الإثنين 23 ديسمبر 2024 10:07 صـ 21 جمادى آخر 1446هـ
رابطة علماء أهل السنة

    مقالات

    فطرة الله

    رابطة علماء أهل السنة

    كل صنعة تكتسب أصالتها وجودتها من نسبتها إلى صانع يتميز بخصائص ومميزات تشهد لها بالإتقان والجودة، وبالتميز والتفوق على غيرها، ومن هذا المنطلق ندرك السر في أهمية براعة الاختراع وملكية الامتياز في الصناعات المادية، وإن كانت لا تعني بالضرورة الأفضلية المطلقة من كل المنتجات اللاحقة. 
    ولله المثل الأعلى، فإن خلق الله تعالى آيات دالة على وحدانيته، وعلى صفاته العليا مثل القدرة والعلم والحكمة التي اتصف بها الباري عز وجل، قال تعالى {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [1]. 
    فجميع المخلوقات في عالم الغيب أو عالم الشهادة هي من إبداع رب السموات والأرض، فليس لها مثال سابق نسخ منها أو ضوهي فيها تلك المخلوقات، ومن أعظم تلك المخلوقات الإنسان، ذلك المجهول إلا من الله تعالى، فقد خلقه الله تعالى على صورته، وأسجد له ملائكته، واستخلفه على الأرض، وهداه إلى ملة التوحيد، وفطرها على فطرة ثابتة لا تتبدل ولا تتغير. 
    ما هي الفطرة؟
    لكي نتعرف على حقيقة الفطرة وماهيتها لابد من بحث في المعنى اللغوي ثم نظر في النصوص الشرعية يوصلنا إلى المعنى الاصطلاحي، وإن كان المعنيان متقاربان في الدلالة.
    أولا: معنى الفطرة في اللغة العربية:
     الفطرة: من فطر يفطر فطرا وفطرة وفطورا، بمعنى: 
    1- البداية والاختراع: 
    في مختار الصحاح للرازي الفطرة هي: (الابتداء والاختراع) [2]، و(عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ لَا أَدْرِي {مَا فَاطِرُ السَّمَوَاتِ...} حَتَّى أتَانِي أَعْرَابِيَّانِ يَخْتَصِمَانِ فِي بِئْرٍ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَنَا فَطَرْتُهَا، أي ابْتَدَأْتُهَا) [3]. 
    2- الخروج والظهور شيئا فشيئا:
     وفي تهذيب اللغة ((قال أبو عبيد: إنما سمي فَطْراً لأنه شُبّه بالفَطْر في الحلب، يقال: فَطَرْتُ النّاقةَ أفطرها فَطْراً: وهو الحَلْب بأطراف الأصابع، فلا يخرج اللبن إلا قليلاً، وكذلك المَذْي يخرج قليلاً قليلاً)) [4]. 
    3- الشق والفتح:
     ((ومنه قول الله جلّ وعزّ: {إذا السماء انفطرت}، أي: انشقت، وتفطّرت قدماه، أي: انشقتَا، ومنه أُخِذ فِطْرُ الصائم لأنه يفتح فاه...)) [5].
    ثانيا: معنى الفطرة في الشرع: 
    ورد لفظ الفطرة في القرآن والسنة، واستعملها علماء كل فن ومذهب، وتداولها المسلمون في كلامهم عن الملة والدين، ومن ذلك: 
    - قوله تعالى {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [6]. 
    - حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء، ثم يقول أبو هريرة، رضي الله عنه {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم}))[7].
    - حديث أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الفطرة خمس، أو خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وقص الشارب)) [8]. 
    - قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء والمعراج ((وأتيت بإناءين أحدهما لبن والآخر فيه خمر، فقيل لي خذ أيهما شئت فأخذت اللبن فشربته، فقيل لي هديت الفطرة، أو أصبت الفطرة أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك...)) [9]. 
    - حديث عائشة رضي الله عنها: قالت: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسِّواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البَرَاجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء يعني الاستنجاء، قال الراوي مصعب بن شيبة: ونسيت العاشرة، إلا أن تكون المضمضة)) 
    - حديث البراء بن عازب رضي الله عنه: ((قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهن آخر ما تتكلم به، قال فرددتها على النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، قلت ورسولك قال: لا، ونبيك الذي أرسلت)) [10]. 
