هل يجوز شراء معدات الأكسجين ومستلزماته من أموال الزكاة؟
الدكتور بلخير طاهري - أستاد الشريعة والقانون بجامعة وهران بالجزائر رابطة علماء أهل السنةبسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
قال تعالى :" مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا". المائدة.
لقد جاء هذا السؤال من عدة اخوة، ورأيته مرسوما في بعض فتاوى الأفاضل من أهل العلم ببلدنا، وجنح بعضهم إلى عدم جواز، صرف أموال الزكاة، لشراء هذه المعدات بناء على، أنها حق خالص للفقير، ثانيا أن الأصناف محصورة ومعلومة، ثالثا أن دخول الأغنياء معهم في هذه الصدقة يخرجها عن معنى الزكاة.... وغيرها من الاعتراضات، فعقبت عليهم في تلك المواطن، و رأيت أن أختط جوابا محررا على ما أراه في هذه المسألة، فأقول وبالله التوفيق :
#أولا : الأصل في أعمال البر الجواز، لقوله تعالى : وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان".
#ثانيا: الحفاظ على الأنفس مقصد من مقاصد الشريعة، وكل ما يفوت هذا المقصد فقد كر على الشريعة بالYبطال.
#ثالثا: اما قولكم ان مصاريف الزكاة معلومة فهذه حقيقة، وحق الفقراء فيها معلوم هذه حقيقة.... ولكن من الحقائق الاخر ان سهم المؤلفة قلوبهم ليسوا بالضرورة فقراء، ولكن قدمنا لهم المال لإحياء قلوبهم وإيمانهم، فما بالك بإحياء نفوسهم.
#رابعا: و من مصاريف الزكاة سهم (في سبيل الله) وهذا السهم قد وسع العلماء في دلالته مما يجعله يستغرق كل مصلحة عامة حاقة بالمسلمين.
ولعل جائحة كورونا وما تحصده من أرواح وجب جهادها بكل ما نملك، ومن ذلك مقاتلتها بالأدوية والاكسجين والمعدات .
#خامسا: أما دعوى استفادة الأغنياء منها فهذا من النوادر المغتفرة، التي لا تخرم القاعدة العامة، كما قال الإمام الشاطبي : واعلم أن القواعد الكلية لا تقدح فيها قضايا الأعيان ولا نوادر التخلف ".
#سادسا: هذه المعدات لن يأخذها الأغنياء ولا الفقراء معهم، فإنها سوف تصبح وقفا على عامة المسلمين يستفيدون منها ما دامت قائما.
=====#وبهذا فإننا نقول : بجواز إعطاء الزكاة لسد هذه الحاجة الضرورية، و المال ما هو إلا وسيلة لتحقيق مقصد التعبد.
#والقاعدة المقررة مقاصديا :
1_ أن الوسائل لها حكم المقاصد.
2_ و أنه يغتفر في الوسائل ما لا يغتفر في المقاصد.
3_ و إن الوسيلة إذا عادة على الأصل بالإبطال ألغيت الوسيلة.
#وعليه فإن المحافظة على النفس الإنسانية مقدمة على حق الفقير الذي يدور في درجة الحاجة التي لم ترقى إلى الضرورة.
هذا وبالله التوفيق.
======#ملاحظة :
نحن قلنا بالجواز، والأولى أن تكون، من التبرعات و مطلق الصدقات، فإن عجزنا إنتقلنا إلى أموال الزكوات.