”الجزيرة” تناشد العالم حماية صحفييها من ”قتلة خاشقجي”
رابطة علماء أهل السنةدعت شبكة "الجزيرة" الإعلامية (قطرية) داعمي الصحافة الحرة في العالم إلى اتخاذ موقف حازم لحماية صحفييها، في ظل تهديدات تطلقها "القوى التي قتلت الصحفي السعودي، جمال خاشقجي".
جاء ذلك في إعلان نشرته "الجزيرة"، في صحيفة "الغارديان" البريطانية الأحد، وهو موقع باسم صحفيي الشبكة وأسرهم.
وقالت "الجزيرة" إن "صحفي سعودي رفيع المستوى، له صلات وثيقة مع كبار صانعي القرار في المملكة، استخدم حسابه على تويتر، الأسبوع الماضي، للدعوة إلى شن التحالف السعودي الإماراتي غارة جوية على مقر الجزيرة".
وكتب المدير السابق لقناة "العربية" (سعودية)، خالد المطرفي، عبر حسابه بـ"تويتر"، أن مقر "الجزيرة" في الدوحة كان "هدفا مشروعًا ومنطقيًا" للتحالف العربي.
والسعودية والإمارات هما أكبر دولتين في تحالف عسكري عربي ينفذ، منذ مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية في اليمن، دعمًا للقوات الحكومية، في مواجهة المسلحين الحوثيين، المدعومين من إيران.
وقبل عامين، حذر عبد الرحمن الراشد، مدير عام "العربية"، من أنه إذا لم "تلوح قطر بالعلم الأبيض" للحصار الذي تفرضه السعودية ضدها، فسيتعرض موظفو "الجزيرة" للذبح، مثل المحتجين الألف المصريين (من أنصار محمد مرسي)، الذين قتلوا بميدان رابعة العدوية في القاهرة، عام 2013.
وتفرض كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، منذ 2017، "إجراءات عقابية" على قطر؛ بزعم دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.
وكشفت وثيقة مسربة نشرها موقع "ويكيليكس"، في 2011، أن ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، حث الولايات المتحدة الأمريكية على قصف مقر "الجزيرة"، أثناء الغزو الأمريكي لأفغانستان، عام 2001، كما دعا واشنطن لاحقًا إلى "كبح جماح الجزيرة".
وقالت "الجزيرة": "لو كانت السلطات السعودية أعربت عبر تويتر عن نيتها قتل وتقطيع الصحفي السعودي المنشق، وكاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست، جمال خاشقجي، لكان هذا التهديد يبدو بلا جدوى، وقليلون قد يأخذونه على محمل الجد."
وقتل مسؤولون سعوديون خاشقجي، داخل قنصلية المملكة بمدينة إسطنبول التركية، في 2 أكتوبر/ تشرين أول 2018.
وتابعت: "نحن الآن على دراية بالمدى الذي يرغب فيه صناع القرار في السعودية في إسكات الصحافة المستقلة".
وانتقدت "فشل الحكومات في جميع أنحاء العالم في فرض أي تبعات على أولئك الذين أمروا بقتل السيد خاشقجي وتشويهه."
وقالت إن "الرجال والنساء يشكلون في الجزيرة واحدة من أكثر غرف الأخبار تنوعًا ومن جنسيات مختلفة (نحو 94 جنسية)، وينتجون محتوى عالي الجودة على أكثر من 20 منصة".
واستطردت: "ارتفع ثمن التزامنا تجاه الجزيرة وصحافتها بثبات على مر السنين.. رأينا زملاءنا في الميدان يسجنون ويُعذبون ويُقتلون على أيدي أنظمة وقوى معادية للتدقيق المستقل، الذي لا غنى عنه لأي مجتمع ديمقراطي."
وزادت بقولها: "رأينا غارات جوية تضرب مكاتبنا في كابل وبغداد وغزة. رأينا أنظمة الخوف من الحقيقة تغلق مكاتبنا في السعودية ومصر واليمن والسودان."
وقالت "الجزيرة": "إذا كان مقرنا الرئيسي يعد منذ فترة طويلة بمثابة ملجأ من مخاطر الصحافة في الخطوط الأمامية، فقد بدأ هذا يتغير منذ الحصار الذي فرضته الكتلة السعودية الإماراتية على قطر، على أمل إجبارها على الامتثال لسياساتها الخارجية وإغلاق الجزيرة."
وختمت الإعلان بقولها: "حتى الآن نحن نناشدكم، من مقر شبكة مستهدف للهجوم من جانب القوى نفسها التي قتلت السيد خاشقجي، أن تتخذوا موقفا وتطالبوا بوقف أعمال العنف ضد الصحفيين."