    - حديث العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((عن العباس بن عبد المطلب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال أمتي على الفطرة، ما لم يؤخروا المغرب , حتى تشتبك النجوم)) [11]
    - حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ((عن زيد بن وهب قال: دخل حذيفة المسجد فإذا رجل يصلي مما يلي أبواب كندة فجعل لا يتم الركوع ولا السجود فلما انصرف قال له حذيفة منذ كم هذه صلاتك قال منذ أربعين سنة قال فقال له حذيفة ما صليت منذ أربعين سنة ولو مت وهذه صلاتك لمت على غير الفطرة التي فطر عليها محمد صلى الله عليه وسلم قال ثم أقبل عليه يعلمه فقال إن الرجل ليخفف في صلاته وإنه ليتم الركوع والسجود)) [12]. 
    وغيرها من الأحاديث والآثار كثير. 
    وهناك تعريفات كثيرة ومتنوعة للفطرة عن السلف االصالح ومن علماء التفسير وشراح الحديث النبوي، ومن تلك التعريفات ما يلي:
    1- ((الإسلام والدين الحق)) [13]: 
    ((وهو قول أبي هريرة، وابن شهاب وغيرهما، قال القرطبي ((قالوا: وهو المعروف عند عامة السلف من أهل التأويل)) [14]، واستدل أصحاب هذا القول بقوله تعالى {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.
    وبحديث ((كل مولود يولد على الفطرة)).
    2- ((معرفة الله)): 
    وهو قول مكحول رحمه الله[15]، قال القرطبي رحمه الله: ((وقالت طائفة من أهل الفقه والنظر: الفطرة هي الخلقة التي خلق عليها المولود في المعرفة بربه ؛ فكأنه قال: كل مولود يولد على خلقة يعرف بها ربه إذا بلغ مبلغ المعرفة ؛ يريد خلقة مخالفة لخلقة البهائم التي لا تصل بخلقتها إلى معرفته)) [16]. 
    3- ((مطلق البداءة التي ابتدأهم الله عليها)):
     أي على ما فطر الله عليه خلقه من أنه ابتدأهم للحياة والموت والسعادة والشقاء وإلى ما يصيرون إليه عند البلوغ))، قيل كان هذا مذهب أحمد ثم تركه، وكذاك نسب هذا القول إلى مالك [17]، ((ومما احتجوا به ما روي عن كعب القرظي في قول الله تعالى {فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ} [18]، قال: من ابتدأ الله خلقه للضلالة صيره إلى الضلالة، وإن عمل بأعمال الهدى، ومن ابتدأ الله خلقه على الهدى صيره إلى الهدى، وإن عمل بأعمال الضلالة، ابتدأ الله خلق إبليس على الضلالة وعمل بأعمال السعادة مع الملائكة، ثم رده الله إلى ما ابتدأ عليه خلقه، قال: {وكان من الكافرين} [19])) [20]. 
    والراجح والله تعالى أعلم: 
    إن الذي ترجح لدي بعض استعراض هذه الأقوال في بيان معنى الفطرة هو القول الأول، وهو تفسير الفطرة بالإسلام، وهو الانقياد لله تعالى بالعبودية وأول مقاماتها التوحيد، وهو الدين عند الله فلا يقبل غيرها من الأديان، وهو دعوة جميع الأنبياء والمرسلين، فتفسير قوله تعالى {فأقم وجهك للدين حنيفا}، هو ما بعده من قوله تعالى{فطرت الله...}، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم ((فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه...)) دليل على أن الأصل في البشرية هو الإسلام والتوحيد. 
    مظاهر الفطرة وتجلياتها في العقيدة والسلوك:
    1- التوحيد. 
    إن أعظم مظاهر الفطرة وتجلياته هو التوحيد، وهو اعتقاد وحدانية الله تعالى في ربوبيته وألوهيته وفي أسمائه الحسنى وصفاته العلى وجميع حقوقه وخصائصه سبحانه وتعالى، فكل ذرة في الوجود دليل ناطق على هذه الحقيقة الأزلية، وكل الخلائق مهتدية إليها بهداية الله لها ولظهور تلك الأدلة والبراهين في الأنفس والآفاق وفي الحياة والأحياء، قال تعالى{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [21]، وقال سبحانه {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [22]، ولم يتخلف عن ركب التوحيد والتسبيح إلا من تدنست فطرته من الثقلين الإنس والجن، من المكذبين بآلاء الله العظيمة وآياته الباهرة. 
