الموظف الفضائي
الدكتور سعد الكبيسي - عضو رابطة علماء أهل السنّة رابطة علماء أهل السنةفي العراق ظهر مصطلح "الموظف الفضائي" وهو الموظف الحكومي الذي يستلم راتبا دون ان يذهب للعمل فيكون إما جالسا في بيته أو منشغلا بعمله الخاص.
وهذه الحالة موجودة في كثير من البلدان وليس العراق فحسب.
المال الذي ياخذه هذا الموظف حرام حرام حرام ولا يتردد اي عارف بمبادئ الشريعة ان الله قد مثل هذا فهو من أكل اموال الناس بالباطل كما قال سبحانه : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ"
ومن خيانة الأمانة الموكولة إليه في عقد التوظيف والنظام الوظيفي كما قال سبحانه:"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُم أن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا".
وقد يحسن التوضيح للحالة وفق الآتي:
١_ إن علم المدير والمسؤول التابع إليه هذا الموظف وغض النظر عنه لا يجعل الأمر حلالا أبدا.
٢_ إذا لم يكن المدير المسؤول يتقاضى رشوة من مثل أخذه لجزء من الراتب فهي حرام قطعا وإذا كانا يأخذان فالحرام في هذه الحالة أكبر.
٣_ من صور الحرام المتعلقة في هذا الباب أخذ راتبين من دولة لا يبيح قانونها التوظيف في وظيفتين وراتبين.
٤_ كل من يساعد.هذا الموظف الفضائي فقد وقع في الإثم والحرام.
٥_ فإن سال سائل فما المخرج؟ قلنا: يستقيل أو يطلب إجازة براتب أو بدون راتب حسب اللوائح الإدارية.
٦_ لا فرق في حكم الحرام هذا بين المصالح الحكومية والأهلية.
٧_ لا فرق في حكم الحرام هذا بين الموظف الفضائي الكامل أو الموظف نصف الفضائي بمعنى أنه يداوم أياما دون أخرى او يداوم نصف يوم مثلا.
٨_ فإن قيل: تريدنا أن نكون شرعيين مع سلطة هي أصلا فاسدة إداريا وماليا؟
قلنا ما علاقة أن تأكل الحرام إذا كان الناس كلهم _ على سبيل الفرض _ يأكلون الحرام وهل يحول ذلك الحرام حلالا؟!!
٩_ فإن سأل سائل: هل من ضرورات أو استثناءات من حكم التحريم هذا؟
قلنا: نعم إذا كان هناك عذر شرعي.
لكن هذا العذر وهذه الضرورات والاستثناءات إنما يقدرها المفتي لا المستفتي والعالم الشرعي لا أنت وفق ظروف كل بلد وصور الضرورة التي فيه ووفق ظروف المستفتي السائل نفسه.
وهناك وظائف تعتمد على الإنجاز أكثر من اعتمادها على وقت هذا الإنجاز فهذه تقدر بقدرها من أهل الاختصاص.
وللأسف قد رأينا من صنوف التبريرات مما لا يمت للأعذار والضرورات الشرعية الواقعية بصلة.
والحريص على دينه يسأل من يثق بعلمه ودينه.
١٠_ وأخير فقد شدد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في المال الحرام وعواقبه في الدنيا والآخرة والسعيد من وفق للحلال وأسبابه وعض عليه بالنواجذ.
نسأل الله ان يرزقنا وإياكم الحلال ويجنبنا الحرام.