مدينة بريطانية سرية تحت الأرض بُنيت خوفاً من الهجمات النووية للاتحاد السوفيتي.. هذه سعتها
رابطة علماء أهل السنة
شيَّدت الحكومة البريطانية مجمعاً ضخماً يستوعب 4000 شخص، بمعزل تام عن العالم الخارجي لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر.
لا تزال المدينة السرية التي شُيدت خصيصاً لأعضاء الحكومة البريطانية كملاذ آمن في حالة اندلاع حرب نووية قابعةً في مكان عميق تحت أراضي الريف البريطاني، وتحتوي هذه المدينة على أكثر من 60 ميلاً من السراديب السرية، وبحيرة ومخبز، بحسب صحيفة The Sun البريطانية.
يستطيع هذا المجمع العملاق أن يستوعب 4000 شخص في عزلة تامة لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر في حالة وقوع انفجار نووي، ويحتوي هذا المجمع على عربات كهربائية للتنقل، ونظام هواتف خاص.
تحتوي المدينة على غرفة لوحة مفاتيح عملاقة، يُعتقد أنها الأكبر من نوعها، كما توجد بالمدينة شبكة طرقات تحتوي على علامات إرشادية، يقال إنها تمتد لأكثر من 60 ميلاً.
كما تحتوي هذه المدينة السرية غير المستخدمة على مهاجع تكفي 4000 شخص، مزودة بمياه جارية، وحمامات.
كان الاسم السري لهذا الموقع هو بيرلينجتون، والذي يقع على عمق 100 قدم تحت مدينة كورشام في مقاطعة ويلتشاير، وقد صمم ذلك الموقع ليكون مقراً للطوارئ للقيادة العامة لحكومة الحرب خلال فترة الحرب الباردة.
بُني ذلك الموقع في أواخر الخمسينات من القرن الماضي، ويتضمن مستشفيات وصالات تناول الطعام ومطابخ ومغاسل، فضلاً عن المكاتب والمهاجع.
أُنشئ المخبأ العملاق داخل محجر مهجور على مساحة 240 فداناً، وكان معداً لاستضافة هارولد ماكميلان، رئيس الوزراء البريطاني، وأعضاء الحكومة، بل وأفراد العائلة الملكية.
روعيت فيه أدق التفاصيل
فكَّر مصممو هذا المخبأ في أدق التفاصيل، إذا ما اضطر الناس إلى الهرب بعيداً في حالة نشوب نزاع كبير مع الاتحاد السوفيتي، بل يوجد هناك أيضاً استوديو بث إذاعي لشبكة BBC، من أجل التواصل مع الناجين.
قال المؤرخ نيك كاتفورد، إن أدوات المطبخ والمائدة كانت تضم 225 طاولة طعام، و2320 طبق طعام، و2320 كوب شاي، و1152 كوب ماء، و11 عربة شاي.
جُهزت بحيرة تحت الأرض للتزود بالماء، كما احتوى المخبأ على 12 صهريجاً للوقود، من شأنها تشغيل أربعة مولدات للكهرباء لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر.
للحفاظ على راحة المقيمين بالمخبأ في حالة الطوارئ، كان من الممكن رفع درجة حرارة الهواء داخل المجمع 20 درجة تقريباً.
في ظل تنامي التوترات بين الغرب والاتحاد السوفيتي، كان شبح الحرب النووية يلوح في الأفق، بينما وُضعت خطة للطوارئ في ويلتشاير بناءً على ذلك.
كانت الاحتمالات المفترضة منذ عام 1955، تشير إلى أن المملكة المتحدة ستُضرب بـ132 قنبلة ذرية خلال أحداث الحرب، من بينها 35 قنبلة تصيب لندن وحدها.
كان من المتوقع أن تتسبب هذه القنابل في مصرع قرابة 1.7 مليون نسمة، وإصابة مليون آخرين، بالإضافة إلى الضرر الشديد الذي كان سيصيب المنازل والمصانع.
جاء في بيان نُشر على الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع عام 2004، اعتراف رسمي بوجود ذلك الموقع، وأشار البيان إلى رفع السرية عن هذا المخبأ.
جاء في البيان "رُفعت السرية في نهاية عام 2004 عن موقع سري سابق تابع للحكومة، يقع تحت الأرض بالقرب من مدينة كورشام، في مقاطعة ويلتشاير، الذي كان يُعد مقراً بديلاً محتملاً للحكومة في حالة اندلاع حرب نووية".
وأضاف موقع وزارة الدفاع أنه تم الاحتفاظ بهذا المخبأ حتى عام 1991، إلا أن تكلفة الاحتفاظ به أصبحت مرتفعة جداً منذ ذلك الحين.