”حماس”: ورشة البحرين تشكل تراجعًا عربيًا خطيرًا عن الموقف العربي تجاه فلسطين
رابطة علماء أهل السنةاعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تجاهل الإجماع الفلسطيني برفض مؤتمر البحرين، والإصرار على عقد المؤتمر رغماً عن الإرادة الفلسطينية الجمعية، يشكل تراجعًا عربيًا خطيرًا عن الموقف الثابت برفض ما يرفضه الشعب الفلسطيني.
وقال مشير المصري النائب عن حركة "حماس" خلال مؤتمر صحفي عقدته الحركة مساء اليوم الاثنين بمدينة غزة: "إن قضية فلسطين لا ينوب عنها ولا يمثلها سوى شعبها الصامد، ولم تكن فلسطين يومًا قاصرًا حتى يقرر لها غيرها".
وأضاف "فالمجتمعون في المنامة لا يملكون أي حق أو أي تفويض للحديث بالنيابة عن فلسطين، وكل ما سيصدر عن المؤتمر من قرارات ومواقف لا يمثل شعبنا، وهي ليست سوى محاولات جديدة فاشلة كتلك التي تمت في محطات متعددة لم تعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني وبقيت حبرًا على ورق".
وتابع حديثه: "لقد كان شعبنا على قدر المسؤولية، وكان أهلًا للرهان أمام كل الاختبارات والتجارب والمحطات التي تعرّض فيها للتآمر، لم تزلزله المؤامرات، ولم تُزعزعه المؤتمرات المشبوهة هنا وهناك، ولا بديل عن حقوقه كاملة غير منقوصة".
وتابع: "ماضون في مقاومتنا، متمسكون بحقنا في فلسطين كل فلسطين، لا نعترف بالاحتلال، ولا نُقر له بشبر من أرض فلسطين، ولتسقط المؤامرات".
واعتبر المصري أن مؤتمر البحرين يمثل خطورة قصوى، ويعتبر خروجًا عن ثوابت الأمة وقراراتها، ويحاول أن يؤسس لواقع شديد الخطورة على القضية الفلسطينية وعموم المنطقة، "حيث يسعى إلى تحويل قضية شعبنا من قضية سياسية إلى قضية إنسانية، ويعمل على دمج الاحتلال في نسيج المنطقة، والتمهيد لمشاريع وتحالفات خطيرة ومشبوهة". حسب تعبيره.
وأعلن القيادي في "حماس" رفض حركته لصفقة القرن ولمؤتمر البحرين، متعهدا بالعمل على إسقاط هذه المؤامرة، مؤكدا على عروبة القدس وفلسطين، وحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم التي هُجروا منها.
وطالب المصري، القيادة في البحرين وكل الدول المشارِكة بالتراجع عن عقد مؤتمر المنامة أو المشاركة فيه، ودعاهم إلى الانحياز لموقف الإجماع الفلسطيني الرافض للمشاركة في المؤتمر الذي يشكل جزءًا من صفقة القرن وتصفية القضية.
ودعا فصائل العمل الوطني والإسلامي وقوى الشعب الفلسطيني كافة إلى رفع مستوى الاستعداد للمواجهة والتصدي للمؤامرة من خلال رص الصفوف وتوحيد المواقف.
كما دعا القيادي في "حماس"، جماهير الشعب الفلسطيني إلى الإضراب الشامل يوم غدا الثلاثاء بالتزامن مع مؤتمر البحرين، وإلى المشاركة في كل الفعاليات الشعبية الرافضة لصفقة العار ومؤتمر التفريط في المنامة.
وأكد المصري تمسك حركته بالمقاومة بكل الوسائل، وفي المقدمة منها الكفاح المسلح، إلى جانب كل الأدوات الأخرى التي تساهم في حماية القضية وتحرير الأرض الفلسطينية.
وحذر من أي خطوة لضم أجزاء من الضفة الغربية لدولة الاحتلال، بعد التفويض الممنوح للاحتلال من إدارة ترمب على لسان سفيرها لدى الاحتلال ديفيد فريدمان.
ومن المقرر أن تعقد ورشة عمل اقتصادية بالعاصمة البحرينية المنامة على مدار يومين، بدءا من غد الثلاثاء، تحت عنوان "ورشة الازدهار من أجل السلام"، وذلك في أول إجراء عملي لخطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط، المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن".
وتلاقي الورشة رفضا رسميا من القيادة الفلسطينية، والفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية، حيث يتردد أن الصفقة تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات كبرى للاحتلال الإسرائيلي.
و"صفقة القرن" هي خطة تعمل عليها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لمعالجة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات، بما فيها وضع مدينة القدس، تمهيدًا لقيام تحالف إقليمي تشارك فيه دول عربية و"إسرائيل"، لمواجهة الرافضين لسياسات واشنطن وتل أبيب.