أقامت رابطة علماء أهل السنة بالمشاركة مع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وخمس عشرة مؤسسة، من دول شتّى، ندوة دولية حول مئوية الشيخ / محمد الغزالي، رحمه الله، في مدينة اسطنبول يومي الجمعة والسبت الموافقين 4 و 5 ربيع ثان عام 1439 هـ - 22 و 23 من ديسمبر 2017م.
وقد قدّم المشاركون أبحاثا عدة تناولت دراسات كاملة لفكر الشيخ وأثره في عدة أجيال بكتاباته المتفرّدة، في مجال الدعوة والفكر والمرأة والسياسة والعقيدة والحديث والسيرة النبوية، وغيرها من الجوانب، والتي أسهمت في تجلية الكثير من الحقائق حول الإسلام.
وقد استمرت الندوة يومين قام فيها المشاركون بعرض أبحاثهم، والتي تم طباعتها وتوزيعها على الحضور جميعا، وفي ختام الندوة تكفلت إحدى الجهات الداعمة في أسطنبول بترجمة كل مؤلفات الشيخ إلى اللغة التركية .
وقد أصدر المشاركون بالندوة عدة توصيات للاستفادة من كتابات الشيخ وتاريخه الطويل في خدمة الإسلام.
التوصيات : -
توصيات الندوة الدولية
حول مئوية الشيخ الإمام محمد الغزالي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد،،
إنه فى مدينة إسطنبول العامرة المباركة التى كانت ولا تزال عاصمة للفكر الإسلامى الرشيد والحضارة الإسلامية العريقة اجتمع ثلة من أهل العلم من محبى الشيخ الإمام محمد الغزالى وتلاميذه من مختلف أقطار الأمة بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لميلاده الكريم، وذلك يومى الجمعة والسبت 4 - 5 من شهر ربيع الثانى لعام 1439 للهجرة النبوية الموافق 22 – 23 ديسمبر لعام 2017 م.
وقد ناقش الحضور عددا من البحوث المتخصصة التى عالجت جوانب مختلفة من فكر الشيخ الإمام تنوعت بين العقيدة والأخلاق والفكر والفقه والأصول والسنن والتاريخ وعلوم القرآن والدعوة واللغة وآرائه فى الإصلاح والتجديد والبناء الحضارى وقضايا الأمة المعاصرة فى ضوء فكره الحى وعطائه الوفير وكتاباته الخالدة التى استمدت خلودها من خلود القرآن والسنة اللذين امتاح منهما وذاد عنهما وأخلص لهما أيما إخلاص.
وقد سادت الجلسات والمناقشة أجواء من الربانية والسكينة والسمو الروحى التى أفاضتها سيرة الشيخ ونفسه الصافية وقلبه االمفعم بحب الله ورسوله وكلماته الرائقة وعباراته الهادية، وقد شعر الجميع بذلك وعبروا عنه كل بطريقته.
وكان لكل مشاركة طابعها الخاص وقيمتها العلمية كما كان لكل جلسة موضوعها الجامع وشخصتها المتكاملة، وقد اتفق العلماء والباحثون المشاركون على حاجتنا الماسة لاستدعاء فكر الشيخ الغزالى فى هذه المرحلة الدقيقة من حياة الأمة بما فيها من واقع أليم وتحديات كبرى وآلام عظيمة وآمال عريضة.
واتفق الحضور من خلال البحوث والمناقشات على عدد من التوصيات أهمها ما يأتى :
أولا: تدريس كتب الشيخ الغزالى فى المدارس والجامعات خاصة تلك الكتب المؤسسة للفهم الصحيح الرشيد للإسلام.
ثانيا: ضرورة العمل على جمع إنتاج الشيخ خاصة تلك المادة الوفيرة التى ما زالت حبيسة المجلات والدوريات لم تظهر للنور بعد وكذلك مذكراته " قصة حياة" التى لم تطبع كاملة بعد.
ثالثا: جمع المنجز الفكرى للشيخ فى صورة موسوعة موضوعية تضم أعماله الكاملة موزعة على مختلف الفروع العلمية التى كتب فيها.
رابعا: توجيه طلاب الدراسات العليا إلى دراسة الموضوعات المهمة التى لم تدرس بعد فى تراث الشيخ الإمام.
خامسا: دعوة الجهات الرسمية والمؤسسات العلمية والشعبية إلى إطلاق جائزة سنوية بعنوان جائزة الشيخ الغزالى فى الفكر الإسلامى والدعوة بحيث يظل فكر الشيخ حاضرا وعطاؤه موصولا وفاعلا فى واقع الأمة.
سادسا: إقامة ندوات ومؤتمرات علمية حول فكر الشيخ فى الأقطار المختلفة تعريفا للأجيال بسيرته ومسيرته وعطائه الفكرى وجهاده الدعوى.
سابعا: عمل دليل للباحثين يشمل كل الموضوعات التى عالجتها كتب الشيخ ومؤلفاته وكذلك جميع الدراسات والبحوث والرسائل الجامعية المتعلقة بفكر الشيخ الإمام وجوانبه المتنوعة.
وفى ختام هذه الندوة المباركة لا يسعنا إلا أنت نتقدم بخالص الشكر والامتنان للجهات الراعية لهذه الندوة والتى بلغت تسع عشرة جهة ما بين جامعات ومراكز بحثية وروابط واتحادات علمائية.
ونخص بالشكر بلدية إسطنبول رئيسا وإدارة التى احتضنت هذه التظاهرة الفكرية وقدمت لها كل ما تستطيع من دعم كامل وضيافة كريمة فشكر الله لهم وجزاهم خيرا.
والشكر موصول للإخوة المشاركين الذين تكبدوا مشقة السفر وبذل ما استطاعوا من وقت وجهد ومال فجزاهم الله خير الجزاء عن دينهم وأمتهم وشيخهم الجليل.
ونسأل الله أن يرضى عن شيخنا الغزالى ويرفع درجته فى الصالحين لقاء ما قدم لدينه وأمته، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه والحمد لله رب العالمين.