    والدليل على فطرية التوحيد قوله تعالى {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. 
    وفي الآية أمر بإقامة الوجه لدين الله تعالى الذي هو التوحيد، والإنابة إليه وترك ما سواه من الآلهة الباطلة والأرباب الزائفة.
     وقال القرطبي رحمه الله تعالى ((فيه ثلاث مسائل: الأولى: قال الزجاج: {فِطْرَتَ}: منصوب بمعنى اتبع فطرة الله، قال: لان معنى{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ}: اتبع الدين الحنيف واتبع فطرة الله، وقال الطبري: {فِطْرَتَ اللَّهِ}: مصدر من معنى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ}، لأن معنى ذلك: فطر الله الناس على ذلك فطرة، وقيل: معنى ذلك اتبعوا دين الله الذي خلق الناس له، وعلى هذا القول يكون الوقف على {حَنِيفاً} تاما، وعلى القولين الأولين يكون متصلا، فلا يوقف على {حَنِيفاً}، وسميت الفطرة دينا لان الناس يخلقون له، قال عز وجل: {وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [23])) [24]. 
    ومن الأدلة أيضا على أصالة التوحيد في الإنسان قوله صلى الله عليه وسلم ((ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء)).
    قال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله ((وهذا الذي أخبر به - صلى الله عليه وسلم - هو الذي تشهد الأدلة العقلية بصدقه منها أن يقال: لا ريب أن الإنسان قد يحصل له من الاعتقادات والإرادات ما يكون حقا، وتارة ما يكون باطلا، وهو حساس متحرك بالإرادات، ولا بد له من أحدهما، ولا بد له من مرجح لأحدهما، ونعلم أنه إذا عرض على كل أحد أن يصدق وينتفع وأن يكذب ويتضرر، مال بفطرته إلى أن يصدق وينتفع، وحينئذ فالاعتراف بوجود الصانع الإيمان به هو الحق أو نقيضه، والثاني فاسد قطعا، فتعين الأول، فوجب أن يكون في الفطرة ما يقتضي معرفة الصانع والإيمان به...)) [25].
    وقال الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله ((فالإنسان بفطرته لا يقنعه علم ولا ثقافة، ولا يشبع نهمته فن ولا أدب، ولا يملأ فراغ نفسه زينة أو متعة، ويظل قلق النفس، جوعان الروح، ظمآن الفطرة، وشاعرا بالفراغ والنقص، حتى يجد العقيدة في الله، فيطمئن بعد قلق، ويسكن بعد اضطراب، ويأمن بعد خوف، ويحس بأنه وجد نفسه)) [26].
    2- إتباع الشريعة. 
    من مظاهر الفطرة وانعكاساتها في السلوك الإنساني اتباع شرع الله تعالى والتقيد بالمنهاج الرباني، وترك ما سواه من الطرق والمناهج الجاهلية والمحدثة، فقد شرع للناس أفضل الشرائع، وهداهم لأقوم السبل، قال تعالى {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [27] وقال سبحانه {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [28]. 
    ولا شك أن الشريعة الإسلامية هي وحدها الكفيل بإصلاح الدين والدنيا، وإسعاد الإنسان في الآخرة والأولى، وذلك لما تنفرد بها من العقيدة الصحيحة والشعائر الجليلة والشرائع العادلة. قال تعالى {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [29]. 
    ومن فطرة الإنسان أن يتبع ما يهديه للحق، ويجلب له المصلحة، فمتى أبصر طريقا أيقن أو ظن بأنها موصله إلى مقصوده لم يتركها إلى غيره، وكلما عرف سببا إلى مصلحته اتبعه، والعكس صحيح.
    ولقد أدرك السلف الصالح أن من الفطرة أن يلزم المسلم شرع الله تعالى ولا ينحرف عنه قيد أنملة، سواء كان ذلك الانحراف بسبب من الجهل أو بداع التقصير 
     فـ((عن مرثد بن عبد الله قال: قدم علينا أبو أيوب وعقبة بن عامر يومئذ على مصر فأخر المغرب، فقام إليه أبو أيوب، فقال: ما هذه الصلاة يا عقبة؟ قال شغلنا، قال: أما والله ما بي إلا أن يظن الناس أنك رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع هذا؟ أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (لا تزال أمتي بخير، أو على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب إلى أن تشتبك النجوم)) [30]، نعم فالصلاة في وقتها من الفطرة لأنها تقيد بما شرعه الله وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعقيدة الإسلامية تقضي بأن هذا التوقيت للعبادات من حقوق الله تعالى، وليس لأحد أن يغيره بتقديم أو تأخير، وكذلك مواقيت جميع العبادات الزمانية والمكانية والعددية كلها إلى الله تعالى، والتقيد بها مظهر من مظاهر الفطرة. 
