة من الأراضي الزراعية الفلسطينية القريبة من السياج.
ويعاني سكان القطاع من أوضاع اقتصادية وإنسانية صعبة، منذ فرض الحصار الإسرائيلي عليه عام 2006، جراء إغلاق الاحتلال كافة المعابر والمنافذ الحدودية والتضييق على المرضى المحولين للعلاج بالخارج.