ليبيا | حفتر يواصل الهجوم على طرابلس رغم الاستنكار الدولي
رابطة علماء أهل السنةارتفعت حصيلة قتلى المواجهات التي تشهدها العاصمة الليبية منذ الخميس الماضي إلى 46 شخصا، وأصيب العشرات، وذلك منذ بدء هجوم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر. ويأتي ذلك رغم مطالبة واشنطن وقوى دولية بوقف فوري للمعارك.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة الوفاق الوطني بطرابلس ارتفاع عدد ضحايا المواجهات الأخيرة إلى 32 قتيلا وإصابة خمسين آخرين، مشيرة إلى وجود مدنيين بين الضحايا.
من جهته، اعترف المتحدث باسم قوات حفتر مساء الأحد بخسارة 14 من مقاتليه.
ونقل مراسل الجزيرة بطرابلس عن مصادر عسكرية أن الاشتباكات تجددت في منطقة وادي الربيع جنوبي طرابلس بين قوات حفتر وأخرى تابعة لعملية "بركان الغضب" التي أطلقها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.
وأضاف أن مناطق غرب العاصمة شهدت اشتباكات في مناطق قصر بن غشير وسوق الأحد ومحيط مطار طرابلس.
نزوح
وفي ظل استمرار المواجهات لفتت الأمم المتحدة إلى نزوح 2200 شخص منذ الرابع من الشهر الجاري، مضيفة أن كثيرا من المدنيين محاصرون ولا يستطيعون الوصول إلى خدمات الطوارئ.
وحذرت في تقرير صدر اليوم الاثنين من أن النشر السريع المتزايد للقوات يمكن أن يؤدي إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان.
وأعلن أمازيغ ليبيا رفضهم أي محاولة انقلابية على الدولة وفرض واقع سياسي بقوة السلاح، وأبدوا استغرابهم من موقف البعثة الأممية حيث اتهموها بعدم الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف.مواقف داخلية
وإزاء ما يحدث، وصف المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا هجوم قوات حفتر بأنه حرب معلنة من طرف واحد تهدد سلامة المدنيين العزل وتقوض العملية السياسية والمسار السلمي وتهدد مدنية الدولة.
كما ندد حزب الجبهة الوطنية في ليبيا بما سماها المحاولة الانقلابية الثالثة للواء المتقاعد بمساندة قوى إقليمية ودولية، لإعادة الحكم الفردي والعسكري.
وفي بيان له دعا الحزب المجلسَ الرئاسي إلى عدم الالتزام بأية اتفاقات مسبقة مع حفتر، وتطبيق قانون الإجراءات العسكرية في حقه ومعاونيه باعتبارهم مجرمي حرب.
وأضاف الحزب أن عدم إصدار إدانة صريحة من قبل المبعوث الأممي غسان سلامة يعتبر مؤشرا خطيرا على عدم وجود ضمانات لأي حل سياسي ترعاه البعثة في المستقبل.
وقالت في بيان إن واشنطن تعارض الهجوم العسكري لقوات حفتر على طرابلس، ودعت لوقف العمليات العسكرية فورا وعودة جميع القوات إلى مواقعها السابقة.مواقف خارجية
في غضون ذلك، أعربت الخارجية الأميركية عن قلقها إزاء القتال الدائر بالقرب من طرابلس.
ووصف البيان الأميركي هجوم حفتر على طرابلس بأنه حملة عسكرية أحادية الجانب تعرض المدنيين للخطر، وتقوض آمال تحقيق مستقبل أفضل لجميع الليبيين.
وتواصلت واشنطن -وفق ما أوضح بيان الخارجية- مع شركائها الدوليين للضغط على القادة الليبيين للعودة للمفاوضات السياسية عبر الممثل الخاص للأمم المتحدة.
وأفاد مراسل الجزيرة في نيويورك أن روسيا عرقلت إصدار بيان جديد عن مجلس الأمن بشأن أوضاع ليبيا. حيث نقل عن مصدر دبلوماسي قوله إن موسكو اعترضت على ذكر قوات حفتر بالاسم في البيان وأصرت على إبقاء دعوات البيان موجهة لكل الأطراف.
وأوضح المصدر الدبلوماسي للمراسل أن الولايات المتحدة رفضت أي صيغة للبيان لا تتضمن تسمية قوات حفتر.
وكان مشروع البيان الذي أوقفته روسيا بمجلس الأمن -وفق ما أفاد المراسل- يدعو لمحاسبة من يقوضون أمن وسلام ليبيا، ويدعو قوات حفتر لوقف جميع أعمالها العسكرية إضافة إلى دعوة كل الأطراف للحد من أنشطتها العسكرية.
وقال مراسل الجزيرة إن مشروع البيان اعتبر أن النشاط العسكري بالقرب من طرابلس يهدد الاستقرار الليبي وآفاق الوساطة الأممية والحل السياسي الشامل.
من جهتها دعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني اليوم إلى هدنة إنسانية في ليبيا والعودة إلى المفاوضات.
المصدر : الجزيرة