    ولك أن تقيس على الشعائر أخواتها من الشرائع التي جاء بها الإسلام من أحكام المعاملات والمرافعات والحدود وغيرها، فكلها داخل في ما اختص بتشريعه الله تعالى، كيف لا، وهو سبحانه الذي خلق الخلق جميعا، وهو الأعلم بما ينفعهم في الدين والدنيا، قال تعالى {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [31] قال السعدي رحمه الله (لأن خلقه للمخلوقات، أدل دليل على علمه، وحكمته، وقدرته.) [32].
     فمن الفطرة إذن أن يقيد الناس في حكمهم في الدين أو الدنيا وفي الصغير والكبير بشرع الله تعالى، وكل حكم آخر مخالف لشرع الله فهو كفر أو ظلم أو فسق، وذلك لمخالفته حتما لمقتضى الإيمان والعدل والطاعة. 
    3- طهارة الظاهر والباطن. 
    إن مما فطر عليه الإنسان وجلب عليه الطهارة من النجاسات والنظافة من الأوساخ، وذلك في ظاهره وباطنه على السواء، حتى يبقى على أصل النقاوة والطيب الذي يتميز به عن سائر الحيوانات الأليفة والمتوحشة، فلا يوجد من الأحياء من يعتني بمظهره ومخبره مثل الإنسان، وهذا من الفطرة التي فطره الله عليها، ((عن أبي هريرة، رضي الله عنه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الفطرة خمس الختان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الآباط))، و((عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسِّواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البَرَاجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء يعني الاستنجاء، قال الراوي مصعب بن شيبة: ونسيت العاشرة، إلا أن تكون المضمضة)). 
    فهذه أمور عدها الرسول صلى الله عليه وسلم من الفطرة التي فطر الله الناس عليها، حيث تكون خصالا مجبولة عليها لا تشق على الإنسان ولا تكدر من حياته شيئا، بل تضفي إليه بهاء وجمالا ونظافة ونقاوة، قال ابن حجر رحمه الله تعالى (ويتعلق بهذه الخصال مصالح دينية ودنيوية تدرك بالتتبع منها: تحسين الهيئة، وتنظيف البدن جملة وتفصيلا، والاحتياط للطهارتين والإحسان إلى المخالط والمقارن بكف ما يتأذى به من رائحة كريهة، ومخالفة شعار الكفار من المجوس واليهود والنصارى وعباد الأوثان، وامتثال أمر الشارع والمحافظة على ما أشار إليه قوله تعالى {وصوركم فأحسن صوركم} [33] لما في المحافظة على هذه الخصال من مناسبة ذلك وكأنه قيل قد حسنت صوركم فلا تشوهوها بما يقبحها، أو حافظوا على ما يستمر به حسنها، وفي المحافظة عليها محافظة على المروءة، وعلى التآلف المطلوب، لأن الإنسان إذا بدا في الهيئة الجميلة كان أدعى لانبساط النفس إليه، فيقبل قوله ويحمد رأيه والعكس بالعكس) [34]. 
    وليس من الفطرة ما تأمر به الشيطان من تغيير خلق الله تعالى، سواء كان بقصد التجمل أو التشويه أو التعريف، قال تعالى حكاية عن الشيطن {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا} [35].
     ومن تغيير خلق الله تعالى الوشم والنمص، ووصل الشعر والقصع وغيرها مما دخل الآن في مجال التجميل والتزيين، و(عن مسروق: أن امرأة جاءت إلى بن مسعود رضي الله عنه فقالت أنبئت أنك تنهى عن الواصلة؟ قال: نعم فقالت: أشيء تجده في كتاب الله أم سمعته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال أجده في كتاب الله وعن رسول الله، فقالت: والله لقد تصفحت ما بين دفتي المصحف فما وجدت فيه الذي تقول، قال فهل وجدت فيه {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [36]، قالت: نعم، قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النامصة والواشرة والواصلة والواشمة إلا من داء، قالت المرأة: فلعله في بعض نسائك؟ قال لها: ادخلي، فدخلت ثم خرجت، فقالت: ما رأيت بأسا، قال: ما حفظت إذا وصية العبد الصالح {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه} [37]) [38].
