بينما تدعم قطر تونس بمليارات الدولارات.. الإمارات لا تزال تراهن على تمويل الانقلابات
رابطة علماء أهل السنة
“كتب- شمس الدين النقاز”- على إثر وقوفها إلى جانب تونس ودعمها لـ”ثورة 14 يناير”، شهدت العلاقات القطرية التونسية تطورا ملحوظا على عدة مستويات، كان أبرزها السياسي والاقتصادي، حيث تصدّرت قائمة الدول العربية المستثمرة في تونس.
وبلغ حجم الاستثمارات القطرية داخل تونس حوالى 2.1 مليار دينار، ما يعادل مليار دولار في العام 2014، أي حوالى 13 في المائة من جملة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وفق ما أكد ذلك رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد.
وتشمل الاستثمارات القطرية في تونس، القطاعات السياحية والعقارات والاتصالات، ويجرى تنفيذ مشروع سياحي قطري في مدينة توزر، إضافة إلى مساهمة قطر في بناء 300 ألف مسكن موجّهة إلى المناطق الأكثر احتياجا، كما تعدّ شركة “الاتصالات القطرية “أوريدو” المشغل الأكبر للاتصالات في تونس.
السبسي يثني على دور قطر
وفي آخر زيارة له إلى قطر، أثنى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي على وقوف دولة قطر الدائم والمتجدد إلى جانب تونس متطلعا إلى المزيد من تدعيم التعاون الثنائي بين البلدين لما فيه خير الشعبين الشقيقين.
وأواخر نوفمبر الماضي، أعلن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في افتتاح مؤتمر تونس للاستثمار، أن قطر تقدم 1.25 مليار دولار “إسهاما منها في دعم اقتصاد تونس وتعزيز مسيرتها التنموية”.
وقال الشيخ تميم إن “أمامنا في تونس شعب قرر أن يبني بلده انطلاقا من التعددية وكرامة الإنسان وحريته، وعلى أساس القاسم المشترك الأعظم بين القوى السياسية، وهو مصلحة تونس، بعيدا عن الاستبداد”.
وتساءل “هل سوف نساعده لكي تنجح التجربة أم سنراقبه يواجه الصعوبات وحده لنبحث لاحقا عن أسباب اليأس والإحباط ونتائجهما المدمرة؟”.
سفير قطر يؤكد مواصلة دعم تونس
بدوره، أفاد سفير دولة قطر بتونس سعد بن ناصر الحميدي بأن الحكومة القطرية وافقت على تأجيل مدة سداد القرض الذي تبلغ قيمته 500 مليون دولار والوديعة البالغة 500 مليون دينار ملمحا إلى أن هناك أخبارا طيبة بخصوص هذه المبالغ.
وأوضح الحميدي، في حوار لمجلة “ليدرز العربية” نشر أواسط شهر مارس الماضي، أن قطر ملتزمة بمختلف الاتفاقيات الحاصلة منها منح تمويلات بقيمة مليار و250 مليون دولار والمشاريع الكبرى خاصة منتجع توزر للديار القطرية الذي سيكون جاهزا السنة المقبلة ومشروع المساكن الاجتماعية في السيجومي لإنجاز 810 شقة.
وسبق لقطر أن قدمت لتونس عام 2013 وديعة بقيمة 500 مليون دولار خصصت لدعم احتياطي البنك المركزي من العملة الأجنبية، كما أقرضتها في العام 2012 نفس المبلغ.
الإمارات والمراهنة على الانقلابات
وفي سياق متصل بالاستثمارات والقروض الخليجية لتونس، لم تمنح دولة الإمارات تونس، إلا هبة بلغت 200 مليون دولار لتغطية الاحتياجات الضرورية للمستشفيات التونسية عبر مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الانسانية فضلا عن توقيع مذكرة تفاهم مع صندوق أبو ظبي للتنمية لتمويل عدة مشاريع تنموية في عدد من المناطق الداخلية، وذلك في مارس 20122.
على صعيد آخر، دعمت الإمارات حزب نداء تونس ورئيسه السابق الباجي قائد السبسي، قبل الانتخابات التشريعية والرئاسية التي نظمتها تونس أواخر العام 2014، كما انتشرت وثائق تثبت إرسال الإمارات لسيارتين مصفحتين للسبسي.
وفي مايو 2015، كشف الإعلامي التونسي سفيان بن فرحات أنه في حوار مع الرئيس الباجي قائد السبسي أخبره بطريقة ضمنية بأن السلطة في الإمارات طلبت منه تكرار السيناريو المصري فكان رده بأن “الأمر أكبر منه ولا يستطيع تحقيقه”.
وتقول تقارير إعلامية ومصادر متطابقة إن الإمارات لا تزال تراهن على إفشال الانتقال الديمقراطي في تونس من خلال دعم وجوه سياسية بعينها.
يذكر أن 4 دول خليجية وهي، السعودية والإمارات، والبحرين، واليمن، كانت قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، بسبب مزاعم عن دعمها “جماعات إرهابية” وعلاقتها مع إيران.
وكان وزير الشؤون الخارجية التونسية خميس الجهيناوي، قد قال “لا نريد مزيد التفرقة ونتمنى تجاوز الخلافات في الخليج وايجاد حل يرضي جميع الأطراف للحفاظ على مناعة دول الخليج التي لها دور مهم على الساحة العربية ومناعة الدول العربية”.
وعبّر وزير الشؤون الخارجية عن آماله في تجاوز الأزمة مشيرا إلى أن تونس تتابع بكل انشغال الوضع في الخليج العربي والاجراءات التي اتخذت من طرف بعض الدول.