فلسطين | هنية يدعو لتشكيل حكومة ”فصائلية” تُحضر لانتخابات رئاسية وتشريعية
رابطة علماء أهل السنة
دعا رئيس المكتب السياسي، لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الإثنين، إلى تشكيل حكومة "فصائلية" تعمل على التحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية، لإنهاء الانقسام الفلسطيني، ومواجهة الأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية.
وقال هنية في لقاء عقده مع صحفيين بمكتبه بمدينة غزة، إن "المطلوب اليوم تشكيل حكومة وحدة وطنية من الفصائل تكون قوية، ولها شبكة أمان داخلية، حكومة سياسية فيها الفصائل جميعاً لتقود المرحلة الخطيرة التي نعيشها".
وذكر هنية أنّ هذه الحكومة "تعمل على التحضير للانتخابات الشاملة، رئاسية وتشريعية، ومن ثم يجري التوافق على انتخابات المجلس الوطني، ويصاحب تشكيلها رفع كل العقوبات التي فرضت على قطاع غزة".
وأضاف هنية: " إجراء انتخابات تشريعية لوحدها مرفوض، وإجراء انتخابات في الضفة بلا غزة مرفوض، وإجراء انتخابات بلا القدس مرفوض".
وشدد على ضرورة عقد اجتماع للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، أو الأمناء العامين للفصائل، من أجل الاتفاق على برنامج سياسي توافقي في هذه المرحلة، موضحاً أن ذلك له أرضية سابقة من خلال اتفاقية الأسرى وغيرها.
وشدد على ضرورة إنهاء مشكلة حصار غزة، وأضاف: " هذا ما أكدنا عليه في مصر، هناك جهد مصري وقطري وأممي، ويجب أن ننهي هذا الأمر، واذا استمر هذا الوضع بالحركة البطيئة والتلكؤ الصهيوني أخشى أن نكون أمام حالة مختلفة".
وتابع: " نريد أن نحقق هدف إنهاء الحصار بأقل التكلفة، وتجنيب أهلنا الحرب، لكن إذا العدو يريدها، فشعبنا لا يمكن ان يتراجع للوراء ومقاومتنا قادرة على الابداع وعصية على الكسر".
وطالب هنية، بإغلاق "أبواب التطبيع مع إسرائيل، في المنطقة"، مضيفا: " يجب ألا العدو يتسلل خلف خطوطنا العربية والاسلامية ويجب أن نغلق أمامه الأبواب".
وتحدث هنية عن زيارته للقاهرة التي استمرت 24 يوماً، وقدم خلالها رؤية حركته لأزمة الانقسام والأخطار الاستراتيجية التي تواجهها القضية الفلسطينية.
وأكد هنية على أن الزيارة جاءت في إطار التواصل مع دول الجوار والأشقاء العرب وخصوصًا مصر، منوهًا إلى أن العلاقة مع الأخيرة إيجابية وعميقة التأثير في المشهد.
وأشار هنية إلى أن مدة الزيارة لمصر كانت طويلة، "وهذا وضع طبيعي لأننا نريد تثبيت أن زيارات الحركة لن تكون عابرة ومؤقتة لأي دولة خصوصًا مصر".
ونوه إلى أن العلاقة مع مصر دخلت في فضاء البحث في الاستراتيجيات وتجاوزت النقاش في التفاصيل واليوميات عبر توسيع واستحضار المساحات الواسعة والمشتركة.
وأكد هنية أنه أبلغ المسؤولين في مصر رؤية الحركة لتحقيق المصالحة، القائمة على تطبيق اتفاقات المصالحة الموقعة في 2005 و2011 و2017، مشدداً على "أننا لسنا بحاجة إلى اتفاقات جديدة".
وبشأن التفاهمات الأخيرة مع الاحتلال، أكد رئيس حماس أن مصر بصدد القيام بدفعة جديدة لإلزام الاحتلال بالتفاهمات "وما يجب أن نفعل على المدى البعيد".
وبين أن الاحتلال تنصل من التفاهمات عمليًا ولم يبدأ بالتحضير للمرحلة الثانية من التفاهمات؛ بل قام بعملية اختراق أمني في خانيونس وكادت أن تفجر الاوضاع تفجيرًا شاملًا.
وعن المختطفين الأربعة الذين أطلقت مصر سراحهم قبل أيام، قال هنية: "لم ندفع أثماناً سياسية لذلك"، مؤكداً أنّ إطلاق سراحهم جاء بعد مباحثات مطولة حول القضية مع الجهات المختصة في مصر، وبعد "جهود بذلها وزير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل".
وبشأن صفقة القرن، قال هنية: "أكدنا رفضها، وسنعمل على محاربتها بكل الوسائل، ولمحاربتها يلزم وحدة وطنية حقيقية قائمة على الثوابت الوطنية واستراتيجية موحدة"، مؤكداً أنّ القضية الفلسطينية اليوم "تمر بمنعطف استراتيجي خطير".
ونفى هنية وجود جديد في مفاوضات تبادل الأسرى مع إسرائيل، مؤكداً أنّ موقف حركته "ثابت وأكدته في البداية، أنه يجب أنّ يسبق أي حديث عن التبادل الإفراج عن كل أسرى الصفقة الأولى الذين أعاد الاحتلال الإسرائيلي اعتقالهم".