    مغيرات الفطرة
    هناك عوامل كثيرة وأسباب متنوعة لتغيير الفطرة عن أصالتها وتبديلها عن نصاعتها، حتى تصبح منطمسة لا نور فيها لإبصار الحق وإتباعها، أو لتمييز الباطل واجتنابها ومن تلك المغيرات للفطرة ما يلي: 
    1- تقليد الآباء وإتباعهم في اتباع الباطل. 
    وهذا العامل يعد من العوامل القديمة والحديثة، فهو حجة كثير مما كذب الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، وهي من أضعف حججهم وأتفهها. 
    فقد كان تقليد الآباء سبب إعراضهم عما جاء به الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام من البينات والهدى، قال تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [39].
    وكان اتباع الآباء وتقليدهم سبب تماديهم في الغي وإتيانهم الفواحش والمنكرات، قال تعالى {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [40].
    بل كان اتباع الآباء وتقليدهم هو الصاد الأكبر والحائل الأعظم بينهم وبين الإيمان التوحيد، قال تعالى {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [41].
    2- تزيين الشياطين واجتيالهم.
    لاشك أن الشيطان الرجيم بما يزينه للناس من الشرك بالله تعالى، وبما يدعو إليه من معصية الله تعالى يجتال الناس ويطمس ويغير من فطرهم ويصرفهم عن الحنفية السمحة، قال تعالى {لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا} [42]، وفي الحديث القدسي (وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا) [43].
    وللشيطان لعنه الله في إغواء البشر وصرفهم عن الحق وسائل متنوعة وأساليب مختلفة يستعملها للوصول إلى مقصوده وهدفه بكل حنكة وخبث {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} [44]. 
    ولكن يجب أن ندرك تماما أن الشيطن مهما أوتي من قوة وحيلة في التضليل والإغواء فليس مسلطا على الخلق بحيث يغوي ويضل من شاء إغوائه وإضلاله، فإنما تأثيره البالغ إنما يكون فيمن ليس له من التوحيد والطاعة، من أهل الشرك والغي، أما أهل اللإيمان الحق والطاعة الحقيقية لله تعالى فإن الله يعصمهم بعصمته وينجيهم بفضله سبحانه وتعالى {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا} [45]
    3- اتباع الهوى. 
    ليست أسباب الغواية والضلالة منحصرة في تقليد واتباع الآباء أو غيرهم، أو في إغواء الشياطين وإضلالهم ونحو ذلك من الأسباب الخارجية، بل هناك أسباب أخرى ترجع الإنسان واختياره المحض للفجور أو الكفر في مقابل الطاعة أو الإيمان، كما قال تعالى {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [46]، وقال سبحانه {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [47]. 
    لذلك فالإنسان ينتكس إلى الهاوية بعد وضوح الحق جليا بسبب هوى في نفسه وليس لشيء آخر، قال تعالى {فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى} [48] وقال سبحانه {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [49]وقال عز وجل {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [50]. 
    طرق المحافظة على الفطرة.
    1- التمسك بالوحي. 
    التمسك بالوحي هو أول أسباب المحافظة على الفطرة، قال تعالى {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [51]، عن ابن عباس قال (أجار الله تابع القرآن من أن يضل في الدنيا أو يشقى في الآخرة، ثم قرأ: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى} قال: لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة) [52]. 
    2- لزوم الشريعة. 
    من عواصم الفطرة من التغير والانتكاسة لزوم شرع وعدم الحيدة عنها قليلا أو كثيرا، فإن النجاة في لزومها، علما وعملا ونظرية وتطبيقا في الأمن والخوف، والسلم والحرب، فالشريعة موضوعة لسير الناس عليها في كل الأحوال فهي مستقيمة لا تنحرف وواسعة لا تضيق، قال تعالى {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} [53]. 
    3- جهاد الشيطان. 
    الشيطان يلقي في القلوب من الوساوس والخواطر الفاسدة مالا يعلم خطورتها إلا الله تعالى، وأي قلب أشربها طمس من نور يقينه وأطفأ من سراج إيمانه، والمؤمن الموقن هو من يدفع تلك الوسائل ويصون قلبه أن يدخله شيء من تلك الوساوس والخواطر. قال ابن القيم رحمه الله (وأما جهادُ الشيطان، فمرتبتان، إحداهما: جهادُه على دفع ما يُلقى إلى العبد مِن الشبهات والشُّكوكِ القادحة فى الإيمان، الثانية: جهادهُ على دفع ما يُلقى إليه من الإرادات الفاسدة والشهواتِ، فالجهادُ الأول يكون بعده اليقين، والثاني يكون بعدَه الصبر. قال تعالى: {وجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ، وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [54]، فأخبر أن إمامة الدين، إنما تُنال بالصبر واليقين، فالصبر يدفع الشهواتِ والإرادات الفاسدة، واليقينُ يدفع الشكوك والشبهات) [55].
    _______________________
    [1] سورة لقمان الآيتان: 10، 11 
    [2] مختار الصحاح للرازي ص 517 ط مكتبة لبنان – بيروت 1415 هـ 
    [3] شعب الإيمان للبيهقي (3 / 212) الناشر مكتبة الرشد – الرياض 1423 هـ 
    [4] تهذيب اللغة لأبي منصور أحمد بن محمد الأزهري (13 / 222) ط دار إحياء التراث العربي – 2001 م 
    [5] تهذيب اللغة (13 / 222)
    [6] سورة الروم الآية 30

    [7] صحيح البخاري (2 / 119) ط دار الشعب – القاهرة 1407 هـ، صحيح مسلم (8 / 52) ط دار الجيل – بيروت 
    [8] صحيح مسلم (1 / 152) 
    [9] صحيح البخاري (4 / 202) وصحيح مسلم (1 / 106)
    [10] صحيح البخاري (1 / 71) 
    [11] سنن ابن ماجة (1 / 438)
    [12] مسند أحمد (5 / 384)
    [13] الدر المنثور في التفسير بالمأثور (11 / 598)
    [14] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (14 / 25) الناشر دار عالم الكتب – الرياض 1423 هـ 
    [15] الدر المنثور (11 / 598). 
    [16] الجامع لأحكام القرآن (14 / 27)
    [17] الجامع لأحكام القرآن (14 / 25)0
    [18] سورة الأعراف الآية (30)
    [19] سورة البقرة الآية (34)
    [20] الجامع لأحكام القرآن (14 / 25)
    [21] سورة الحديد الآيات (1، 2، 3)
    [22] سورة الإسراء الآية (44)
    [23] سورة الذاريات الآية (56)
    [24] الجامع لأحكام القرآن (14 / 24)
    [25] شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي ص 34 ط وزارة الشؤون الإسلامية – الرياض 1418 هـ 
    [26] الدين في عصر العلم للشيخ يوسف القرضاوي ص 72 ط دار الفرقان للنشر والتوزيع – عمان – الأردن 1417 هـ 
    [27] سورة الأنعام الآية (153) 
    [28] سورة الجاثية ألاية (18)
    [29] سورة طه الآيتان (123، 124)
    [30] مسند الإمام أحمد (5 / 421)
    [31] سورة الملك الآية (14)
    [32] تيسير الكريم الرحمن للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، ص 47 
    [33] سورة غافر الآية (64)
    [34] فتح الباري لابن حجر العسقلاني (10 / 336)
    [35] سورة النساء الآية (119)
    [36] سورة الحشر الآية (7)
    [37] سورة هود الآية (88)
    [38] مسند الإمام أحمد (1 / 415)
    [39] سورة البقرة الآية (170)
    [40] سورة الأعراف الآية (28)
    [41] سورة الأنبياء الآيتان (52، 53)
    [42]سورة النساء الآيات (118 إلى 121) 
    [43] صحيح مسلم (8 / 158)
    [44] سورة الإسراء الآية (64)
    [45] سورة الإسراء الآية (65)
    [46] سورة البلد الآية (10)
    [47] سورة الإنسان الآية (3)
    [48] سورة طه الآية (16)
    [49] سورة القصص الآية (50)
    [50] سورة الجاثية الآية (23)
    [51] سورة طه الآية (123- 124)
    [52] الدر المنثور (10 / 239)
    [53] سورة الجاثية الآيتان (18، 19)
    [54] سورة السجدة الآية (24)
    [55] زاد المعاد في هدي خير العباد (3 / 10)

    فطرة الله الخلق الصانع العقيدة

    مقالات